المعلوماتية > عام
شاشات وأجهزة قابلة للانحناء باستخدام الـ DNA
مع انتشار الأجهزة الذكية والأجهزة اللوحية وشاشات الكومبيوتر والشاشات الإلكترونية في كل مكان، ظهرت حاجة ملحّة لأجهزةٍ وشاشات أكثر راحة يمكن طيّها أو لفها ووضعها بسهولة في أي مكان عوضاً عن كونها سطح ثابت لا يمكن التحكم بأبعاده.
دراسة جديدة تم نشرها في « NATURE NANOTECHNOLOGY» تشير إلى إمكانية استخدام بنية الحمض النووي الببتيدي "DNA-peptide" لإنتاج شاشات رقيقة وشفافة ومرنة في الوقت نفسه. يُسخِّر هذا الابتكار تقنيةَ النانو الحيوية لتنبعث منها مجموعة كاملة من الألوان في طبقة بكسل لينة واحدة بدلاً من عدة طبقات متصلبة والتي تشكل الشاشات اليوم.
يقول البروفيسور «ايهود غازيت» الذي أجرى البحث مع طالب الدكتوراه «أور بيرجر» بالتعاون مع الدكتور «يوفال ابينستين» والأستاذ «فرناندو بادولوسكي» من قسمَي الأحياء الدقيقة الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية والكيمياء في كلية تل أبيب للعلوم الدقيقة:
" المادة المستخدَمة خفيفة وعضوية ومرنة وصديقة للبيئة وتتكون من طبقة واحدة ينبعث منها نطاق الضوء نفسه الذي يتطلب مواداً من عدة طبقات و باستخدام طبقة واحدة فقط، يمكنُ تقليل تكاليف الإنتاج بشكل كبير، ممّا سيؤدي إلى انخفاض الأسعار للمستهلكين أيضاً".
كيف تمّ الانتقال من الجينات إلى الشاشات؟
اختبر الباحثون مجموعات مختلفة من *الببتيدات، إذ أن الببتيدات والـDNA من اللبنات الأساسية للحياة. في مجال تقنية النانو الحيوية، يستخدم العلماء هذه البُنى لتطوير تقنيات جديدة بخصائص غير متوفرة بالمواد غير العضوية مثل البلاستيك والمعادن.
باستخدام وسائل مثل المجهر الإلكتروني والبلورات بالأشعة السينية، اكتشف الباحثون أن ثلاثة من الجزيئات التي يتمّ تجميعها يمكن أن تتجمع ذاتياً في بضع دقائق بالهياكل المطلوبة والتي تشبه هياكل الشكل الحلزوني المزدوج للحمض النووي الأصلي، ولكن مع إظهار خصائص الببتيد أيضاً. أدى ذلك إلى ترتيب جزيئي فريد من نوعه للغاية وهذا ما يعكس ازدواجية المواد الجديدة.
كما تم اكتشاف أن تلك الهياكل تبعث ضوءاً في كل لون على خلاف غيرها من المواد الفلورية التي تلمع بلون واحد محدد فقط. وعلاوة على ذلك، لوحظ انبعاث الضوء أيضاً عند تطبيق جهد كهربائي يجعله مرشحاً مثالياً لأجهزة البصريات الإلكترونية مثل شاشات العرض.
توضح الصورة التالية مراحل الارتباط:
تقنية جديدة يمكن أن تغير مستقبل الشاشات من حيث قابلية انحنائها ودقة ألوانها، ومستقبل التكنولوجيا بشكل عام، حيث نشهد اليوم عدد من الدراسات جديدة حول إمكانية استخدام الحموض النووية في التكنولوجيا كالشاشات- كما رأينا في هذا المقال- أو في تخزين المعلومات.
ما رأيكم بفكرة استخدام الحموض النووية بهذا الشكل؟ هل ستنتشر بالمسقبل القريب؟
-----------------------------------------------
*الببتيدات: شظايا القصير البروتين، وهي جزء لا يتجزأ من عناصر الحمض النووي، وتسهّل التجميع الذاتي لبنية جزيئية فريدة.
------------------------------------------------
المصدر: