الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
زيت الزيتون والمزيد من الاكتشافات المذهلة
أصبح الاعتقاد السائد الذي يربط زيت الزيتون بتخفيض خطر الإصابة بمرض السرطان حقيقةً مثبتة، فقد اكتشف الباحثون مركّباً فينولياً في زيت الزيتون لديه القدرة على قتل الخلايا السرطانية بشكل انتقائي دون إضرار الخلايا السليمة، وسمّي هذا المركب بالأوليوكانتال Oleocanthal.
وقد اختبرت دراسة حديثة منشورة في مجلة علم الأورام الخلوي والجزيئي Molecular & Cellular Oncology إمكانية المركب المستخلص من زيت الزيتون البكر Extra Virgin Olive Oil (EVOO) على تدمير الخلايا السرطانية، كما بحثت آلية تأثيره ودور الحمية الغذائية الغنية بزيت الزيتون البكر في التقليل من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطانات، وخاصة سرطان البنكرياس، والثدي، والبروستات، دون إيذاء الخلايا المجاورة السليمة.
وتعدّ هذه الدراسة سبّاقة في تفسير الآلية المحتملة لهذا التأثير، حيث يوضح الباحثون أن هذا المركب يمتلك آلية "اختراق الغشاء الليزوزومي Lysosomal membrane permeabilisation" التي تفسر أهمية تناول زيت الزيتون البكر في خفض خطر إصابة البشر بالسرطانات.
حيث يعتبر الليزوزوم مركزاً لتدوير نفايات الخلية، لذلك يكون أكبر حجماً في الخلايا السرطانية كونها أسرع استقلاباً ونمواً من الخلايا السليمة. وقد وجدت الدراسة المذكورة، والتي أُجريت في جامعة في نيويورك، أن الأوليوكانتال Oleocanthal يثقب الغشاء اليزوزومي للخلايا السرطانية دوناً عن الخلايا السليمة، وذلك بآلية تدعى اختراق الغشاء الليزوزومي LMP حيث يكون الغشاء الليزوزومي أضعف في الخلايا السرطانية منه في الخلايا السليمة. وعندما يحدث انثقاب الليزوزوم، يدخل الحمض والأنزيمات الهاضمة لالتهام الخلية السرطانية وإدخالها في مرحلة الموت المبرمج. وقد تبيّن بحسب الدراسة أنّ الأوليوكانتال قد حرّض الموت المبرمج في جميع الخلايا السرطانية المدروسة بعد 30 دقيقة من المعالجة. وبناءً على ذلك، فقد تكون هذه الصفة المميزة لزيت الزيتون أحد أهم العوامل التي تجعل النظام الغذائي لسكان البحر الأبيض المتوسط سبباً لتخفيض نسبة إصابتهم بالسرطانات.
المصدر: هنا