علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
حيل نفسية في قوائم المطاعم لم تعلم بها!
قائمة المطعم هي أكثر من مجرد قائمة عشوائية من الأطباق. فهي على الأرجح صممت بشكل استراتيجي عل يد استشاري أو مهندس قوائم للتأكد من أنها سهلة القراءة، وملائمة لمستوى المطعم، والأهم من ذلك أنها مربحة.
إليك بعض الطرق التي يستخدمها خبراء القوائم في المطاعم، للتأثير على ما ستتناوله:
1. الحد من خياراتك:
إن أفضل قوائم الطعام مصممة وفقاً للنظرية النفسية المعروفة باسم "مفارقة الاختيار" والتي تقول بأنه كلما كان لدينا خيارات أكثر، كلما شعرنا بقلق أكبر.
تجد عادة في القوائم الرقم الذهبي (7)، سبعة خيارات من كل صنف غذائي (سبعة مقبلات، سبعة وجبات خفيفة، إلخ...). يقول أحد مهندسي القوائم: عندما تتشمل القائمة على أكثر من سبعة بنود، فإن الضيف سيرتبك ويشعر بالحيرة، وعندما يحتار فإنه سيميل عادة إلى اختيار وجبة يعرفها من قبل، لذلك فالقائمة المصممة بشكل متقن قد تغريك لتجربة شيء مختلف قليلاً (وأكثر كلفة قليلاً).
وقد تغيب هذه القاعدة عن بعض المطاعم. على سبيل المثال، ماكدونالدز في البداية كان يقدم عدد قليل من الخيارات، لكنه يقدم الآن أكثر من 140 خيار. حيث انخفضت إيرادات السلسلة بنسبة 11 في المائة في الربع الأول من عام 2015.
2. إضافة الصور:
حسب تقدير مهندسي القوائم، فإن إضافة صورة جميلة بجانب البند الغذائي يزيد بنسبة 30% من المبيعات، في دراسة تمت في جامعة ولاية آيوا الأمريكية، اختبر الباحثون تأثير عرض طبق من السلطة على الأطفال باستخدام شاشة رقمية، حيث وجدوا أن الأطفال الذين شاهدوا الصور كانوا أكثر احتمالاً أن يختاروا السلطة للغداء بنسبة 70%.
يقول بروفيسور نظم المعلومات (Brian Mennecke): "إنك تستجيب للصور التي تظهر في قائمة الطعام بنفس الطريقة التي ستستجيب بها لو كان الطبق أمامك، وعندما تكون جائعاً فإنك ستقول: سآخذ هذا الذي في الصورة".
يزداد تأثير الصور عندما تكون متحركة أو تدور، وهو الأمر الذي بدأت مطاعم الوجبات السريعة بتنفيذه. حيث يقول مينيك "كلما كانت الصورة حية من حيث الحركة واللون ودقة التمثيل، كلما كانت أكثر واقعية، وكلما حفزت استجابتك لها."
وبما أن الشيء الذي يزيد عن حده قد ينقلب للعكس، فإن وضع الكثير من الصور سيقلل من ملاحظة الأطباق وسيدركها الزبون على أنها أقل جودة. لذلك تتجنب معظم المطاعم الراقية وضع الصور للحفاظ على مستوى مميز من الفخامة.
3. التلاعب بالأسعار:
إحدى الطرق التي تشجعك على إنفاق المزيد من المال، هي جعل الأسعار غير واضحة قدر الإمكان، وذلك إما بعدم وضع الأسعار أو بحذف علامة العملة بجانب السعر، فعلى سبيل المثال، قد ترى 12.00 بدلاً من 12.00$ في بعض المطاعم.
أحد الأخطاء الجوهرية في تصميم قائمة المطعم هي الخطوط المنقطة التي تصل بين صنف الطعام وسعره. ويقول ألن "إن هذه الطريقة كانت تستخدم في الماضي، بهدف جعل القائمة تبدو منسقة، ولكن ما يحدث هو أن الضيف يقرأ الجانب الأيسر من القائمة (أي الأسعار) بحثاً عن السعر الأقل، ومن ثم ينظر إلى الجانب الأيمن لرؤية ما الذي يقدمه ذلك السعر."
يكون الحل باستخدام طريقة التسعير المتداخلة حيث يوضع السعر بعد شرح الصنف مباشرة ويكون بنفس الخط والحجم بحيث يتداخل معه، وبدون وضع إشارة الدولار ($)، حيث تنساب عينيك بسهولة على الصنف والسعر معاً وتشعر بأن السعر أمر ثانوي وليس أولي.
4. إيقاعك في فخ مكلف:
منظورك للأشياء هي من أهم الاعتبارات في قائمة الطعام. إحدى الخدع يركز على إدراج بند باهظ الثمن بشكل لا يصدق بالقرب من أعلى القائمة، مما يجعل كل شيء أخر يبدو بأسعار معقولة.
في بعض الأحيان توحي الأسعار المرتفعة إلى أن الطعام يتمتع بجودة أعلى (طالما أنها لا تزال ضمن حدود ما يستطيع الزبون دفعه). هذه الطريقة تجعل الزبائن يشعرون براحة أكثر عندما يغادرون. على سبيل المثال، في إحدى الدراسات التي قدمت للمشاركين خياران: بوفيه مفتوح بثمن 8 دولار أو 4 دولار. في حين الطعام هو نفسه تماماً، تم تصنيف البوفيه ذو الثمانية دولارات على أنه ألذ.
5. التلاعب بالنظر:
تصمم قوائم المطعم بحيث تستغل المساحة القصوى من بصرك، من خلال وضع البنود المربحة على مستوى النظر، فمثلاً توضع الوجبات الرئيسية في الزاوية العلوية اليسرى لأنها تعتبر المكان الذي يتوقع أن يستخدمه الشخص عندما يكتب على ورقة بيضاء، أو على إحدى المجلات.
هناك حيلة أخرى وهي إنشاء مساحة حول الأصناف المربحة، وذلك بوضعها ضمن إطار، لتفصلها عن بقية الخيارات. لأن وضع مساحة فارغة حول أحد الأصناف، يمكن أن يجلب الانتباه إليه وبالتالي يساعد على بيعه.
6. استخدام الألوان:
تساعد الألوان على استحضار المشاعر وتحفيز السلوك. هل سبق ولاحظت عدد المطاعم التي تستخدم الأحمر والأصفر في العلامة التجارية الخاصة بها؟
من المهم معرفة أنه من الصعب إيجاد أدلة قاطعة عن كيفية تأثير الألوان على المزاج، ولكن تقترح إحدى الدراسات بأن الأحمر يحفز الشهية، بينما الأصفر يلفت انتباهنا. ويقول ألن "أن الجمع بين هذين اللونين يعتبر الأفضل بالنسبة للطعام"
7. استخدام لغة فخمة:
وفقاً لإحدى دراسات جامعة كورنيل، كلما كان وصف محتوى الوجبة مفصلاً أكثر، كلما بيعت أكثر بحوالي 30%.
إن الناس تتذوق ما تخبرهم بأنهم يتذوقونه. لدراسة هذه العبارة قام مجموعة من الباحثون بتقديم مجموعتين من النبيذ الأحمر نفسه ولكن بتسميات مختلفة. التسمية الأولى أشارت أنه نبيذ كاليفورنيا، أما الثانية أشارت بأنه نبيذ داكوتا الشمالية وهي ولاية في الولايات المتحدة الأميركية قد تجعل المشاركين يتساءلون اذا ما كانوا يصنعون النبيذ هناك أصلاً! في اختبارات التذوق، تفوق نبيذ كاليفورنيا تماماً على نبيذ داكوتا الشمالية. كما أن أولئك الذين اعتقدوا أنهم شربوا نبيذ كاليفورنيا أكلوا أكثر بنسبة 12% من الذين اعتقدوا أنهم شربوا نبيذ داكوتا.
8. يجعلونك تشعر بالحنين:
لقد سبق وتذوقنا جميعاً تلك وجبة التي تعيدنا إلى مرحلة الطفولة. إن المطاعم تعرف هذا الميل وتستخدمه لصالحها. تقول إحدى الدراسات أن الإشارة إلى الفترات الزمنية الماضية يمكن أن تثير الذكريات السعيدة للأسرة، كما أن الأشخاص يحبون تجربة شيء صحي وتقليدي، لأنه متأكدون بأنه سيشعرنهم بشيء غير معتاد.
وفي النهاية، يجب التنويه إلى أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على اختيارك للطعام، فمستوى الجوع لديك أو حالتك المزاجية قد تلعب دوراً مهماً فوق ذلك الذي قد تلعبه قوائم المطاعم.
المصادر:
مصدر الصورة: