الكيمياء والصيدلة > صيدلة
أربعة منشّطات ذهنية يمكنك الحصول عليها دون وصفة طبية
تُعرف منشِّطات الذِّهن بأنها أيُّ نوعٍ من المركبات أو الأطعمة القادرة على تحسين القدرات العقلية متضمّنةً الذَّاكرة والحوافز وزيادة التركيز وتحسين المزاج، لهذا يمكن أن نصنِّف هذه المكمِّلات المعزِّزة لعمل الأعصاب في إطار العقاقير الذكية التي تحسِّن أداء الدِّماغ.
يُحقق علماء الأعصاب فهمًا أكثر دقَّةً للدماغ يوميًّا، مما يساعد في إنتاج العديد من العقاقير الصيدلانية التي تستهدف مناطقَ محددةً في الدماغ، ثمَّ إنَّه قد تكشف هذه المعارف ذاتها إمكانية تأدية مكمِّلاتٍ معينةٍ دورًا مشابهًا للأدوية المنشطة بتحسين أداء الدماغ لوظائفه على المدى الطويل.
وفي هذا الإطار؛ لماذا تلجأ إلى الوصفات الطبية المقوِّية في حين يمكنك الحصول على النتائج نفسها باتباع طريق المكمِّلات الميسَّرة؟
سنقدِّم هنا مجموعة من المكمِّلات الغذائية التي يمكن تقصِّي إمكانية استخدامها منشطاتٍ ذهنية، علمًا أنَّها لا تتطلَّب وصفةً طبيةً للحصول عليها من الصيدليات، ولكن من المهم هنا أيضًا تذكُّر أهمية استشارة الطبيب قبل تناول أيِّة مكمِّلات، سواء أكانت طبيعية أم غير ذلك، فقد لا تكون المكملات مصنَّعة بالتركيب نفسه، إذ تضع بعض العلامات التجارية إضافاتٍ قد تكون غير مرغوبة أو مسبِّبة للحساسية، لذا من المهم التأكد من هوية الشركة المصنّعة.
1. الكرياتين Creatine: يفضِّل رواد النوادي الرياضية الكرياتين منذ وقتٍ طويل؛ لأنَّه يُحسّن أداءهم الرياضي، ولكن قد أُثبتت قدرته المعززة لعمل الأعصاب حديثًا، إذ وجدت إحدى الدراسات أنَّ تناول 5 غرامات من الكرياتين يوميًّا مدَّة ستة أشهر قد يساعد في تحسين نتائج اختبارات الذكاء والذاكرة.
2. الثيانين Theanine: معروفٌ بـ (L-Theanine) وهو مركَّب يوجد في الشاي الأخضر وبعض أنواع الفطور، ويُباع بوصفه مكمِّلًا غذائيًّا في الولايات المتحدة أيضًا؛ إذ منحته إدارة الغذاء والدواء FDA حالة (GRAS)؛ أي مُعترَفٌ به على أنه آمن عمومًا.
وجدت دراساتٌ علميَّة عديدة أنَّ الثيانين يؤثر في مستويات بعض النواقل العصبية؛ لمنع الخلل الوظيفي للدماغ الذي يسببه بروتين بيتا أميلوئيد beta-amyloid (وهو البروتين الرئيسي في لويحات الأميلوئيد التي تتشكّل في أدمغة مرضى ألزهايمر)، وللوقاية من السكتة الدماغية. هذا وقد قيل إنَّ الثيانين يحسِّن جودة النوم لدى الأولاد المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط ADHD (وهو من أكثر الاضطرابات شيوعًا بين الأطفال، ويتميَّز بصعوبة التركيز والانتباه وصعوبة التحكُّم بالسلوك، إضافةً إلى فرط النشاط).
إذا ما أتينا إلى الاستخدامات الممكنة لمنشِّطات الذهن؛ فإنَّ دراسات صغيرة عديدة أشارت إلى أنَّ مزيجَ الثيانين مع الكافيين يمكن أن يحسِّن الأداء المعرفي، وخصوصًا في مناطق التركيز والانتباه في الدماغ، ولكن على ما يبدو أنّ هذه التأثيرات ليست طويلة الأمد.
3. الجينكو أو الجنكة (Ginkgo Biloba) تُحضَّرُ خلاصة الجنكو المُستخدَمة طبيًّا من الأوراق عادةً، لكنَّ بعض الناس يستخدم البذور بعد إزالة اللب، إذ يُستعمل الجنكو أساسًا في الاعتلالات المتعلِّقة بالذاكرة، مثل مرض ألزهايمر وتحسين الذاكرة عمومًا، هذا ويُستخدَم أيضًا -خاصةً لدى كبار السِّن- الذين يُعانون قصورًا في تدفُّق الدَّم إلى المخ، والمترتَّبة عليه الحالات الآتية:
1- فقدان الذَّاكرة.
2- الصُّداع.
3- طنين الأذنين واعتلالات السَّمع.
4- الدُّوار.
5- الصُّعوبة في التَّركيز.
6- الاضطرابات المزاجيَّة.
7- ظاهرة رينو؛ ألمٌ ناتجٌ عن البرد، وخاصةً في أصابع اليدين والقدمين.
إضافةً إلى استخداماتٍ عديدة أُخرى لا مجال لذكرها جميعًا، وحسب قاعدة البيانات الشَّاملة للأدوية الطبيعية (Natural Medicines Comprehensive Database)؛ يُوصَف الجينكو بأن له فعاليَّةً مُحتملةً في تخفيف أعراض القلق والتوتر وتحسين الذاكرة، والقدرة على الانتباه والتفكير، وتحسين أعراض الخرف وضعف الرؤية.
عمومًا؛ يُعدُّ تناول خُلاصة أوراق الجينكو عن طريق الفم بالجرعات المُحدَّدة آمنًا عند معظم الناس، لكنه قد يسبب حدوث بعض الأعراض الجانبية الطفيفة؛ كالصداع والاضطرابات في المعدة والدوار والإمساك وزيادة ضربات القلب والحساسية الجلديَّة، ثم إنّه لا يجب استخدامه من قبل الأشخاص الذين يُعانون اضطراباتٍ نزفية (الناعور، هشاشة الصفيحات وغيرها)، وذلك لأنَّه يزيد من احتمال النزف.
وللجينكو تداخلاتٌ دوائية وغذائية يمكنكم الاطِّلاع عليها في مقالنا الذي يتناول هذا الموضوع بالتَّفصيل:
[a]4. مركب الـ DHA) docosahexaenoic acid): هو أحد أنماط الحمض الدسم أوميغا-3 (Omega-3) الذي يوجد في الأسماك والطحالب البحرية، إذ وُجد أنه يحسِّن الذاكرة، ويقي من اضطرابات نفسية معينة.
أشارت دراسات عديدة إلى أنَّ المصابين بالاكتئاب الشديد لديهم مستويات أوميغا-3 منخفضة جدًّا، وقد وَجَدت هذه الدراسات أنَّ علامات الاكتئاب كانت أعلى على نحو ملحوظ لدى أولئك الذين لا يواظبون على تناول السمك. وعلى أيّةِ حال؛ لم تُثبِت أية دراسة أنَّ مكمِّلات الأوميغا-3 فعالةٌ في تخفيف الاكتئاب سواء أكان شديدًا أم متوسّطًا أم خفيفًا حتّى، ولكن تقترح بعض البيانات أنه وسيلةُ وقايةٍ آمنةٌ يمكن أن تقلِّص خطر ترقِّي بعض الاضطرابات النفسية، ومن جهة ثانية؛ وُجِد أنَّ مكمِّلات الـDHA تحسِّن التطور المعرفي لدى الرُّضَّع تحسينًا ملحوظًا، فضلًا عن أنّها يمكن أن تقي من ضعف الإدراك المعتدل والخرَف، وتُقلِّصُ من خطر ترقي مرض ألزهايمر لدى الكهول.
5. وردة الروديولا Rhodiola Rosea
تُعدُّ وردة الروديولا من الأعشاب التي تساعد الجسد في التعامل مع التوتر تعاملًا أكثر فعاليةً.
وجدت العديد من الدراسات أنه يمكن لمكملات الروديولا الوردية أن تحسن المزاج، وتقلل من الشعور بالإرهاق عند الأفراد شديدي القلق.
وقد تبيَّن أنَّ تناول جرعات يومية صغيرة من "الروديولا" يقلل الإجهاد والتعب الذهني أيضًا، ويعزز الشعور بالراحة لدى طلاب الجامعات في أثناء فترة الاختبارات.
6. الجنسنغ المعروف بـ Panax Ginseng
استُخدِمت جذور نبات الجنسنغ قديمًا بوصفها دواءً لتعزيز وظائف الدماغ.
وقد تبين أنَّ تناول جرعة وحيدة من الجنسنغ من 200 إلى 400 مغ يساعد في التقليل من التعب والإجهاد الذهني، ويحسن على نحو ملحوظ أداء المهمات الصعبة كحل مسائل الرياضيات مثلًا.
على الرغم من أنَّه ما زال دور الجنسنغ في تحسين وظائف الدماغ غيرَ معروف؛ فقد يكون ذلك بسبب آثاره القوية المضادة للالتهاب التي تساعد في حماية الدماغ من الإجهاد التأكسدي وتعزز وظيفته.
المصادر: هنا