الهندسة والآليات > الروبوتات
هل سننتقي روبوتاتنا كما ننتقي أصدقاءنا؟
يثير عالم الروبوتات اليوم اهتمام الكثير منا، ومع التطور الملحوظ في هذا المجال تتراود الى أذهاننا خواطر كثيرة عن علاقة الإنسان المستقبلية بالروبوت.
فهل ستتحول أفلام الخيال العلمي إلى حقيقة وتنشأ روابط صداقة بين البشر والإنسان الآلي؟
تابعونا.
يتحدث مقال اليوم عن عاملين مهمين لإنشاء تلك العلاقة: أولهما قدرة الروبوت على محاكاة وتقليد حركات الإنسان، وثانيهما تأثر تلك العلاقة بحاسة اللمس.
تشير أبحاث علم النفس في مجال التفاعل الاجتماعي بين البشر إلى أنَّ التنسيق الحركي بين الأشخاص يساعد على إقامة علاقة اجتماعية متينة، فالبشر مخلوقات اجتماعية بالفطرة، وإذا قمنا بمراقبة مجموعة من الأصدقاء أو الأقارب سنلاحظ تزامناً في التحركات أو حتى تشابهاً في طريقة التحدث بين شخص واّخر.
لا يختلف الأمر كثيراً مع الروبوتات، ففي دراسة جديدة لجامعة "هيرتفوردشاير" في إنجلترا تَبينَ أنَّ الناس يفضلون تجاوب الإنسان الاّلي مع تحركاتهم بطريقة مشابهة وفورية.
التفاعل بين البشر و الروبوت:
بالالتفات إلى السلوك الاجتماعي البشري، قام الباحثون بتقليد هذا المفهوم ضمن سيناريو مشابه بين الإنسان والروبوت، فاستخدموا الإنسان الآلي المشابه بشكله للإنسان الحقيقي، ولكن بحجم الطفل وجهزوه بوحدة صوتية ليبلغ 23 مشاركاً (19 منهم موظفون وطلاب من الجامعة) عن ثلاثة أنماط مختلفة من الإيماءات التي يمكن للمشترك تأديتها حيث يمكنه تلويح يده على شكل (دائرة، مثلث، أو رمز اللانهاية).
استخدم المشاركون جهاز* wii للتحكم عن بعد عند لِتنفيذ الإيماءات، حيث يُمكِّن هذا الجهاز الروبوت من التقاط وتسجيل والتعرف على الإيماءات ليتمكن من اتخاذ ردود الفعل المناسبة لتحركات المشاركين.
هذا الجهاز مزود بجهاز استشعار بصري وجهاز استشعار التسارع مما يساعد على زيادة دقة حركات الروبوت.
يمتلك الروبوت 18 قطعة مستقلة تتضمن معلومات، تمكنه من تقليد نمط ايماء الشخص في الوقت ذاته ودون أي تأخير.
فعلى سبيل المثال، تم اعتماد نظام الكشف المتزامن مما ساعد الروبوت على الرد الفوري على الإيماءات. تقوم هذه التقنية بحساب العلاقات المكانية والزمانية بين المشاركين وحركات الروبوت.
أصدقاء المستقبل
أفاد غالبية المشاركين أنهم يفضلون التعامل مع الروبوت ذو التنسيق الحركي على ذاك الذي لا يملك تلك الخاصية، والمدهش أكثر أن التنسيق الحركي بين الإنسان والروبوت يعمل في كلا الاتجاهين، حيث أكد الباحثون أن دراسات سابقة في هذا المجال أظهرت أن البشر يتكيفون في تصرفاتهم مع الروبوتات عندما تتاح الفرصة للتعامل معهم، على غرار كيف نغير صوتنا ولغة أجسادنا عندما نتحدث إلى الأطفال أو الحيوانات الأليفة.
روبوتات اجتماعية
كما لحيواناتنا الأليفة القدرة على الاستجابة لحالتنا العاطفية والتي تفتح بذلك قناة مؤثرة من التفاعل والاستجابة العاطفية، كذلك يسعى العلماء لبرمجة روبوتات المستقبل لتصبح قادرة أيضاً على فهم مشاعرنا إضافة الى حركاتنا، وحاسة اللمس هي مفتاح اّخر وعنصر مهم من عناصر تلك المعادلة.
وعلى غرار ما سبق، قام باحثون من جامعة "كمربورغاز" في اسطنبول وجامعة "بريتيش" كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، بتصميم روبوت مكسو بالفرو قادر على الاستجابة واستنتاج الحالة العاطفية للمستخدم عن طريق اللمس.
و طُلِبَ من 31 مشاركاً تقييم احتمال أداء 30 حركة يد مختلفة تتناسب مع أحد المشاعر المسجلة على الورقة (1: من غير المحتمل جداً، 5: من المحتمل جداً) إذا اجابوا 4 أو 5، طُلِب منهم أداء الحركة على الروبوت (عناق، فرك، صفعة ...)
وعلى غرار ما سبق، قام باحثون من جامعة "كمربورغاز" في اسطنبول وجامعة "بريتيش" كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، بتصميم روبوت مكسو بالفرو قادر على الاستجابة واستنتاج الحالة العاطفية للمستخدم عن طريق اللمس.
و طُلِبَ من 31 مشاركاً تقييم احتمال أداء 30 حركة يد مختلفة تتناسب مع أحد المشاعر المسجلة على الورقة (1: من غير المحتمل جداً، 5: من المحتمل جداً) إذا اجابوا 4 أو 5، طُلِب منهم أداء الحركة على الروبوت (عناق، فرك، صفعة ...)
وبالتالي تمكن الروبوت من التعرف على الإيماءات وتصنيف 26-منها، أي بمعدل نجاح 32٪.
تعد هذه النسبة قليلة مقارنةً بتفاعل الانسان مع تلك الايماءات، ولكنها خطوة نحو مستقبل يبشر بعلاقة اجتماعية طويلة الامد بين البشر والرجال الآليين.
فكيف ستبدو التحية الخاصة التي ستعلمها لِروبوتك المستقبلي ؟؟؟
* وحدة wiiللتحكم عن بعد: هي وحدة التحكم الأساسية لجهاز ألعاب "Nintendo Wii".
تتميز هذه الوحدة بالقدرة على استشعار الحركة، والتي تسمح للمستخدم بالتفاعل مع العناصر الموجودة على الشاشة والتلاعب بها، وذلك من خلال التعرف على الإيماءات وجهة الإشارة باستخدام التسارع وتكنولوجيا الاستشعار البصرية.
المراجع:
[1] ANDREWS، C. (2015، May 29). People Prefer Communicating With Robots That Imitate Them. Retrieved June 5، 2015، from هنا
[2]Qiming Shen; Dautenhahn، K.; Saunders، J.; Kose، H.، "Can Real-Time، Adaptive Human–Robot Motor Coordination Improve Humans’ Overall Perception of a Robot?،" Autonomous Mental Development، IEEE Transactions on ، vol.7، no.1، pp.52،64، March 2015
doi: 10.1109/TAMD.2015.2398451، from هنا
[3] K. Altun، K. E. MacLean، Recognizing affect in human touch of a robot، Pattern Recognition Letters (2014)، هنا
[4] K. Goris، J. Saldien، B. Vanderborght، Dirk Lefeber
: International Journal on Humanoid Robotics، vol.8، n. 3، pp.481 - 511 (2011)
مصادر الصور: