دور الرضاعة الطبيعية في الوقاية من بدانة الأطفال

تعتبر البدانة واحدةً من أخطر تحديات العصر الحديث، وقد تزايدت نسبة انتشارها بين الأطفال خلال السنوات الأخيرة بشدّة، مما دفع بالباحثين إلى التوجّه لإيجاد سبل للوقاية من زيادة الوزن لدى هذه الفئة الحساسة.

من جهةٍ أخرى، نجد أن فوائد الرضاعة الطبيعية ليست موضع شكٍ على الإطلاق، فهي الطريقة الأمثل لتغذية الرضيع خاصةً خلال الأشهر الستة الأولى من العمر وذلك لما لها من العديد من الفوائد الصحية.

ولكن ما دور الرضاعة الطبيعية في الوقاية من البدانة؟

قام الباحثون في أحد مراكز طب الأطفال Cincinnati Children's Medical Center بمراجعةِ أكثرَ من 80 دراسةً أجريت حول الرضاعة الطبيعية خلال فترة لا تقل عن عشرين عاماً، ونشرت النتائج في مجلة Current Obesity Reports. وأكد فيها الباحثون أنّ كافة الأدلّة التي تم رصدها حتى وقتِ إجراء البحث تُشير إلى أنّ تغذية الرضيعِ بالرضاعةِ الطبيعيةِ فقط تخفّضُ نسبةَ الإصابةِ بالبدانة بين الأطفال بمعدل 10-20%، كما أنّ إطالةَ فترةِ الرضاعة الطبيعية تُخفض من الخطرِ نفسِه بمعدل 4% إضافيةٍ لكلّ شهر إضافي من الرضاعة.

ويمكن من خلال فهمِ آلية تأثير الرضاعة الطبيعية ومكونات حليب الأم على نمو الرضع أن يصبح العلماءُ قادرين على إعطاء وجهةِ نظرٍ أكثرَ دقة عن طبيعة العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وتخفيض خطر الإصابة بالبدانة عند الأطفال. علماً أن الباحثين قد أشاروا إلى وجودِ ثلاثة عواملَ حيويةٍ ترتبط بحليب الأم والبنية الفيزيولوجية للطفل، والتي يعتقد بأنها تفسر الآلية المحتملة لتأثير الرضاعة الطبيعية على خطر الإصابة بالبدانة عند الأطفال، وهي: تأثير وزن الأم، أثر الرضاعة الطبيعية على عمل الجهاز الهضمي من خلال الحفاظ على توازن الفلورا المعوية، وأخيراً التأثيرُ في حاسة التذوق ونمط الحمية الغذائية المفضل، وجميعُها تعتبر نواحي معقّدةً لتغذية الأطفال، كما تختلف باختلاف أمور أخرى كاختلاف تركيب وإنتاج الحليب من سيدةٍ لأخرى.

وبذلك نجد أن غوائد الرضاعة الطبيعية ليست ذات خصائصَ تغذويةٍ فجسب، بل تمتلك فوائدَ يمكن أن تمتدّ عبر سنواتٍ طويلة..

المصدر:

هنا

هنا

الدراسة المرجعية:

Jessica G. Woo، Lisa J. Martin. Does Breastfeeding Protect Against Childhood Obesity? Moving Beyond Observational Evidence. Current Obesity Reports، 2015; DOI: 10.1007/s13679-015-0148-9