الفنون البصرية > فن وتراث
الكونتيسّة باتوري ...... سفّاحة من الطراز الرّفيع
تبدأ القصة في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني (يناير) من عام 1609 أو 1610 (لم يُتوصَّل إلى مصادر حقيقية ونهائية بما يخص السنة الحقيقية بعد)؛ أجرَت الكونت "جورجي ثورزو" تحقيقاتٍ بناءً على أوامر من الملك "ماثياس"؛ إذ زار "جورجي" القلعة في هنغاريا ليكتشف أن الكونتيسّة "باتوري" تشرف على جلسات تعذيب للفتيات الصغار وتنفذّها أيضًا.
كانت " باتوري " سيّئة السّمعة في منطقتها حقًّا؛ إذ كانت تُعذّب الخدم و الفلّاحين وتقتلهم وكانت مشهورة بذلك، لكنّ لقبها ومكانتها الكبيرين، بالإضافة إلى وجود أقارب لها في السلطة؛ أعطاها ذلك كلّه غطاء حماية، فكانت جرائمها -تلك المتعطشة للدماء- مباحة ودفعت بالكثيرين بوصفها أوّل مصاصة دماء في التاريخ.
وُلدت " باتوري " في ترانسلفانيا عام 1560 في أحضان أسرةٍ مميزة؛ إذ كانت تضمّ الملوك والكرادلة والفرسان والقضاة، وعلى الرّغم من أنّ عائلتها تشمل هذا الكمّ من المشاهير والأفراد المرموقين؛ لكن أظهرت شجرة العائلة وجود بعض الاضطرابات الخطيرة لعددٍ من أقاربها أيضاً؛ فكان أحد أعمامها يعطيها تعليمات ودروس في عبادة الشيطان،في حين كانت خالتها قد علّمتها كلّ شيءٍ عن الساديّة والمازوخية.
تزوجت " باتوري " في سن الخامسة عشر من "الكونت نادادي "، واستقرّ الزوجان في القلعة؛ حيث بنى " الكونت نادادي " غرفة تعذيب حسب المواصفات التي تُرضي " باتوري " وذلك من أجل إرضاء زوجته وإشباع نزعتها الدموية.
تفنّنت "باتوري" بأساليب التعذيب؛ فكانت -مثلًا- تزرع الإبر تحت أظافر الفتيات الصغيرات والخادمات، وكانت تعلّقهنّ رأسًا على عقب في بعض الأحيان وتطلي أجسادهنّ بالعسل و تتركهنّ فريسةً لهجوم النحل والنمل.
وعلى الرّغم من مساعدة الكونت لزوجته في جلسات التعذيب تلك؛ لكنّ مساعدته كانت تهدف إلى ضبط تصرّفاتها، والدليل على ذلك؛ عندما توفّي " الكونت نادادي " في أوائل القرن السابع عشر عام 1600 أصبحت " باتوري " أكثر وحشيّة من ذي قبل؛ فبمساعدة ممرّضتها الشخصية " إيلونا جو " و " دوروثا زينيتس "؛ بدأت " باتوري " باختطاف بنات الفلّاحين و تعذيبهنّ و قتلهنّ،
وذهبت بوحشيتها إلى أقصى حدٍّ؛ فانت غالباً ما تعض خدود ضحاياها وتقطع من أجساد الفتيات قطعًا صغيرة وتجبرهنّ على طهيها و أكلها.
لقد كانت " باتوري " تعتقد بأن الدم البشري يحفظ لها شبابها و صحتها.
وبقيت جرائم " باتوري " قيْدَ التجاهل تمامًا منذ استلام عائلتها لرئاسة الحكومة المحليّة في عام 1610؛ إلى أن تدخّل الملك "ماتياس" أخيرًا، وخاصةً عندما بدأت " باتوري " بالبحث عن ضحاياها الجدد من بين فتيات الطبقة النبيلة في منطقتها.
وفي عام 1611؛ قُدّمت " باتوري " مع أتباعها للمحاكمة عن 80 جريمة، وعلى الرغم من وحشية جرائمها؛ لكنّها لم تُعدم على غرارهم؛ بل وُضِعت في غرفةٍ صغيرة في القلعة لا تحوي سوى شقوق صغيرة لمرور الهواء و الغذاء لها.
بقيت على قيد الحياة في هذه الظروف مدة ثلاث سنوات إلى أن وُجدت أخيرًا ميّتة في شهر آب (أغسطس) عام 1614.
لتنتهي بذلك قصة أخطر سفّاحة في تلك الحقبة.
المصدر: