الفيزياء والفلك > علم الفلك
المركبة الفضائية المتجهة نحو بلوتو فقدت الاتصال مؤقتا مع الأرض
تسارعت وتيرة الأخبار التي تتحدث عن اقتراب البعثة الاستكشافية (New Horizons ) من الكوكب القزم بلوتو، وكنا قد تكلمنا ضمن مقال سابق عن تفاصيل هذه المهمة التاريخية (هنا )،لكن الذي حصل أنه وفي الرابع من تموز/يوليو وقبل 10 أيام من موعد وصول مركبة ناسا (New Horizons ) إلى وجهتها ، فقدت المركبة الاتصال مع مركز القيادة لمدة ساعة و21 دقيقة لأسباب غير معروفة.
منذ ذلك الحين يحاول المهندسون التواصل معها. لكنَّ ناسا أعلنت بأنها سوف تحتاج عدة أيام حتى تعيد المركبة إلى وضعها الطبيعي، ما يعني انه حتى ذلك الحين لن تسجل المركبة التي كلفت 700 مليون دولار أي بيانات علمية، على الرغم من أنها لا تبعد عن بلوتو سوى 11 مليون كيلومتراً وتقترب منه مسرعة.
تفاقمت مشاكل الاتصال بالمركبة نتيجة البعد الكبير للمركبة عن الأرض. حيث تحتاج الإشارة المرسلة من الأرض إلى4 ساعات ونصف لتصل إلى المركبة (بعد أن عبرت مسافة 4.8 مليار كيلومتر بسرعة الضوء). كما أنها تحتاج أيضا لنفس المدة الزمنية أي أربع ساعات ونصف أخرى للعودة إلى الأرض. وخلال هذا الوقت المهدور تكون الأرض قد دارت حول محورها، فيحتاج فريق التحكم بالمركبة للتبديل من أحد الهوائيات إلى الهوائيات الثلاثة الاخرى التي ترسل الإشارات إلى الفضاء والمنتشرة عبر أماكن متفرقة من الأرض في كل من غولد ستون- كاليفورنيا، وكانبيرا، ومدريد.
هذه ليست المرة الأولى التي يفقد بها الاتصال مع المركبة فقد حصلت هذه المشكلة من قبل في آذار من عام 2007 بعد 14 شهر من الإطلاق، حيث حصل خطأ في إحدى الذواكر في المركبة مما دفعها تلقائيا للانتقال إلى أخذ وضعية التشغيل الآمن، في هذه الوضعية (كما هو عليه الآن) تقوم المركبة بإيقاف عمل الوظائف الأخرى وتحمي وظائفها الأساسية وتنتظر الأوامر من مركز التحكم في الأرض.
أثناء مشكلة العام 2007 تمكن الفريق من إعادة الاتصالات في المركبة للعمل خلال يومين. لكن هذه المرة تبعد المركبة مسافة أبعد عن الأرض مما سبب تأخراً أكثر في الاتصالات وجعل عمليات التصليح معقدةً أكثر.
عينت ناسا فريقاً للتحقيق فيما جرى، وقال رئيس المحققين "آلان ستيرن" الباحث في معهد أبحاث الجنوب الغربي في "كولورادو" على صفحة معجبي بلوتو على الفيسبوك (نحن نعمل على المشكلة يا أصدقاء).
تمضي المركبة في مسارها المرسوم إلى بلوتو حتى تحوم فوقه على ارتفاع 12500 كم ، وذلك عند اليوم الـ14 من شهر تموز/يوليو كما هو مقرر، وفي زيارة هي الأولى من نوعها إلى الكوكب القزم. الكثير من المشاهدات العلمية المهمة سيتم رصدها خلال 24 ساعة من الاقتراب الأعظم للمركبة من بلوتو.
المركبة (New Horizons) وأثناء اقترابها من بلوتو بدأت بالتقاط صور ملونة وأخرى بالأبيض والأسود لبلوتو وأقماره. كما تم أخذ قياسات للجسيمات النشيطة والرياح الشمسية في الفضاء المحيط بالكوكب. تظهر الصور سلسلة من البقع المعتمة على طول الخط الاستوائي للكوكب يمتد كل منها لـ 500 كيلومتر. كما تظهر مناطق لامعة عند قطبيه. في حين أن أكبر أقماره (شارون) يحوي مناطق داكنة عند قطبيه.
يُذكر أن فريق التحكم في مخبر الفيزياء التطبيقية من جامعة "جون هوبكنز" في "ميريلاند"، كان قد رفع سلسلة جديدة من الأوامر إلى المركبة في الثالث من تموز/يوليو لكنهم فقدوا الاتصال في اليوم التالي الساعة 1:54 ظهراً حسب توقيت الساحل الشرقي لأميركا، لكنها عادت إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى وتبين أن سبب العطل كان نتيجة طلب تنفيذ مجموعة من الأوامر في آنٍ واحد.
المصادر: