الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
الكركمين يثبت فعاليته في مكافحة مرض السرطان
الكركمين (Curcumin)، وهو مركب بولي فينولي يوجد في نبات الكركم (Turmeric)، تمت دراسته على نطاق واسع خلال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية، حيث تركزت أغلب الدراسات حول فعاليتها المضادة للالتهابات و/أوآثاره المحتملة المضادة للسرطان، وقد أُثبتت قدرته في تثبيط المراحل البدئية لتشكل الورم واستمراره وانتشاره لأجزاء أخرى من الجسم.
تحدث هذه التأثيرات المضادة للسرطان في الغالب من خلال التنظيم السلبي لعوامل النسخ المختلفة،عوامل النمو،السيتوكينات الالتهابية، إنزيمات الكيناز (protein kinases)، والجزيئات الأخرى المسببة للأورام. كما يساعد الكركمين على إيقاف تكاثر الخلايا السرطانية في مختلف مراحل نموها أويحفز موتها.
وهنا تفاصيل الدراسة:
قام علماء في غرب أستراليا بمراجعة مختلف الدراسات التي أجريت على الكركمين للتأكد من فعاليته كعلاج آمن وواعد لمعظم أنواع السرطان والأمراض الأخرى الناتجة عن الالتهابات.حيث تم التدقيق في مختلف الدراسات السريرية السابقة التي استخدم فيها الكركمين لعلاج مرضى السرطان واستنتجوا أنهذه المادة تعتبر فعالة وآمنة لعلاج السرطان.
يقول الباحث غوتام سيثي (Gautam Sethi) من جامعة كورتين (Curtin University) بأن معظم الأمراض بما في ذلك السرطان، تنتج عن اضطرابات جينية. وأضاف قائلاً أن علاج السرطان يتطلب استعمال مواد ذات أهداف متعددة،حيث يعتبر ذلك أفضلاً من استعمال المواد وحيدة الهدف والتيتم استخدامها على مدى السنوات القليلة الماضية.
عرّف الدكتور سيثي العوامل متعددة الأهداف بأنها تلك العوامل التي تستهدف أكثر من مرحلة في سلسلة الإشارات المسببة للورم، وهي تعتبر أكثر فاعلية في محاربة السرطان، إذ وجد أن الورم الواحد ينشأ عن إصابة عدد كبير من الجينات بالطفرات. ويضيف الباحث أنه يمكن استعمال الكركمين بشكل فعال عند مرضى سرطان الورم النقوي المتعدد وعند مرضى سرطان البنكرياس الفتاك واللذان يتميزان بعدم وجود دواء فعال لهما. بالمقابل، لم يُثبَت للكركمين فعالية عند المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي المعالج باستخدام السيكلوفوسفاميد، حيث يمكن للكركمين أن يُبطل تأثير هذا الدواء.
يتميز الكركمين بأنه آمن حتى في حال الجرعات العالية التي يمكن أن تصل حتى 12 غرام دون أن يترك أيأثر سمّيّ. وإن التأثير الجانبي الوحيد الذي يمكن أن يرافق استعمال الكركمين هو تميع الدم لذا يجب إيقاف تناول الكركمين قبل العمل الجراحي.
يوصي الدكتور سيثي باستخدام الكركم في وصفات الطبخ اليومية، ويقول بأنه من الجيد الجمع بين الكركمين والأدوية أو المركبات الطبيعية الأخرى، مثل: البيبيرين (قلويد موجود في الفلفل) بهدف زيادة التوافر الحيوي للكركمين.
يختم الدكتور سيثي بحثه بالقول بأن الآلية الدقيقة لعمل الكركمين لاتزال قيد البحث والدراسة إلا أنّ فعاليتها المضادة للالتهاب قد تكون التفسير الرئيسي لتأثيراته المضادة للسرطان، إذ من المعروف أن العديد من الأمراض المزمنة منها السرطان تحدث بفعل الالتهابات، ويمكن علاجها عن طريق الأدوية المضادة للالتهابات. كما يؤكد أن فعالية الكركمين محدودة نظراً لانخفاض توافره الحيوي لذا لابد من تطوير بعض الصيغ الدوائية التي تسمح بتحسين امتصاصه في الجسم أهمها اتباع تقنيات النانو والليبوزومات وتشكيل المسيلات ومعقدات الفوسفوليبيدات والتي تسمح بزيادة توافره الحيوي وفعاليته ولاتزال الأبحاث في هذا المجال في مراحلها الأولى.
ترجمة: مروة حسّون
المقال المرجعي:"The Multifaceted Role of Curcumin in Cancer Prevention and Treatment." Molecules 20.2 (2015): 2728-2769.