علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب الشخصية النرجسية
اضطراب الشخصية النرجسية (النرجسيون)
* ما هو ؟
اضطراب نفسي يُبالغ فيه الشخص في تقييم أهميته، ويحتاج بشكل كبير لإعجاب الآخرين رغم قلة تعاطفه، حيث يتصف بالغرور والتبجح، يسيطر على المحادثات عادةً ويستخف بمن يراهم أدنى منه، وفي الوقت ذاته، لا يُمكنه احتمال النقد، فقد يملُك مشاعر دفينة من الخوف والخزي والعار والضعف، فيلجأ للرد بعنف وازدراء الطرف الآخر للانتصار عليه، كما قد يُصيبه الإحباط واليأس لأنه بعيدٌ عن الكمال.
يُسبب هذا الاضطراب مشكلات في العديد من مجالات الحياة، كالعمل والعلاقات والدراسة أو حتى الشؤون المادية، فيكون النرجسي راضياً عمن يتعامل معهم فقط حينما يمنحونه المديح والإعجاب الذي يعتقد بأنه يستحقه، لذلك تكون علاقاته ضعيفة ولا يُحيط به الكثير من الأصدقاء.
أعراض اضطراب الشخصية النرجسية:
لتشخيص أحد الأشخاص بهذا الاضطراب يجب أن يمتلك خمسة أو أكثر من الأعراض التالية:
. يملُك حساً بالعظمة أو يؤمن بأهميته الشخصية بالنسبة للآخرين
. يُبالغ في تقدير مواهبه و إنجازاته
. الشعور بالتفوق الواجب الاعتراف به من قبل الآخرين دون أي إنجازات تستحق التقدير
. مشغول دائماً بأحلامه عن الثروة الطائلة أو السلطة المُطلقة أو الجمال الآخّاذ أو الحب المثالي.
. يثق تماماً أنه شخص مميز و لن يُقدره أو يتواصل معه إلا أشخاص مميزون آخرون.
. الحاجة للإعجاب المستمر
. يؤمن بأحقيته الكاملة بمعاملة خاصة من الآخرين، حيث يعتقد بوجوب تفضيله على غيره و الانصياع لطلباته بشكل تلقائي.
. يستغل الآخرين لتحقيق مآربه الشخصية حتى أبعد الحدود.
. يفتقد التعاطف مع الآخرين فلا يفكّر بمشاعرهم او حاجاتهم.
. الحسد (أو الإيمان أنه دائماً موضع حسد الآخرين)
. العجرفة و التكبر.
يظهر هذا الاضطراب لدى الذكور أكثر من النساء و يحدث بنسبة قد تبلغ 6% من التعداد العام، وعادة ما تختفي أغلب الأعراض الشديدة مع الوقت. ورغم أن بعض المعايير تُوحي بامتلاك الثقة بالنفس، إلا أن النرجسي يتخطى حدود الثقة الطبيعية للتقييم المبالغ فيه للذات والاعجاب بالنفس المفرط والغير واقعي.
* ما هي أسبابه؟
ما تزال أسباب اضطراب النرجسية غير واضحة ومعقدة كما هي بقية اضطرابات الشخصية، ويتميز هذا الاضطراب بالندرة وبأنه يصيب الذكور أكثر من الإناث، وقد يُعزى للأسباب التالية:
* اضطراب العلاقة بين الطفل والأهل إما من خلال الإفراط في التدليل أو الإفراط في النقد.
* أسباب جينية وعوامل نفسية (كشخصيته و مزاجه التي تتشكل حسب محيطه و قدرته على التكيّف مع الضغط)
* كيف يتم تشخيصه؟
يُشخص اضطراب النرجسية من خلال الأعراض والعلامات، وبعض الاستبيانات النفسية والفحوصات الطبية لنفي الأمراض التي قد تُسبب هذه الأعراض، ويتم ذلك من قبل أشخاص مختصين بالصحة العقلية و النفسية كالمُعالج أو الطبيب النفسي، أما أطباء العائلة فهم ليسوا مؤهلين لتقدير أو تشخيص هكذا حالات، كما لا يوجد أية اختبارات جينية أو مخبرية لتشخيص هذه الاضطرابات.
أغلب الذين يملكون هذه الاضطرابات لا يطلبون المساعدة حتى تبدأ الأعراض بالتأثير سلباً على حياتهم بشكل جديّ و هذا ما يحدث عندما لاتكفي مهارات التأقلم و قدرتهم على التكيّف مع ضغوط الحياة.
* كيف يُعالج؟
1- العلاج النفسي:
عادة ما تتطلب معالجة هذا النوع من الاضطرابات علاجاً نفسياً طويل الأمد من قبل مُعالج خبير بهذا النوع من الاضطرابات، ويتمحور العلاج النفسي حول الجلسات النفسية والعلاج بالكلام، والذي قد يعود بالنفع على المريض بتحسين أسلوبه في التعامل مع الآخرين، لكي تصبح علاقاته أكثر قُرباً، كما تُمكنه من فهم الأسباب التي تدفع به للشعور بالمنافسة وعدم الثقة بالناس وربما ازدراء النفس والآخر.
بسبب صعوبة تغيير الطباع والسمات الشخصية للمريض، ربما تستمر المعالجة النفسية لسنوات، وترتكز على مساعدة المريض على تحمل المسؤولية وتعلم التالي:
* تقبل العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها والتعاون مع زملاء العمل.
* إدراك الكفاءة الحقيقية والإمكانيات التي يمتلكُها ليستطيع تقبل النقد والفشل.
* زيادة القدرة على فهم مشاعره وضبطها.
* استيعاب وتحمل المسائل المرتبطة بتقييم الذات.
* التحرر من الرغبة بالأهداف الغير قابلة للتحقيق والظروف المثالية، وتقبل ما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه.
2- العلاج الدوائي:
لا يوجد علاج دوائي مُخصص لاضطراب النرجسية، ولكن يُمكن وصف مضادات الاكتئاب ومضادات القلق حين الحاجة.
المصادر:
مصدر الصورة:
Syrian Researchers