الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
تناول الأطعمة المقلية أكثر من مرة أسبوعياً يزيد خطر الإصابة بسرطان البروستات
يرتبطُ التناولُ المنتظمُ والمتكرّرُ للبطاطا المقليةِ والدجاجِ المقليّ والدونات Doughnuts بزيادةِ خطرِ الإصابةِ بسرطانِ البروستات Prostate cancer، ويظهر هذا التأثير بشكل أكثرَ قوّةً مع الحالاتِ الشديدةِ من المرض، وذلك وفقاً لدراسةٍ أجراها الباحثون في مركزِ فريد هاتشينسون لأبحاثِ السّرطان Fred Hutchinson Cancer Research Center وتمّ نشرُها عامَ 2013 في مجلةِ The Prostate.
وفيما أظهرَ عددٌ من الدراساتِ السابقةِ أن خطرَ الإصابةِ بسرطان البروستات يرتفعُ مع تناولِ الأطعمةِ المطهوّةِ بدرجاتِ حرارةٍ عاليةٍ (كاللّحمِ المشويّ)، إلّا أنّ هذهِ الدراسةَ هي الأولى من نوعِها في بحثِ التأثيرِ الإضافيّ للقلي على هذهِ المعادلة. وقد ضمّت الدراسةُ ما يُقارب 1500 رجلاً مُشخّصاً بسرطانِ البروستات وعدداً مشابهاً من الرجالِ الأصحاءِ والذين تراوحَت أعمارُهم بين الـ 35 و74. وأُجريت الدراسةُ على شكلِ استبياناتٍ غذائيّة تمّ ملؤُها من قِبل المشاركين.
من البطاطا المقليةِ وصولاً إلى الدونات، يرتفعُ خطرُ الإصابةِ بسرطانِ البروستات مع كثرةِ تناولِها في الأسبوعِ الواحد. وبحسبِ نتائجِ الباحثين، فإنّ الرجالُ الذين يتناولون البطاطا المقليةَ والدجاج والسمكَ المقليّ و/أو الدونات مرةً واحدةً على الأقل أسبوعياً كانوا أكثرَ عرضةً لخطرِ الإصابةِ بسرطانِ البروستات مقارنةً مع الرجالِ الذين تناولوا هذهِ الأطعمةَ مرّةً واحدةً في الشهر، إذ بلغَ معدّل الإصابةِ لديهم 30-37%.
وقد يكون للقلي العميقِ الدورُ الأكبرُ في زيادةِ خطرِ السرطان نتيجةَ دورِه في تشكيلِ بعضِ المركباتِ المسرطنةِ، إضافةً إلى دورِ درجاتِ الحرارةِ المرتفعةِ التي يُسخّنُ إليها الزيت في تشكيلِ مادةِ الأكريلاميد Acrylamide المسرطنة، والأميناتِ الحلقيّةِ غير المتجانسة Heterocyclic amines والهيدروكربوناتِ العطريّةِ متعدّدةِ الحلقات Polycyclic aromatic hydrocarbons، والألدهيد Aldehyde (وهو مركبٌ عضويٌّ يتواجدُ في العطور)، والأكرولين Acrolein (مادةٌ كيميائيةٌ تتواجدُ في مبيداتِ الأعشاب)، إضافةً لمركباتِ AGEs المرتبطةِ بالالتهاباتِ المزمنةِ والإجهادِ التأكسُديّ. وتزدادُ هذهِ المركباتُ السامةُ مع إعادةِ استخدامِ الزيتِ في القلي لأكثرَ من مرةٍ أو استخدامِهِ لفتراتٍ طويلة.
ويذكرُ بأنّ هذه الدراسةَ قد أخذَت بعينِ الاعتبار مجموعةً من العواملِ المؤثرة كالعمرِ، والعِرق البشريّ، والتاريخ العائلي لسرطانِ البروستات، ومؤشرِ كتلةِ الجسم BMI، وفحصِ المستضدّ البروستاتي النوعيّ Prostate-Specific Antigen أو PSA.
** توضيح:
المستضد البروستاتي النوعي PSA: هو بروتينٌ تنتجُه خلايا غُدةِ البروستات، ويتواجدُ بكمياتٍ قليلةٍ في مصلِ الدم لدى الرجالِ الأصحاء، إلّا أن نسبتَهُ ترتفعُ غالباً ما ترتفع في مصل الدم لدى الأشخاصِ المصابين بسرطانِ البروستات أو أحدِ اضطراباتِهِ الأخرى. كما أنّ الرجال الذين يمتلكون مستوياتٍ مرتفعةً منه بشكلٍ طبيعيّ عم أكثرُ عرضةً للإصابةِ بسرطان البروستات، على الرّغمِ من وجودِ أسبابٍ مختلفةٍ تسبّبُ ارتفاعَهُ لدى البعض. ويُستخدم فحصُ PSA بشكلٍ واسعٍ لتشخيصِ سرطان البروستات ومراقبتِه.
المصدر:
مصدر إضافيّ للتوضيح:
الدراسة:
Marni Stott-Miller، Marian L. Neuhouser، Janet L. Stanford. Consumption of deep-fried foods and risk of prostate cancer. The Prostate، 2013; DOI: 10.1002/pros.22643