الطب > متلازمات طبية
33_ متلازمة الطفل المهزوز Shaken baby syndrome
يعتبر بكاء وصراخ الأطفال الصغار مرحلة طبيعية لا بد وأن يمرّوا بها أثناء نموّهم، وفي الكثير من الحالات يستمر البكاء لفترات أطول من قدرة تحمّل الوالدين أو الأشخاص المَنوطين بالاعتناء بالطفل، والذين يبذلون المحاولات المتكررة لتهدئته وإيقاف نوبة البكاء ولكن دون جدوى..
يجد العديد من الآباء أو مربّي الأطفال أنفسهم في مثل هذا الموقف، وبالرغم من كونهم أشخاصاً جيدين بطبيعتهم إلا أنّهم قد يفقدون التحكم بأعصابهم تحت وطأة البكاء المتواصل والملحّ. وفي حالاتٍ نادرة يجد من يتولّى رعاية الطفل نفسَه قد تحوّل إلى العنف كنتيجة للإجهاد أو العصبية أو عدم القدرة على التعامل مع بكاء الطفل الرضيع.
إلى أين يمكن أن يصل هذا العنف؟ وماذا نعني بمصطلح "متلازمة الطفل المهزوز"؟
متلازمة الطفل المهزوز Shaken Baby Syndrome (SBS) هو مصطلح يتم فيه وصف حالة إساءة معاملة الطفل الناتجة عن هزّ الرضيع بقوة، وغالباً ما تكون في حالات الغضب لجعل الطفل يتوقف عن البكاء أو الأنين، وهي سبب مهم من أسباب وفيات الأطفال خاصة الأطفال الرضّع.
ينتج عن الهز العنيف في الحالات غير القاتلة أذيّات دماغية خطيرة دائمة وأضرار في الحبل الشوكي ونزيف في شبكية العين.
وغالباً ما تترافق متلازمة الطفل المهزوز وغيرها من الإصابات الرأسية المتعمّدة (ما يطلق عليه اسم inflicted head trauma) مع أشكال أخرى من الإساءة للطفل، كالحروق والإصابات العظمية.
انتشار المتلازمة:
لا يوجد هناك إحصائيات دقيقة وواقعية، لكن الخبراء قدّروا إصابات الرضّع بأنها تتراوح ما بين 1000- 1500 إصابة كل سنة، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC هناك حوالي 2000 طفل يموتون سنوياً نتيجة الإساءة أو الإهمال.
تتراوح أعمار ضحايا متلازمة الطفل المهزوز عادة ما بين 3- 8 أشهر، لكن هناك حالات مذكورة لحديثي الولادة و الأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 5 سنوات.
25% من الأطفال المشخصين بهذه المتلازمة يموتون من إصاباتهم .
ما الذي يسبب متلازمة الطفل المهزوز ؟
تكون عضلات الرقبة لدى الرضع ضعيفة جداً ولديهم رؤوس ثقيلة وكبيرة مقارنة مع أجسامهم، إضافة إلى أنّ أدمغتهم تكون غير مكتملة النموّ وتحتاج إلى حيّز كافٍ كي تنمو. يوجد مساحة ظاهرية بين الدماغ و الجمجمة لتسمح بالنمو.
إذاً فالهزّ العنيف لرضيع ما بإمكانه أن يجعل الدماغ يتحرك ضمن الجمجمة، وينتج عن ذلك رضوض دماغية (رضّ أنسجة الدماغ) وتمزّق الأوعية الدموية.
الإصابات الثلاثة الأكثر شيوعاً لهذه المتلازمة تتلخص ب:
1- نزيف ضمن وحول الدماغ، يدعى أيضاً بالورم الدموي تحت الجافية والأورام الدموية تحت العنكبوتيّة (subdural and subarachnoid hematomas)
2- نزيف في الشبكية، أو نزيف في الطبقات المختلفة خلف العين
3- استسقاء دماغي ويعرف أيضاً بالوذمة الدماغية (تجمع السوائل) cerebral edema.
ما هي العوامل التي تزيد من قابلية حدوث هذه المتلازمة في العائلة؟
- العمر الصغير للوالدين أو وجود أحد الوالدين فقط لرعاية الطفل (single parent)
- المستوى التعليمي المتدنّي للوالدين
- الوضع العائلي غير المستقرّ
- الصعوبات المادية
- العنف المنزلي
- إساءة استخدام العقاقير و/أو الكحول
- إصابة الوالدين أو أحدهما بمرض عقلي، خاصة اكتئاب ما بعد الولادة (عند الأم)
- عدم وجود دعم كافي من البيئة المحيطة (أقارب، أصدقاء..).
الأعراض:
إن الأذى و الأضرار الناجمة عن متلازمة الطفل المهزوز يمكن أن تكون غير ملحوظة بشكل مباشر ، إذ يمكن أن يشتكي الرضع شكاوي غير محددة مثل التهيج المفرط (حدّة الطبع) أو التقيؤ.
و هذه الأعراض تكون بسبب زيادة الضغط في الدماغ (ضغط داخل الجمجمة) الذي يحدث نتيجة النزيف الحاصل في الدماغ والتورّم. وغالباً ما تحدث عند أولئك الرضع أعراض إضافية مثل الخمول والنعاس lethargy، وصعوبات في التنفس، والنوبات الاختلاجية (الصرعية).
العلاج:
يحتاج الرضع المصابون بمتلازمة الطفل المهزوز إلى عناية طارئة متضمناً دعم تنفسي وعمليات جراحية، وغالباً ما يحتاجون إلى تجفيف الدم المتواجد حول الدماغ لتقليل الإصابات الدماغية المستمرة المرتبطة بالتورم الدماغي. وهناك علاجات إضافية مثل الحصول على التقييمات العينية والعصبية .
هل من الممكن أن تحدث متلازمة الطفل المهزوز من غير قصد (بالصدفة) ؟
إن متلازمة الطفل المهزوز غالباً ما تكون كنتيجة لإيذاء الطفل وكثيراً ما تُرتكب من قبل الآباء أو الأشخاص الذين يقومون بتربية ورعاية الطفل وذلك أثناء هزّ الرضيع بعنف كرد فعل للبكاء المتواصل (المستمر).
وفي حالات نادرة جداً فإن الإصابات الناجمة عن هذه المتلازمة يمكن أن تكون كنتيجة لأفعال عرضية مثل دفع طفل حديث الولادة من ظهره، ولم تكن كنتيجة للعب اللطيف أو ضرب الطفل على ركبته.
المشكلة أيضاً أن كثيراً من الأعراض تبدو للوهلة الأولى مطابقة للإصابة بأمراض شائعة كالانفلونزا أو نزلة البرد، ولكن التحرّي والتشخيص المتأنّي للحالة يوصِل إلى معرفة الحالة بدقة.
هل بإمكاننا أن نمنع هذه المتلازمة ؟
فيما يلي توجيهات لمنع إساءة الطفل ومتلازمة الطفل المهزوز .
1-لا تهز أبداً طفلاً أو رضيعاً.
2- تجنب حمل رضيعك أثناء الشجارات.
4- تجنب تأديب طفلك عندما تكون غاضباً.
4- خبّر عن الإساءة للشرطة المحلية أو لخدمات حماية الطفل بمنطقتك إذا كنت تظن أن هناك طفلاً أو شخصاً ما تعرفه من ضحايا إساءة الطفل.
5- إذا وجدت نفسك قد أصبحت سريع الغضب وبشكل متزايد نحو طفلك أو رضيعك، فعندها خذ استراحة واطلب المساعدة من صديق أو أحد أفراد العائلة.
المصادر:
حقوق الصورة:
www.shutterstock.com