التاريخ وعلم الآثار > التاريخ
دُروع لقط المحارب!!
عزّز البشر علاقتهم بالطبيعة منذ أمد بعيد، واستخدموا مواردها بمختلف الطرق، وعلى مر العصور كانت هذه العلاقة بين البشر ومحيطهم متميزة جداً، وصلت في العديد من الأحيان إلى أماكن أبعد مما كنا نتصور، فاستخدام الحيوانات في مختلف نواحي الحياة لطالما ألهم الأجيال اللاحقة بسؤال مهم: "إلى مدى قد تصل العلاقة بين البشر والحيوانات؟" لقد استخدم الإنسان القديم الحيوانات في كل شيء، في الزراعة والتجارة والصناعة وحتى في الفنون والحروب، ولطالما تلخصت هذه العلاقة بين البشر والحيوانات بأشكال إبداعية في مختلف الحضارات، وهذا ما حدى بالفنان جيف دي بوير بابتكار مجموعة من الدروع الخاصة بالقطط والفئران مستوحاة من الماضي ومن الأمم المختلفة، لا يوجد لدينا دليل قاطع على أن الإنسان استخدم هذه الحيوانات لتكون محاربة، ولكن لربما استخدمها كرمز للحرب، إذ لطالما عُني الإنسان بمسألة الرموز وما لها من أهمية في شحذ الهمم وتكوين الأيديولوجيا المناسبة للحرب.
ومن هذا المنطلق قام الفنان جيف دي بوير بتصميم دروع واقية للقطط والفئران مستوحاة من فترات وبلدان مختلفة في العالم، كالعصور الوسطى في إنكلترا، هذه الدروع الرائعة هي أعمال مهمة في الفن لما تطلبه من دقة ووقت لإنهائها، فدرع القطة من الممكن أن يأخذ 200 ساعة لإتمامه.
بدأ بوير بصنع هذه البدلات عندما كان في جامعة ألبيرتا للفنون، حيث كان لديه معرفة واسعة عن الدروع فقام بصنع درع للقطط في حصص النحت، وعندما شعر أن بإمكانه القيام بأفضل من ذلك عزم لصنع درع حقيقي. وبفضل اختصاصه في مجال تصميم المجوهرات تمكن من الوصول لجميع الأدوات اللازمة للبدأ بالعمل. بوير لا يبيع أعماله غالباً ولكن إذا قرر بيعها سيكلف الدرع الواحد 25،000 دولار.
إن أي محاولة لإعادة تشكيل أي صورة عن الماضي هي بحد ذاتها نقلة نوعية في علم التاريخ، إذ مجرد تكوين التصور عن الماضي وإعادة هيكلته ضمن مجسمات يعد أمراً في غاية الأهمية من أجل فهم الماضي واستيعاب عقلية المجتمعات القديمة.
المصدر: