الطب > مقالات طبية
لا علاقة لعسر القراءة بمشاكل الرؤية!!
عسر القراءة اضطراب تعليمي يظهر بشكل أساسي كصعوبة في القراءة والتهجئة للنصوص المكتوبة. وقد يعتقد بعضنا أن هذه الصعوبة تكون بسبب ضعف البصر أو مشاكل بصرية أخرى، ولكن ووفقاً لدراسة جديدة فإن ذلك ليس صحيحاً..
عسر القراءة اضطراب تعليمي يظهر بشكل أساسي كصعوبة في القراءة والتهجئة للنصوص المكتوبة بسبب مشاكل تحديد أصوات الكلام وتعلم كيفية ارتباطها بالحروف والكلمات.ويكون منفصل ومختلف عن صعوبات القراءة الأخرى ، فهو اضطراب يتجلى في صعوبة تعلم القراءة على الرغم من توافر التعليمات التقليدية، والذكاء الكافي، والفرصة الاجتماعية والثقافية الملائمة، حيث يتبع إعاقة إدراكية جوهرية.
واعتماداً على التعريف المستخدم قال الباحثون أن طفلٌ واحدٌ من كلِّ خمسة أطفالٍ قد يعاني من عسر القراءة في سن المدرسة بأمريكا. وأضافوا، عند عدم معالجة صعوبات القراءة الشديدة المرتبطة بعُسر القراءة عند الأطفال قد يؤثر سلباً على مستقبلهم المهنيِّ وربَّما الصحيِّ أيضاً عند بلوغهم سن الرشد.
ووفقاً لدراسة جديدة فإن تدريب العين أو غيرها من علاجات البصر لن يفيد في علاج عسر القراءة عند الأطفال، حيث وجد الباحثون أنَّ معظم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التَّعلم يملكون بصراً طبيعياً.
فقد قام الباحثون بالدراسة بإختبار أكثر من 5800 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7-9 أعوام، لمجموعةٍ متنوعةٍ من مشاكل البصر، تشمل كسل العين، وقصر النظر، ومد النظر، والرؤية المزدوجة، وصعوبات المُطابقة (التركيز).
وقد أظهرت 3 في المئة من الأطفال الذين يعانون من عُسر القراءة ممن يعانون من صعوبة شديدة في القراءة فروقاتٍ خفيفة في بصرهم، مقارنةً بالأطفال الذين لا يعانون من عُسر القراءة. كما أظهرت النتائج أنَّ 80 في المئة من الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة يكون بصرهم طبيعياً وكذلك كانت وظائف العين طبيعية تماماً في جميع الاختبارات.
ثم ظهرت هناك نسبةٍ أعلى قليلاً ممَّن يعانون من عُسر القراءة كانت لديهم مصاعب في إدراك العمق أو الرؤية المزدوجة، بلا دليلٍ على أن علاقة ذلك بإعاقتهم في القراءة. ولكن وبعد إجراء تعديلاتٍ على العوامل المساهمة الأخرى، بدا أنَّ هذه النتيجة كانت بمحض الصدفة.
وقال فرومر "ما من معنى للتفكير بوجود مشكلة في عيونكم إذا كنتم لاتجيدون القراءة، بالفعل ليس هناك علاقة بين أي اضطراب في العيون وعسر القراءة"، فرومر هو أيضا مدير قسم جراحة العين الجديد في نيويورك رينجرز.
كما أضاف قائلاً إنه على الرغم من أن نتائج الدراسة ليست بجديدة، فإن هذه المراجعةٌ كانت أوسع من سابقاتها بكثير. وإن المسألة الأهم هنا هي تنبيه أهالي الأطفال المُصابين بعُسر القراءة إنفاق الكثير من مالهم على تدريب رؤية أطفالهم الذين يعانون من عسر القراءة فذلك لن يُجدي نفعاً. وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، الطبيبة كاثي ويليامز إنَّ البحث يضيف دليلاً حول عُسر القراءة وكيفية معالجته.
وأعربت عن أملها في أن تتقاسم الهيئات المهنيَّة والجمعيات الخيريَّة ومجموعات الدعم هذه المعلومات مع الأسر والمعلمين، جنباً إلى جنب مع نتائج المراجعات المنهجية حول المعالجات، كي يتسنى للأسر والمعلمين أن يكونوا على علمٍ بأفضل الخيارات لمساعدة الأطفال المتضررين.
وقال الطبيب والتر فيرسون وهو طبيب عيون أطفال في كاليفورنيا أن باحثون آخرون قد وجدوا سابقاً بعض الاختلافاتٍ في دماغ الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة مقارنةً بالأطفال السليمين.
وإنَّ الأبحاث أظهرت، في المقام الأول، أن سبب الإعاقة يعود للكيفيَّة التي يُعالج بها الأطفال الحروف والكلمات، وليس لكيفيَّة رؤيتهم لها. ومع ذلك فإن من الممكن إجراء تقييمٍ أوَّلي للعين لنفي وجود مشاكل فيها، أو لمعالجة حالات محدَّدة - كوصف النظارات او العدسات لقصر النظر أو مد النظر، على سبيل المثال.
كما قال فيرسون "إلى وقتنا الحاضر مايزال التعليم باستخدام الأساليب اللفظيَّة، من قبل المعلمين ذوي الخبرة، أفضل الطرق لمعالجة عُسر القراءة في حلقاتٍ دراسيَّةٍ صغيرة أو دروسٍ إفراديَّة و لكن ذلك لا يقل أهميةً، دون شك عن إجراء تقييم أولي من قبل طبيب أمراض عصبيَّة أو طبيب أمراض نفسيَّة تربويَّة لتحديد النواحي المحدَّدة للمشكلة الموجودة عند المصابين برداءة القراءة".
وفي الختام فالأفضل لآباء الأطفال المصابين بعسر القراءة من تجنُّب الحلول السريعة غير المثبتة والتوجه لدروس الصوتيّات المكثَّفة عوضاً عنها، فكالمعتاد، فإنَّ الأشياء التي تبدو جيدة جداً ستكون كذلك. وبالطبع فإن ذلك يشمل معالجات البصر للتغلُّب على عُسر القراءة إذا ما كان من الأسباب المعيقة.