التاريخ وعلم الآثار > التاريخ
مقبرة من العصور الوسطى تحت جامعة كامبريدج: اكتشاف أكثر من ألف جثة تحت أحد مباني الجامعة
كشف علماء للأثار، كانوا ينقبون تحت جامعة كامبريدج، عن مقبرة تعود لمستشفى من العصور الوسطى. ويسود الاعتقاد الآن أنها الأكبر من نوعها في بريطانيا حيث يصل عد المدفونين فيها حتى الألف وخمسمئة.
وقد تم نشر أول تقرير أكاديمي عن عمليات التنقيب تحت مدرسة الألوهية العتيقة في كلية القديس يوحنا في كامبريدج في صحيفة Archaeological Journal. وقد تم تفصيل كل حيثيات التنقيب والحفر اللذان حصلا بين عامي 2010 و 2012، وكذلك كل ما يتعلق بالرفات المكتشفة، والتي تجاوز تعدادها توقعات الفريق
وقد كانت المقبرة مدافن تابعة لمستشفى القديس يوحنا الإنجيلي بيي القرنين الثالث عشر والخامس عشر بعد الميلاد. وقد أنشأ أهل القرية هذا المستشفى في كامبريدج لرعاية الفقراء والمرضى في عام 1195، لتبقى تحت الاستخدام في هذا الموقع حتى عام 1511.
معظم هؤلاء المدفونين هنا قم تم دفنهم في صفوف منضدة أو موضوعة في منزل بدني في ذاك الموقع. وقد وجد الفريق أن هذه المقبرة تحتوي على ستة "أجيال مقبرية" والذي يعني الزمن المطلوب لملء المقبرة بالكامل قبل أن يتم دفن جثة جديدة في ذات البقعة.
وقد وجد الفريق أيضاً أن لهذه المقبرة طريقاً حجريةً وبئر ماء، بالإضافة لبذور عديد من النباتات المزهرة، مما يعني أنها كانت، كما حال المقابر اليوم، مكاناً لزيارة من رحلوا عنا.
وقد تم تحليل 400 جثة بعناية لاكتشاف طبيعة هذه المقبرة، وطبيعة المجتمع الذي كان حولها، وكان من جملة ما كان في المقال المكتبوب:
يمكن تصنيف معظم القبور على أنها موحدة ومنظمة حيث تم وضع الجثث في حفر محفورة مسبقاً في وضعية مرتخية على محور شرق-غرب دون وجود ملامح لمحاولة احتفاء بالحدث. وعلى ما يبدو فقد كان الدفن حدثاً متكرراً يحدث كل عدة أشهر. كان هناك غياب تام للأطفال تحت سن الخامسة، مع وجود نادر لمن هم تحت سن السادسة عشرة. والغياب التام للأطفال تحت سن الخامسة يعني أن أحدا منهم لم يكن مريضاً في هذا المستشفى، أو ان هؤلاء الأطفال كانوا يدفنون في أماكن أخرى. كلا الاحتمالين متاح، خاصة ولوجود الفصل المادي للمقبرة عن المبنى الرءيس للمستشفى بطريق. كانت نسبة الذكور أكثر بقليل منها الإناث ولكن ليس بالشكل الملحوظ في مقابر أخرى. كما لم يكن هناك ازدياد ملحوظ في أعداد من متن من النساء الشابات مما يعكس غياب حالات الوفاة جراء الولادة بسبب سياسة المستشفى في عدم استقبال هذه الحالات. كما كشفت عدة علامات على الهياكل العظمية للجثث وجود حالات نقص تغذية وتوتر فيزولوجي أو مرضي خلال سنين الطفولة. وبالرغم من أن مجموعة من التغيرات المرضية قد لوحظت على الهياكل العظمية إلا أن نسبى إنتشارها غير محددة. كما توجد بعض الأدلة على وجود حالات خطيرة كان من الممكن لها أن تحتاج لعناية طبية خاصة. وكل هذا يدل على أن الدور الأساسي للمستشفى كان العناية بالفقراء والعجزة أكثر منه العلاج الطبي للمرضى والمصابين. وقلة هم من تمتعوا بعناية طبية خاصة، حيث كانوا في غالب الأمر ممن عانوا من حالات مرضية خطيرة، إلا أن هذا كان الاستثناء لا القاعدة إذ لم يجد الفريق أدلة مباشرة على حالات علاج.
تمت معظم حالات الدفن بدون توابيت، والعديد بدون أكفان حتى مما يدل على أن المقبرة كانت للفقراء فقط. بعض المقتنيات كالحلي والمقتنيات الخاصة كانت مدفونة مع بعض تلك الجثث.
"الدلائل على وجود ملابس أو على دفن المقتنيات أقل منها بكثير في حلات مقابر المستشفيات الأخرى" على حد تعبير كريج سيسفورد الذي كان يقود عمليات الحفر، إذ أنه يتابع فيقول "يعود هذا بشكل أساسي لعدم احتواء المقبرة على كهنة، مما يعني أن المقتنيات التي من الممكن أنها كانت قد دفنت مع الموتى، يمكن أن تكون، بسبب موقعها غير الواضح، مخلفات عائدة لنشاطات سابقة حصلت في هذا المكان"
من بين المقتنيات التي وجدها فريق المنقبين كان قلادة تحمل صليباً مصنوعة من كهرمان الويتبي والعائدة لذكر من القرن الخامس عشر، ودبوسا حلقيا من خليطة النحاس على الجانب الأيمن لجذع أنثى بالغة، هو الآخر يعود للقرن الخامس عشر.
لكن كان هناك بعض حالات الدفن غير الاعتيادية في هذه المقبرة. في إحداها تم دفن رجل بالغ مع طفل كلاهما يعود للقرن الثالث عشر. ومع أن المدافن المشتركة غير نادرة، فهي عادة ما تكون لامرأة مع ابنها، أو لطفلين معاً.
كما لاحظ كاتبوا المقال "يوجد أمر يستدعي الملاحظة ألا وهو غياب حالات كبيرة من الموت المتزامن تعود للطاعون الأسود بين عامي 1348 و 1350. ففي فترة ما بعد القرون الوسطى كان ضحايا الوباء من كامبريدج يدفنون في مشاع ميدسمر أو مشاع كولدهام. ومع أن الأدلة الموثقة عن وجود حالات كهذه في القرن الرابع عشر، إلا أن هذه الممارسة يمكن أن تكون ما حصل في هذه الحالة."
المصدر: