الكيمياء والصيدلة > كيمياء
هرمون الحبّ والخيانة قد يكون علاجاً للبدانة !
وجدت دراسة جديدة بأنّ تركيبةً أنفيةً مُصطنعةً كيميائياً من الأوكسيتوسين قد قلّلت من مقدار السعرات الحرارية المتناولة و خاصة استهلاك الأطعمة الدسمة عند رجالٍ أصحاء.
حيث قلّل بخّاخ الأوكسيتوسين الأنفي من عدد السعرات الحرارية المستهلكة من قبل الرجال سواء كانت أوزانهم طبيعية أو زائدة وذلك في وجبة فطور تلت استخدام البخاخ. ووجد الباحثون أيضاً أنّ الأوكسيتوسين حسّن من مقاييس الاستقلاب مثل الحساسية للأنسولين، وهي قدرة الجسم على تصفية مجرى الدّم من الغلوكوز بشكل ناجح.
و صرّحت الباحثة الرئيسة في هذه الدراسة أنّ النتائج مثيرة جداً للاهتمام، رغم الحاجة للمزيد من الدراسات. لكن يُعتقَد أنّ الأوكسيتوسين سيشكّل علاجاً واعداً للبدانة و مشاكل الاستقلاب.
وكان قد تمّ إشراك 25 رجلاً يتمتّع بصحة جيدة في هذه الدراسة، و كان معدل أعمارهم 27 عاماً. يتمتّع 13 منهم بوزن طبيعي و الـ 12 الباقين من ذوي الوزن الزائد. و تمّ اختيار مجموعة منهم عشوائياً ليأخذوا جرعاً فردية (ما يعادل 24 وحدة دولية) بشكل ذاتي من الأوكسيتوسين . وأخذت المجموعة الباقية دواءً وهمياً و ذلك بعد فترة صيام. وكانوا جميعاً يجهلون أيّ علاجٍ تلقّوا.
تناول المشاركون بعد ساعة واحدة إفطاراً اختاروه من قائمة الطّعام، و احتوت كل وجبة على حصص مضاعفة. وقاس الباحثون بعد هذه الوجبة عدد السعرات الحرارية المتناولة من قبل كلّ رجل.
وأعاد الرّجال التّجربة في زيارة أخرى منفصلة، لكنّهم تلقوا العلاج المعاكس لما أخذوه في المرّة السابقة ( الأوكسيتوسين أو الدواء الوهمي ). أظهرت بيانات الدراسة أنّ الرّجال تناولوا في المتوسط 122 سعرة حرارية و 9 غرام دسم أقل في الوجبة التي تناولوها بعد بخاخ الأوكسيتوسين الأنفي مقارنةً بمن أخذوا الدواء الوهمي. كذلك تبيّن أنّ الأوكسيتوسين زاد من استخدام الجسم للدسم كوقود للطاقة.
لم يكن هناك آثار جانبية خطيرة أو تغيُّر في الآثار الجانبية بين الأوكسيتوسين و الدّواء الوهمي. و لم يكن للأوكسيتوسين تأثير على الشهيّة أو على هرمونات تنظيم الشهيّة عند قياسها في الدم. لذلك تبقى كيفية تأثير الأوكسيتوسين على المقدار المأخوذ من السعرات الحرارية مجهولةً إلى الآن ولكن الباحثون صرّحوا بأنّ الأوكستوسين يتداخل في مسارات تقليل الشّهية في الدّماغ.
و لكون الأوكسيتوسين هرموناً مختصّاً بالجنس فمن الضروري دراسته عند النساء و عند كلا الجنسين خلال فترة علاجية مطوّلة.
من الجدير ذكره أنّ بخّاخ الأوكسيتوسين هو مركّب دوائي مُوافقٌ عليه في أوروبا فقط، و ليس في الولايات المتحدة الأميركية. حيث يُستخدم فقط في التّجارب السريرية. و يتوفّر الأوكسيتوسين في الولايات المتحدة الأميركية كدواءٍ معدٍّ للحقن أو للإعطاء الوريدي لتحريض المخاض.
في النهاية، تبقى هذه واحدة من الفرضيات التي تدور حول الأوكسيتوسين ،هذا الهرمون الغامض و الذي ما يزال البحث جارياً للتوصل إلى آليات تأثيره و نتائجه سواءً أكانت إيجابية أم سلبية، لمعرفة هامش الأمان اللازم التقيّد به قبل طرح منتجاته الحديثة تجارياً.
المصدر : هنا