البيولوجيا والتطوّر > الأحياء الدقيقة
تحكم فيروس عوز المناعة المكتسب (الأيدز) بنشاطه بشكلٍ مستقل عن الخلايا المضيفة!
هل تعتقد أن فكرة الاختباء في حصان طروادة كانت فكرة ذكية لاجتياح الحصن؟ انتظر قليلاً حتى تقرأ هذا المقال عن فيروس الإيدز الذي يستخدم أسلوباً مشابهاً...
• ماهي المشكلة؟
المشكلة هي في صعوبة علاج فيروس عوز المناعة المكتسب (الأيدز) بسبب هجوعه ضمن الخلايا المناعية.
• ماهي الخلايا المناعية؟
هي الخلايا المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد الأخماج المسببة من قبل الفيروسات أوالجراثيم أوالفطور وغيرها وهي نفسها ضحية فيروس الأيدز عندما يصيب الجسم.
•ما هو الاعتقاد السابق فيما يتعلق بقدرة الفيروس على التضاعف؟
كان يعتقد سابقاً أن ما يحدد حالة الفيروس من الهجوع أو التضاعف هي حالة الخلية التي يهجع فيها الفيروس وليس للفيروس أي قدرة على التحكم في زمن بدء التضاعف أو الهجوع.
• ماهو زمن الهجوع؟
هو الزمن الذي يبقى فيه الفيروس ضمن الخلايا دون نشاط تكاثري ليعود ويتكاثر لاحقا خلال مايسمى زمن التضاعف.
• ما الجديد في هذا الخبر؟
نشرت مؤخرا دراستان تؤكدان أن الفيروس هو من يملك آليات التحكم بتضاعفه وليس الوسط الخلوي المحيط به، وإنَّ فترات الهجوع تعطيه إمكانية أفضل للاستمرار حياً لفترات طويلة.
• ما تأثير هذه النتائج على علاج الفيروس ؟
تعتبر العلاجات المتوفرة ضد فيروس الإيدز منخفضة الفعالية نسبياً، وذلك لأن العلاجات السابقة تعاملت مع الخلية التي تحوي الفيروس على أنها المحدد الأهم للتضاعف أو الهجوع.
• أين تمت الدراسة الأولى؟
في معهد Gladstone في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة وتعاونوا مع العلماء من جامعة هارفارد لإنجاز الدراسة الثانية. حيث بيّن العلماء أن الفيروس يبقى فعّالاً حين تدخل الخلية التي تحويه في مرحلة الهجوع مما يعني أن العمليتين منفصلتان.
• من هو المتحكم في فعاليّة الفيروس إذاً؟
كشف العلماء أن هناك بروتيناً خاصاً اسمه TAT هو الذي يسيطر على عملية تفعيل الفيروس أو هجوعه.واكتشفوا أن تغيير مستويات هذا البروتين له دور كبير في تغيير حالة الفيروس بشكل وثيق أما تغيير الوسط الخلوي المحيط بالفيروس فلا تأثير يذكر له.
• ماهدف التعاون مع جامعة هارفارد في الدراسة الثانية؟
كان الهدف من الدراسة الثانية هو محاولة معرفة سبب امتلاك الفيروس لخاصية التحكم بالتضاعف وكيف سيكون الهجوع في الخلية مفيداً له.
• وهل كان الهجوع مفيداً للفيروس؟
لقد بيّن العلماء أن الهجوع مفيد للفيروس لأن الفيروس يبدأ دخوله للجسم عن طريق الأغشية المخاطية التي تحوي عادة على عدد قليل من الخلايا، فإذا تضاعف الفيروس بسرعة وقام بإخماج هذه الخلايا وقتلها لن يتسنى له الانتقال نحو خلايا جديدة ولهذا فإن هجوعه في هذه الخلايا المخاطية سيوفر له الانتقال مع هذه الخلايا عندما تهاجر نحو مجمّعات خلوية أكبر يستطيع فيها الفيروس بدء نشاطه وإخماج أكبر عدد ممكن من الخلايا.
المصدر: هنا