الكيمياء والصيدلة > سلسلة المواد المخدرة

تعلم أكثر عن المورفين

رح نحكي عن المورفين، ونتعرّف على أهمّ استخداماته وآثاره الجانبيّة، وشو بصير إذا الواحد استخدمه لفترة طويلة أو زاد الجرعة أكتر من اللازم؟


- المورفين هو واحد من المكوّنات الرئيسيّة لمادّة الأفيون opium، وهي مادّة تستخرج من نبات الخشخاش المنوّم (اسمه اللاتيني Papaver somniferum). (1).

يستخدم المورفين لمعالجة الآلام المتوسّطة إلى الشديدة، وتتوافر منه مستحضرات قصيرة المفعول للآلام الحادّة عند اللزوم، أو مديدة التحرّر بحسب حاجة المريض. (2) ومن أكثر استخداماته شيوعاً تدبير الألم التالي للعمليّات الجراحية في المستشفيات والآلام المزمنة، ومنها آلام السرطان خاصّة في المراحل الأخيرة للمرض.

- يعمل المورفين على تسكين الألم، إضافة إلى إعطاء شعور بالنشوة euphoria، وذلك عن طريق التأثير على الخلايا العصبية المسؤولة عن حسّ الألم وإدراك الأحاسيس المبهجة. ومعظم هذه التأثيرات تتمّ بواسطة آليّات تتبع للجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي)، لا للجهاز المحيطي (حيث توجد غالباً مواطن الأذيّة النسيجيّة أو العضوية التي سبّبت المشكلة والألم). لذلك يطلق على المورفين ومشتقّاته اسم المسكّنات المركزيّة أو المسكّنات الأفيونيّة. (1)

ما هي الآثار الجانبيّة للمورفين؟

تشمل التأثيرات الجانبيّة للمورفين الأعراض التالية: الغثيان والإقياء، الإمساك، الدوار، الشعور بالنشوة والمرح، التعرّق، الصداع، القلق.

أحياناً قد يسبّب المورفين حكّة غير مرتبطة بوجود أَرْجِيّة (أو حساسية للدواء) allergy تجاه الدواء لدى الشخص، وإنّما تكون ناتجة عن أثر المورفين في تحرّر الهيستامين في الجسم. (4)

كيف بتمّ إعطاء المورفين؟

كانت الطريقة التقليدية قديماً تعتمد على الحقن، ولكن تطوّرت أشكال صيدلانية أخرى مع الزمن، وصار يستخدم اليوم بعدّة أشكال: محاليل فمويّة، مضغوطات وكبسولات ذات تحرّر فوري أو مديد، تحاميل، محاليل معدّة للحقن.

- يؤدّي الاستخدام المزمن للمورفين إلى ظاهرة التحمّل tolerance، اي أن المريض يحتاج إلى جرعات أعلى مع الزمن للحصول على نفس التأثير (سواء المسكّن للألم أو التأثير النفسي المرغوب) الذي كانت تؤمّنه له جرعات أقلّ في السابق. كذلك يمكن أن يسبّب الاستخدام الطويل الاعتماد dependence الجسدي والنفسي على العقار، مما يعني أن التوقف المفاجئ أو تخفيض الجرعة بدرجة كبيرة من شأنه إحداث أعراض جسدية ونفسيّة لدى المريض، وهي ما ندعوه بالأعراض الانسحابيّة withdrawal. (3)

- تتضمّن الأعراض الانسحابيّة جملة من الأعراض المعاكسة للتأثيرات الأصلية للمورفين، بمعنى أنّ المريض سيشعر في الغالب بالألم والانزعاج dysphoria والإسهال الشديد وعدم القدرة على النوم.

- تقود الأعراض الانسحابية الشخص إلى العودة إلى استخدام المورفين مجدّداً إذا كان قد توقّف عنه، للتخلّص منها، أو إلى زيادة الجرعة التي يستخدمها، وشيئاً فشيئاً يدخل في دوّامة الإدمان addiction، حيث يمكنه أن يفعل أي شيء في مقابل الحصول على الجرعة المعتادة، وفي كثير من الأحيان يهمل عمله وأسرته أو دراسته، وحتى مظهره الخارجي وصحّته لا يسلمان من الإهمال. (1)

- في أدوية بتشتغل متل المورفين بالجسم، وبتعطي نفس التأثيرات، ولكن بدرجات متفاوتة من الشدّة، منذكر منها: الأفيون والكودئين والهيروين والميثادون والهايدروكودون والفنتانيل والأوكسيكودون. (3)

- من جهة تانية، جسم الإنسان بيفرز في حالات معيّنة (كالألم الشديد) موادّ بتشبه المورفين بتأثيرها، وبترتبط بالمستقبلات الأفيونية بالجهاز العصبي، وهي النواقل العصبيّة التالية: انكيفالين enkephalin، إندورفين endorphin، داينورفين dynorphin. (1)

- بالنهاية السؤال: هل ممكن تؤدّي الجرعة المفرطة overdose من المورفين إلى الوفاة؟

طبعاً يمكن أن يؤدّي تناول جرعة زائدة من المورفين إلى الوفاة في بعض الحالات، خاصّة إذا كانت مترافقة مع غيرها من الأفيونيّات أو الموادّ المثبّطة للجملة العصبيّة المركزيّة، مثل الكحول والمهدّئات والمنوّمات.

بتشمل أعراض فرط الجرعة بالأفيون: الجلد البارد الرطب، انخفاض ضغط الدم، النعاس، بطء التنفّس، تباطؤ سرعة النبض، وفي الحالات المتقدّمة الغيبوبة والوفاة. (3)

تابعونا في كل ثلاثاء وخميس...

المصادر:

(1) هنا

(2) هنا

(3) هنا

(4) هنا