الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
نصائح غذائية لمرضى النقرس
النقرس Gout هو نوع من أنواع التهاب المفاصل Arthritis، ينجم عادة عن تراكم حمض البولة (حمض اليوريك) Uric acid في الدم. فعندما يرتفع مستوى حمض اليوريك في الدم تبدأ بلوراته بالتشكل والترسب في المفاصل مسببة تهيجاً والتهاباً وتورماً، وتظهر كحالة مرضية يطلق عليها هجمة النقرس Gout attack والتي يمكن أن تكون مؤلمة جداً.
ويعود ارتفاع مستوى حمض البول في الدم إلى أسباب عديدة كانخفاض كفاءة الكلى في طرحه أو زيادة إنتاج مركبات تعرف بالبورين Purines في الجسم وفي بعض الحالات للسببين معاً.
تلعب الحميات الغذائية دوراً مهماً في استقرار مستويات حمض اليوريك في الدم في الحالات التي تحتاج تداخلاً دوائياً، حيث يمكن أن تقلل من خطر هجمات النقرس. وبالمقابل، فهي تعمل كمرافق للدواء الذي يمثل العلاج الأساسي للحالات الشديدة للنقرس.
إلى جانب الدور الذي تلعبه نوعية الغذاء الذي يتناوله مريض النقرس، تؤدي العوامل التالية إلى زيادة شدة الهجمات:
• تناول مدرات البول.
• التعرض لإصابة في المفاصل.
• إجراء عملية جراحية.
• التعرض للتجفاف.
• الحمى.
• اتباع حميات غذائية قاسية أو عند الصيام.
الإجراءات الصحية الواجب اتباعها للسيطرة على النقرس:
إلى جانب الأدوية المعطاة من قبل الطبيب، يعد اتباع الإجراءات الصحية التالية أمراً مهماً وضرورياً:
- التمتع بوزن صحي:
تلعب البدانة المرضية دوراً في الإصابة بالنقرس، وقد أثبتت الدراسات أن مقاومة الإنسولين Insulin resistance (والتي تترافق مع السمنة المصاحبة لمرض السكري من النوع 2) تقلل من كميات حمض البول المطروحة من الجسم مع البول مما يسبب ارتفاع مستواه في الدم، وبالتالي فإن خسارة الوزن البطيـئة والتدريجية تحسن وتقلل من مستويات حمض البول في الدم. ويعد انخفاض الوزن التدريجي المتمثل بخسارة 1-2 باوند في الأسبوع (0.5-1 كغ أسبوعياً) هو الأفضل.
ولا بد هنا من التأكيد على ضرورة تجنب الحميات القاسية عند مرضى النقرس كالحميات منخفضة السكريات عالية البروتين لأن ذلك يؤدي إلى حدوث تلف في بعض الأنسجة تسبب ارتفاعاً مؤقتاً لحمض البول في الدم، إضافةً إلى زيادة نسبة مركبات البورين في الطعام والتي تتفكك بدورها في الجسم معطية حمض البول.
- تقليل الكحول (أو عدم تناوله):
يلعب تناول كميات كبيرة من الكحول دوراً مهماً في زيادة خطر النقرس مع أن آلية تأثيره على نسبة حمض البول في الدم لم تثبت حتى الآن، ولكن تجدر الإشارة إلى أن بعض أنواع المشروبات الكحولية كالبيرة تحوي نسباً مرتفعةً من مركبات البورين التي تتفكك في الجسم وتتحول إلى حمض البول.
- المحافظ على رطوبة الجسم:
يساعد تناول كميات كافية من السوائل على تقليل احتمال تشكل بلورات حمض البول في المفاصل، مما يخفف من وطأة هجمات النقرس. وينصح بشرب ما يقارب الليترين في اليوم وقد تصل إلى 3-3.5 ليتر يومياً حسب وزن الجسم والطقس والتمارين الرياضية.
- تقليل نسبة مركبات البورين المتناولة مع الطعام:
تتواجد مركبات البورين في الغذاء بشكل طبيعي، وعند الهضم تتفكك هذه المركبات إلى حمض البول، وبالتالي فإن التقليل من تناولها قد يساعد في منع هجمة النقرس. ويتم ذلك بتقليل كمية اللحم الأحمر (وتشمل لحوم الأبقار والخراف والخنازير)، والمأكولات البحرية، والدجاج. ويفضل اتباع حمية خالية من هذه المكونات يومين أسبوعياً، أما لضمان تناول كميات كافية من البروتين فيفضل الاعتماد على البروتين من مصادر غير اللحم كالبيض ومنتجات الألبان منخفضة الدسم والأجبان والفول.
- الحدّ من الأغذية السكرية والمحلاة:
التي تلعب دوراً في زيادة الوزن والبدانة مما يزيد من خطر هجمات النقرس. ويفضل الحد من الأغذية الحاوية على شراب الذرة عالي الفركتوز بشكل خاص، حيث أنه يدخل في تصنيع العديد من الأغذية كالبسكويت والكيك والحلوى وعصائر الفواكه والمشروبات المحلاة والمشروبات، مع التأكيد على عدم الحاجة لتقليل الفواكه حتى لو احتوت على نسبة عالية من الفركتوز نظراً لأن الفركتوز الذي تحويه غير مركز إلى جانب أهميتها منقطعة النظير كمصدر للفيتامينات والألياف.
ما هي الأغذية المنصوح بتناولها من قبل مرضى النقرس:
- الإكثار من الفواكه والخضار: تبلغ الكمية المنصوح بها خمس حصصٍ يومياً، ولكن ينصح بتناول أكبر كمية ممكنة في حالة النقرس. كما أن اعتماد الخضروات المطهوة في الوجبات يساعد على تقليل كمية اللحم المتناولة، إضافةً إلى غناها بفيتامين C الذي تقول الدراسات بأن 500 ملغ منه قد تساعد في تقليل مستوى حمض البول. ويعد الكرز أهم أنواع الفواكه لتقليل مستوى حمض البول في الدم.
- الإقلال من اللحم، السمك، البيض، الفول، والبقوليات: يجب تناولها بكميات معتدلة، دون أن تزيد الكمية المتناولة عن حجم كف اليد.
- الإكثار من الأغذية النشوية: كالأرز والبطاطا والمعكرونة والخبز والشعير والشوفان والتي يجب أن يتم تضمينها في كل وجبة. هذا النوع من الأغذية يحوي نسباً منخفضة من مركبات البورين. وتعتبر وجبات الحبوب الكاملة من أهم الوجبات النشوية المنصوح بها لغناها بالألياف والمغذيات.
- الإكثارمن الحليب ومنتجات الألبان: وخاصة منخفضة الدسم حيث أنها تحوي نسباً منخفضةً من مركبات البورين، إضافةً إلى أهميتها كمصدرٍ بروتيني آخر غير اللحم.
بشكل عام يحتاج مرضى التهاب المفاصل إلى تعديل نظامهم الغذائي، حيث تُشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الروماتيزمي Rheumatoid Arthritis يمكنهم الاستفادة أيضاً من دهون الأوميغا 3 (Omega-3 fats) الموجودة في زيت السمك مثل السردين والسلمون لتخفيف الالتهاب في بعض الحالات.
المصادر: