الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
الحثل العضلي Muscular Destrophy
يجمع الحثل العضلي Muscular Destrophy (MD) مجموعة من الاضطرابات العضلية الموروثة اللاالتهابية وغير المرتبطة بإصابات عصبية، حيث يُخّرب المرض الألياف العضلية لكن دون آثار واضحة خارجياً.
اشتهر اختصاصي الأعصاب الفرنسي Guillaume Duchenne في علاجه للاضطرابات العصبية، وقد اعترضته حالات من الحثل العضلي، وأُطلق اسمه على الحالات الشديدة من المرض وأصبحت تدعى الحثل العضلي الدوشيني Duchenne MD، الذي يصيب الذكور فقط.
أوضحت التقنيات المتطورة في البيولوجيا الجزيئية الأساس الجيني للحثل العضلي والذي يؤثر بالبروتين الهيكلي للخلية العضلية الـ"ديستروفين" dystrophin (Dp427)، كما يوجد الديستروفين في العضلات الملساء والقلب والدماغ.
نتيجة لذلك، تترافق اعتلالات الحثل العضلي بمظاهر شائعة من ضعف عام وضخامة كاذبة ونادراً تخلّف عقلي.
تضعف العضلات تدريجياً، وقد يشمل هذا الضعف عضلات الأطراف أو غيرها كالقلب أو عضلات التنفس، حيث يؤدي ضعف هذه العضلات عادة إلى الموت.
التشخيص:
يُظهر علم السببيات شذوذاً في التشفير الجيني لبروتينات عضلية معينة، عندها يتم تصنيف أنواع الحثل العضلي اعتماداً على النمط الظاهري السريري إضافة للنموذج الوراثي.
وتتنوع معدلات الإصابة بالحثل العضلي تبعاً للنمط الجيني، ويعتبر الحثل العضل الدوشيني Duchenne MD النوع الأكثر انتشاراً وهو مرتبط بالجنس ويظهر بنسبة 1/3500 ولادة ذكر حي، يتبعه بالانتشار الحثل العضلي من نوع بيكر Becker MD بنسبة 1/30،000 ولادة ذكر حي.
أما الأنواع الأخرى فهي نادرة وتصيب كلا الجنسين بنسب متساوية، وليس الذكور فقط كما في نوعي دوشيني وبيكر، ومنها حثل عضلات حزام الطرف limb-girdle dystrophy والحثل العيني البلعومي oculopharyngeal MD والحثل القاصي Distal MD.
تتوضع البروتينات التي تساهم في الارتباطات المعقدة (الديستروفين والبروتينات السكرية المرتبطة به) في غشاء العضلات والمسافة خارج الخلوية، وبساهم ارتباط هذه البروتينات بجزيئات بروتين الأكتين وبروتين اللامينين خارج الخلوي في استقرار بنية العضلات.
يسبب نقص الديستروفين عدم استقرار خلوي في هذه الارتباطات مع تسرب للمكونات داخل الخلوية، كنتيجة لهذا التسرب يظهر في تحليل الدم لمرضى النوع الدوشيني Duchenne MD ارتفاعاً في معدلات الكرياتين فوسفوكيناز CPK، الذي له فائدة تشخيصية حيث يدل وجوده في الدم على وجود أذية خلوية في العضلات.
يمكن لأنواع الديستروفين الأقل نشاطاً أن تحل مكانه جزئياً، وهذا ما يحصل في نوع بيكر، حيث يساعد وجود ديستروفين فعّال جزئياً في تأخير ظهور الأعراض وبالتالي إطالة مدة الحياة المتوقعة.
تُستبدل الألياف العضلية بنسيج ليفي شحمي متسرب والذي يتظاهر سريرياً بضخامة عضلية كاذبة Muscular pseudohypertrophy، لهذا يُعتبر أخذ خزعة عضلية (لمشاهدة التغيرات المجهرية) من وسائل التشخيص الهامة.
الأعراض:
تتظاهر الأعراض لدى مختلف الأعمار وضمن أيّ نوع من عضلات الجسم تبعاً لنوع الحثل العضلي.
فقد تبدأ الأعراض في عمر مبكّر جداً كما في مرضى الحثل العضلي الدوشيني Duchenne MD، حيث يصبح الضعف العضلي ملحوظاً في عمر الثانية أو الثالثة متظاهراً بعدة أعراض متضمنة:
- سقوط متكرر.
- صعوبة النهوض من وضعية الجلوس.
- عناء في الركض والقفز.
- مشي مترنح.
- المشي على أصابع القدم.
- ضخامة في عضلات ربلة الساق.
- ألم وصلابة في العضلات.
- مشاكل في التعلم.
تشبه أعراض مرضى نوع بيكر Becker MD الأعراض التي عند مرضى نوع دوشيني ولكنها أبطأ في التطور، حيث تبدأ في سن المراهقة لتتظاهر في العشرينيات من العمر.
يزداد حجم الإصابة تدريجياً، حيث يحتاج المرضى إلى كرسي مدولب بعد فترة من الزمن لعدم قدرتهم على المشي، وعادةً ما يتعرض مرضى الحثل العضلي لازدياد في التشوهات العضلية عند الالتزام بالكرسي المدولب ما يؤدي لإصابتهم بالجنف Scoliosis الذي يزيد من المشاكل التنفسية.
العلاج:
يجدر بالذكر أنّه ما من علاج للحثل العضلي، إنما من شأن الإجراءات المتخذة أن تخفّف من مشاكل العمود الفقري والمفاصل كالمعالجة الفيزيائية والمداواة والجراحة.
وقد يصف الطبيب أدوية ك بريدنيزون prednisone الذي يطور مقدرة العضلة ويؤخر تطور بعض أنواع الحثل العضلي، ولكن الاستخدام المديد لهذه الأدوية سيزيد من الوزن ويضعف العظام مما يفاقم خطر الكسور.
كما توصف مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE أو حاصرات بيتا في حال الأذية القلبية.
مؤخراً، تم تصديق ال Ataluren من الاتحاد الأوروبي كدواء تجريبي لعلاج الحثل العضلي الدوشيني، وتعمل منظمة MDA على تطويره ليتم طرحه في الأسواق.
وكما ذكرنا أنّ الأصل الجيني لنوع دوشيني هو طفرة في بروتين "الديستروفين" لذا يعمل Ataluren على تغيير قراءة الخلايا للنمط الجيني الشاذ للديستروفين وإنتاج ديستروفين وظيفي.
(لمزيد من المعلومات حول دواء Ataluren يمكنكم الاطلاع على المقال التالي:
هنا)
كما يعمل كل من الدوائين Etelirsen و Driapersen على تخطي الرامزة 51 في الرنا ما قبل المرسال pre-messenger RNA لتصحيح الطفرة التي توقف تشكّل البروتين، وبالتالي إنتاج بروتين وظيفي جزئياً، مقارنة بالمرضى الفاقدين لهذا البروتين.
وفي دراسات على Etelirsen لوحظ زيادة بنسبة 23% للألياف العضلية الوظيفية الحاوية على الديستروفين.
المصادر:
حقوق الصورة:
©2015 Muscular Dystrophy Canada