الطب > السرطان
التستوسترون ليس عامل خطر للإصابة بسرطان البروستات، ولكن....
• أظهرت دراسة جديدة اعتماداً على التحليل التلوي meta-analysis أن التستسترون أياً كان "داخلي أو خارجي المصدر" لا علاقة له بسرطان البروستات، ولا بارتفاع مستويات الـ PSA (المستضد المحدد للبروستات) في الدم لدى الرجال.
• يقول الدكتور Boyle الباحث المسؤول عن الدراسة أنه ولو كانت تلك النتائج مشجعة، فلا بد من توثيق تلك النتائج بمعطيات طويلة الأمد اعتماداً على الدراسات العشوائية، خصوصاً أن هذه الدراسة قد أخذت وقتاً أقصر من الوقت اللازم لدراسة خطر سرطان البروستات عبر السنين، والذي يأخذ 15-20 سنة عادة.
• هنالك العديد من الأسباب لقلق الباحثين من التأثير المؤذي للتستسترون وخطر إحداثه لسرطان البروستات، فالمستويات العالية للتستسترون تؤدي إلى سرطان البروستات لدى الحيوانات. كما أن الأندروجينات2 تعد عوامل عالية الخطورة لتطور سرطان البروستات وإعطائه النقائل السرطانية لدى البشر.
• بالإضافة إلى أن أغلب سرطانات البروستات تستجيب للعلاج بمثبطات الأندروجين حيث يوجد هناك رابطاً قوياً بين سرطان البروستات ومستوى الأندروجينات في الجسم.
• اعتمد الباحثون على نوعين من الدراسات في دراستهم التلخيصية الكبيرة:
1.- بداية، قاموا بتقييم بعض الدراسات المجموعية التي تحدثت عن وجود علاقة بين التستسترون داخلي المصدر وسرطان البروستات، فوجدوا 20 نتيجة مستمدة من 18 دراسة وبائية تضمنت 5091 مريضاً بسرطان البروستات و11930 من الشواهد. وعندما تمت معالجة النتائج بالتحليل التلوي، لم يتم إيجاد علاقة بين مستويات التستسترون داخلي المصدر وخطر الإصابة بسرطان البروستات.
2.- في المرحلة الثانية، قام الباحثون بتقييم 24 حالة عشوائياً من الحالات التي تستخدم فيها معيضات التستسترون كعلاج لقصور الغدد التناسلية العرضي "المرافق بأعراض ظاهرة"، تضمنت تلك الحالات معلومات عن مستويات الـ PSA وسرطان البروستات. وبدراسة الحالات والنتائج، لوحظ أن مستويات الـ PSA لم ترتفع بشكل مهم بعد حقن معيضات التستسترون.
وعندما اختُصِر التحليل إلى 11 حالة حُقِنت معيضات التستسترون فيها عبر الجلد، وُجِد – مجدداً – أن مستويات الـ PSA لم ترتفع بشكل مهم. وبالتالي، توصل الباحثون إلى أن "العلاج بمعيضات التستسترون في قصور الغدد التناسلية العرضي لا يسبب ارتفاعاً مهماً في نسب الـ PSA ولا يزيد خطر تطور سرطان البروستات".
• هذا الخلط في العلاقة بين التستسترون وسرطان البروستات يأتي جزئياً من حقيقة أنه "إذا سحبنا التستسترون من الرجال الذين يعانون من نقائل سرطان البروستات، فإن السرطان سيميل للتحسن لفترة وجيزة"، إلا أن كبح الأندروجين لا يحسن البقيا "أي لا يزيد معدلات النجاة من المرض!"
• بمعنى آخر، سيتحسن السرطان لفترة قصيرة، إلا أن المرض لن يزول، وبعد فترة قد يعاود نشاطه.
•
شبهت بعض الدراسات القديمة سرطان البروستات بالنار، والتستسترون بالوقود، إلا أن التشبيه الأدق هو أن سرطان البروستات كالشجرة، والتستسترون كالماء. وبالتالي فنحن بحاجة لكمية معينة من الماء لريّ الشجرة، أي أننا بحاجة لكمية محددة من التستسترون لتطوير الإصابة بسرطان البروستات، أما أن يتراكم المزيد من التستسترون يوماً بعد آخر فإنه لن يسبب السرطان!. هذا ما يعرف بـ "نموذج التشبع" saturation) model).
• وعلى الرغم من ذلك، يبقى العديد من الأطباء حذرين في موضوع وصف أدوية التستسترون للرجال، خوفاً من التأثيرات بعيدة الأمد كالإصابة بسرطان البروستات.
1: المصادر الداخلية أي إفراز طبيعي من داخل الجسم، المصادر الخارجية كالأدوية الهرمونية مثلاً.
2 : عائلة الهرمونات التي ينتمي لها التستسترون.
المصدر: