الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
الثوم ... قصة ما زالت تحمل في طياتها الكثير
يُعتبر الثّوم أحد أشيع الأغذية المُستخدَمة طبيّاً حول العالم. حيث أظهرت الدّراسات على مرّ العقود فوائده المتعدِّدة كخافضٍ للكوليسترول والضغط وفوائده في الأمراض القلبية الوعائية كمانع للتخثّر وفي الأورام.
سنستعرضُ لكم في هذا المقال فوائد الثّوم في الوقاية من أمراض الدّماغ الشيخية كالزهايمر والخرف.
تُعزا هذه الفوائد إلى أحد مركّبات الثوم والتي تُسمّى FruArg (الكلمة تُمثّل الجزئين الأساسيين ضمن هذا المركّب وهما سكّر الفركتوز Fructose والحمض الأميني أرجينين Arginine) المتواجدة بتركيزٍ مُرتفعٍ في خلاصة الثوم المُعتّق (AGE). لطالما ركّزت الدراسات في السّابق على تحرّي فوائد المركّبات الكبريتيّة ضمن الثّوم وتمّ إهمال المكوّنات الكربوهيدراتية فيه والتي ينتمي إليها مركّب (FruArg).
أثبت الباحثون في جامعة ميسوري أنّ هذه المادّة يمكن أن تحمي الخلايا الدماغية من الاستجابة المناعيّة المُحدَثة بالعوامل البيئية كالتلوّث والتدخين والتقدم بالسن والإفراط في تناول الكحول.
يحتوي الدماغ والنخاع الشوكي على خلايا دبقية صغيرة microglia تُعتبر خطّ الدّفاع الأول في الجهاز العصبي حيث تستجيب للالتهابات عبر تضاعفها وهجرتها إلى مكان الإصابة. لكنها تُمثّل سلاحاً ذا حدّين حيث ينتج عن معركتها الدفاعية أُحادي أوكسيد النيتروجين (Nitrous Oxide NO) وهو من الجذور الحرّة والتي تزداد كلما تضاعفت الخلايا الدبقية مسببةً التهاباً ضمن الجهاز العصبي. هنا تظهر فائدة الـFruArg كمضادٍّ للأكسدة، حيث تمّ اختبار إضافة هذه المادة على خلايا دبقيّة مُجهدة نتيجةً للأكسدة ووجدوا أنّها خفَّضتْ مستويات أُحادي أوكسيد النيتروجين المرتفعة. ليس هذا فحسب، بل قامت مادة الـFruArg أيضاً بتحريض إنتاج مضادات الأكسدة التي قامت بحماية خلايا الدماغ الأخرى، وهذا ما أكّد فوائد الثوم للدماغ من خلال جعله أكثر مقاومةً للالتهابات المسبّبة للأمراض العصبيّة والشيخوخة.
يُعتبر مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعاً وما زالت آلية حدوثه قيد الدراسة، حيث تُشير الأبحاث إلى احتماليّة كون الالتهاب والجذور الحرة وخلل وظيفة الميتوكوندريا وانكماش الدماغ من العوامل الرئيسيّة المسبِّبة لموت الخلايا في الزهايمر. ومازال العلماء يبحثون عن طريقة للوقاية من هذا المرض غير الشافي والتي قد يكون الثوم أحد أهمها.
المصادر: