الكيمياء والصيدلة > صيدلة
اسحب دماً دون حقنة!
اختبارٌ جديدٌ للدَّم غير مؤلم ويُستخدم ذاتيّاً، من الممكن أن يحلّ محل الحُقَن (الإبر).
لهؤلاء الّذين يعانون من خوف غير عادي تجاه الجلوس على الكرسي، ومشاهدة دمهم يتسرّب خارج أجسامهم بواسطة إبرة مؤلمة. فإنّ وسيلةً لسحب الدّم أقلُّ ألماً ستكون بالتّأكيد خبراً ساراً.
وّرت شركة أميركيّة اختباراً للدّم عبارة عن جهاز صغير بحجم كرة الطّاولة يُثبَّت على الجلد لدقيقتين، فيَمتصّ الدّم بواسطة "فراغ طفيف" إلى داخل أنبوب مرفق بالجهاز. وتُسلَّم العيّنة بعد ذلك للطّبيب أو تُرسل بالبريد.
وتعتمد هذه التّقنية على القوى التي تتحكّم بجريان التّيار الصّغير من الدّم ضمن الشّعيرات الدّموية، فعندما يُثبّت المستخدم هذا الجهاز على الجلد، عوضاً عن ثقب الوريد، يُخلق فراغٌ طفيف يبدأ على الفور بسحب الدّم من الأوعية الدّمويّة الشّعرية، والّتي هي عبارةٌ عن قنواتٍ مفتوحة.
خلال هذه العمليّة، تسمح القوّة الشّعرية (الخاصيّة الشّعريّة) بوصول الدَّم إلى عبوة جمع متصلة بالجهاز، بالمبدأ الفيزيائيّ نفسه الّذي يُسبّب استشراب الماء على قطعة من الورق.
ويتغلّب التّوتر السّطحيّ بهذه المقاييس على الجاذبيّة، و بالتّالي يبقى الدّم في القناة مهما كانت الطّريقة الّتي يُحمل بها الجهاز.
يمكن لهذا الجهاز حاليّاً أن يستخرج حوالي 0.15 سم مكعّب من الدّم (0.15 مل) وهي كمّيّة كافية تقريباً لمعظم التّحاليل المخبريّة الرّوتينيّة، بما فيها تحاليل الكوليسترول أو الإنتانات أو الخلايا السّرطانية أو تحليل سكّر الدّم. وقد صرّح مُجرّبو هذا الجهاز بأنّه غير مؤلم كليّاً، ومن المتوقّع أن يُطرح هذا المنتج في الأسواق إذا حصل على موافقة إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة (FDA)، بداية عام 2016.
يسعى الباحثون حاليّاً لاكتشاف طريقةٍ لحفظ الدّم ضمن درجة حرارةٍ مُثلى خلال رحلته إلى المخبر، والذي قد يكون صعباً بعض الشّيء، نظراً لعدم إمكانيّة وضع الجهاز ضمن الجليد خلال فترة نقله بالبريد.
لكنّنا نأمل الآن أن نعرف أكثر عن كيفية عمل هذا الجهاز، لأنّه إذا دخل الأسواق سيكون بمثابة ثورةٍ عظيمةٍ في هذا المجال.
يتوقّع مديرو الشّركة المصنّعة أنّهم سيتوجّهون بهذا المنتج للأشخاص الّذين يحتاجون للقيام بالتّحاليل الطّبيّة بشكلٍ شبه منتظم أو غير منتظم، لمراقبة الأمراض الإنتانيّة المزمنة أو لمراقبة السّرطان. فعوضاً عن شراء أجهزة و أدواتٍ باهظة الثّمن، سيُقدَّم لهم هذا الجهاز الّذي يضعونه على أذرعهم لدقيقتين ثم يرسلونه إلى المخبر.
المصادر: هنا