كتاب > روايات ومقالات
"قدمي اليسرى".. رحلة الإنسان بقدمه دون الجسد
'My Left Foot' قدمي اليسرى
جئت إليكم متعباً و متأخرا كما أفعل عادة مع أفضل الأمور بحياتي." كريستي براون
التواصل، منذ ولدنا وحتى تلك اللحظة التي نفارق بها الحياة ونحنُ نحاول ونعمل على التواصل مع هذا العالم ومع من فيه من حولنا، نتواصل معهم بأعيُننا، بأيدينا أو بابتساماتنا وربما بأفكارنا.
من يعتقد أن الإعاقة تكون بالجسد فقط، فهو شخصٌ جاهل لم يعرف بعد ما تعنيه الحياة داخل كل خلية من جسدنا، وما تعنيه الحياة داخل كل لفافةً من لفافات دماغنا الكثيفة، وما تعنيه الحياة داخل ذلك القلب الذي ينبض ويضخ الدم، ليس فقط لأجسادنا بل أيضاً لأرواحنا.
هو ليس بطل قصتنا فقط بل هو أيضًا عنوانٌ للإصرار والأمل: "كريستي براون". ولد لعائلة فقيرة لأبٍ يعمل في البناء وأمٍ ربة منزل في 5 يونيو 1932 في دبلن، إيرلندا.
شاء القدر أن يولد بمتلازمة مرضية وهي الشلل الدماغي، التي حرمته من الحركة والوقوف وحتى الكلام، إلا في قدمه اليسرى، ليكتب بها أول حرف من اسم أمه بالطباشير عندما كان صغيراً.
قصة كريستي هي قصة الحياة رغم الألم، الحياة رغم الإعاقة الجسدية، الحياة والنجاح والشهرة رغم الوحدة التي فُرضت عليه بسبب وضعه الصحي، فكتب قصته وما حدث معه في هذا الكتاب. كتب كيف تعلم الكتابة بقدمه اليسرى وبعدها الرسم وبعدها الكتابة الأدبية.
عندما علم والداه بإعاقته الجسدية لم يخجلوا منه أو يتخلوا عنه، بل كان لأمه الدور الأكبر في حياته، كان لإهتمامها ورعايتها له، الفضل الكبير في تكون شخصيته. رغم أن لديها أولاد آخرين أصغر وأكبر منه إلا أنها لم تتأخر أو تتملل في رعايته وتعليمه القراءة والكتابة بقدمه.
في هذا الكتاب سنتنقل من الحزن الشديد إلى الفرح الشديد، تفاصيل حياته، التي رواها لنا بقدمه اليسرى. تعيش القصة كاملة معه وتقرأها بطريقة مختلفة، لأنه لم يكتبها بأنامله، بل كانت قدمه اليسرى هي التي تكتب لنا.
كان كتابه من أكثر الكتب مبيعاً، وتمت ترجمته إلى 14 لغةً. حصل على ما يزيد عن 370،000 $. ولأنها قصة مؤثرة فقد تم إنتاج فيلم يحكي قصة "كريستي". قام بأداء دوره الممثل دانيال داي لويس الذي نال عليه جائزة الأوسكار.
قرأت الكتاب مرةً وأثنتين وثلاث. وفي كل مرة كُنت أشعر بأنني عاجزةٌ عن وصفه. عجزت أمام شجاعته وإصراره، عجزت لأنني قريبة من طفل يحمل نفس إعاقته لا أعلم كيف للغة التي تعلمتها أن ترفض الخروج من قلمي لتكب له وتفخر به.
إعلان الفيلم:
الموسيقى التي كان يستمع إليها : هنا
المصدر: