الطب > مقالات طبية
البالون المِعَدي يملأ المعدة، ويسبب خسارة الوزن
تعتبر الجراحة من الوسائل المستخدمة في تدبير البدانة المفرطة ولكن كلفتها العالية غالباً ما تحد من انتشارها. من البدائل المقترحة للجراحة هو إدخال البالون إلى المعدة عن طريق التنظير الهضمي العلوي ودون جراحة ..دعونا نتابع آخر تطورات هذا البديل ..
أثبتَ بحثٌ جديدٌ بأَنَّ جهاز البالون داخل المعدة هو إضافةٌ فعالةٌ وآمنةٌ إلى إجراءات التداخل على أنماط الحياة من أجل تعزيز خسارة الوزن عند المرضى البدينين. وقال الدكتور (Barham Abu Dayyeh) " يتم الحفاظ على الوزن المفقود حتى بعد نزع الجهاز". كما وضَّح "البالون داخل المعدة هو خيارٌ متوسِّطٌ ما بين تغيير نمط الحياة والتداخل الجراحي".
فهو أكثرُ فعاليةً من إجراءات تغيير نمط الحياة، و أقلُّ تكلفةً من التداخل الجراحي.
كما قال "يمكن لهذا الإجراء أن يؤمِّنَ تدبيراً فعالاً للسكان البدينين الذين يعانون من نقص الخدمة حالياً"، وأضافَ بأنََ 1% فقط من المرضى البدينين المؤهلين فعلياً يخضعون للجراحة.
قدَّم الدكتور نتائج هذه الدراسة في أسبوع الأمراض الهضمية لعام 2015.
كما وضَّحَ أنَّ تطبيق البالون داخل المعدة هو إجراءٌ بالتنظير الداخلي للمريض. حالما يتم وضعه في المعدة، يتم ملؤه بمحلولٍ ملحي بمقدارٍ يصل إلى 500 سم مكعب لينتشر ضمن البالون.
يحرِّض البالون إحساساً بالشبع، وبالتالي يعزز فعالية خسارة الوزن.
قيَّم الدكتور وفريقه في دراستهم فعالية وأمان البالون داخل المعدة عند البالغين الذين لديهم مَنسب كتلة الجسم (BMI: 30-40 كغ/م²) لمدة سنتين على الأقل.
و ذكرَ أنَّ الجهاز الذي استخدموه قد تمَّ استخدامه خارج الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 17 سنة وفي أكثر من 200،000 مريض.
اختار الفريق 125 مريضاً بشكلٍ عشوائيٍّ لإجراء المعالجة باستخدام البالون بالإضافة لبرنامج لتدبير السلوكية لمدة 12 شهراً، و 113 مريضاً لإجراء تدبير السلوكية فقط وتمَّ اعتبارهم مجموعةً شاهدةً.
تمَّت متابعة المرضى لمدة 52 أسبوعاً، والتي كانت 26 أسبوعاً بعد زرع البالون.
عينة الدراسة كانت عبارةً عن 90% من الإناث، متوسط العمر 40 سنة تقريباً، متوسط قيمة مَنسب كتلة الجسم (BMI) هي 35 كغ/م²، و متوسط زيادة الوزن 36 كغ.
كانت خسارة الوزن عند الشهر الثالث والسادس والتاسع والثاني عشر أفضل بشكلٍ ملحوظ في مجموعة البالون من المجموعة الشاهدة.
خسارة الوزن:
عندما تمَّت عملية الزرع في الشهر السادس، كان متوسط خسارة الوزن في مجموعة البالون أكبر من المجموعة الشاهدة.
تمَّ الحفاظ على خسارة الوزن في الشهر الثاني عشر، والذي يوافق الشهر السادس بعد استرجاع البالون. وأيضاً عند الشهر السادس، كانت نسبة خسارة الوزن في مجموعة البالون أكبر من المجموعة الشاهدة.
مجدداً، تمَّ الحفاظ على المقدار الأكبر من خسارة الوزن حتى الشهر الثاني عشر.
عند الشهر التاسع – ثلاثة أشهر بعد الزرع – 45.6% من مرضى مجموعة البالون تعرَّضوا لمقدارٍ إضافيٍّ من خسارة الوزن و بمقدار أكبر بنسبة 15% على الأقل من المجموعة الشاهدة.
بالإضافة لذلك، فإنَّ متوسط نسبة خسارة الوزن عند الشهر التاسع كان 26.5% في مجموعة البالون.
كان هنالك انخفاضٌ في شدة الأمراض المرافقة، مثل السكري، فرط ضغط الدم، وخلل شحوم الدم منذ بدء الدراسة وفي المجموعتين، و لكن مقدار الانخفاض كان أكبر في مجموعة البالون.
و ذكر الدكتور حدوثَ تحسُّنٍ في نمط الحياة، وبشكلٍ خاصٍّ في مجموعة البالون.
الآثار الجانبية الخطيرة:
كانت الآثار الجانبية الخطيرة أكثر انتشاراً في مجموعة البالون من المجموعة الشاهدة (9.6% مقابل 7.0%). حيثُ ذُكرِ أحياناً حدوث غثيان، إقياء، وألم بطني، ولكنَّها كانت قابلةً للتدبير.
كما كان النزع المبكِّر مطلوباً من قبل 22% من المرضى .
تجاوزت هذه الدراسة الحدود المتوقَّعة - والتي كانت 25% من الزيادة في خسارة الوزن عند الشهر الثاني عشر، وفارقٍ بمقدارِ 15% على الأقل بين الإجراء والمجموعة الشاهدة - كتداخلٍ أوليٍّ لعلاج البدانة.
قالَ الدكتور (Jonathan Cohen) أنَّ جهاز البالون داخل المعدة "هو تقدُّمٌ هامٌّ فعلياً" بشكلٍ خاصٍّ إذا استطاعَ - بالإضافة إلى خسارة الوزن- تحسين مؤشرات الأمراض المرافقة مثل ضبط نسبة السكر في الدَّم. إذا تمَّت الموافقة على البالون داخل المعدة من قبل إدارة الأغذية و الأدوية الأمريكية، عندها يجب استخدامه بالمشاركة مع "أسلوبٍ شموليٍّ مناسب يتضمَّن تعديل نمط الحياة، التغذية، الأدوية، وأحياناً التداخل الجراحي".
كتابة المقدمة: فؤاد يوسف
المصدر: هنا