اضطراب الوسواس القهري

علاج الـ OCD:

يتم التأكيد على ضرورة العلاج من الوسواس القهري نظراً لكونه مرضاً متسلطاً لا يزول من تلقاء نفسه او مع مرور الوقت

يوجد نوعين من العلاج يستخدمان بشكل واسع ولهما نتائج إيجابية في أكثر الحالات، وهما العلاج النفسي السلوكي والعلاج الدوائي ويشكل المزج بينهما العلاج الأكثر فعالية

العلاج النفسي:

يعتمد بشكل رئيسي على تعريض المريض إلى المواقف التي تثير لديه الخوف والقلق وتجبره عادة على بدء السّلوكيات الوسواسية المعتادة،مع محاولة تقليل قلقه او خوفه اتّجاه هذه المواقف،وتقليل التضخيم والشعور بالتهديد المرافق لمرضى الـ OCD من خلال مساعدة المريض على التفكير والتصرف بطرق مختلفة.

يعرف أحد أنواعه بعلاج التعرض ومنع الإستجابة وهو مفيد بشكل خاص في علاج التصرفات القهرية المرافقة للمرض.

العلاج الدوائي:

قد يصف الأطباء علاجاً دوائياً يتضمن حالّات القلق أو مضادات الإكتئاب

تستعمل مضادات الاكتئاب عادة لعلاج الاكتئاب لكنها مفيدة أيضاً في حالة الوسواس القهري فتكون فائدتها أكبر من حالّات القلق،حيث تتميّز حالّات القلق بأنها سريعة التأثير وذات فعالية جيدة، لكن استخدامها لفترات طويلة قد يسبّب الإدمان لذلك يلجأ المعالجون إلى استخدام مضادات الإكتئاب

وبالرغم من أنّها تحتاج إلى فترة أطول لبدء التأثير(بين 10 إلى 12 أسبوع)،تتميز مضادات الاكتئاب بأنها أكثر أماناً للإستخدام ،ذات تأثير أفضل ومن الممكن إستخدامها لفترات طويلة نسبياً.

يبدأ العلاج بجرعات منخفضة مع زيادة الجرعة تدريجيّاً للحصول على فائدة أكبر وتقليل الآثار الجانبية المرافقة مثل الصّداع، الغثيان و مشاكل النّوم...

من الضروري إخبار الطبيب عند ظهور أعراض جانبية شديدة أو ميول إنتحارية عند المريض،فالمراقبة الطبية ضرورية جداً عند بدء استخدام مثل هذه الأدوية وخاصّة في الفترات الأولى.

يجب الإنتباه أيضاً إلى أنّ هذه الأدوية النفسية لها آثار خطيرة على الأطفال،المراهقين والشباب في بداية سن المراهقة.

العلاج المشترك:

يشعر بعض المرضى بالتحسن عند تلقي العلاج الدوائي وبعضهم الآخر يفضل العلاج النفسي، لكن العلاج الأفضل والأكثر نجاحاً هو العلاج المشترك النفسي السلوكي والدوائي

إلّا أن الخضوع له أمر عائد الى المريض ويُحدّد بمساعدة الطبيب المسؤول عن العلاج.

أمثلة على مضادات الإكتئاب المستخدمة:

مثبّطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية SSRI: لها فعالية كبيرة كمضادات اكتئاب وفي علاج الوسواس القهري.

مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقة TCA: استخدمت قديماً و توقف استعمالها حديثاً لعلاج الوسواس القهري.

مضادات الذهان Anti Psychotic: تعطي أفضل النّتائج عند إشراكها مع الـSSRI.

طرق غير متّبعة بشكل كبير لعلاج الوسواس القهري:

في الحالات الشّديدة أو عندما لا ينفع العلاج السلوكي النفسي و الدوائي،يستخدم العلاج بالتخليج الكهربائي electroconvulsive therapy (ECT) حيث يمرّر تيار كهربائي خلال مسرى كهربائي على الجمجمة بعد وضع المريض تحت التخدير العام، تسبب اختلاجات خفيفة وقد وجد أن تكرار هذا العلاج يساهم في تخفيف أعراض الوسواس القهري في بعض الحالات.

ومن الطرق الجديدة التي تخضع للدراسة هي طريقة مشابهة لسابقتها،وهي النمط الجراحي لتحفيذ الدماغ

ففي هذه الطريقة توضع الأقطاب داخل الجمجمة على تماس مع الباحات الدماغية التي يعتقد بأنها المسؤولة عن العادات الوسواسية،لكنها لاتزال دراسات مبكرة لمعرفة مدى فعاليتها أو تأثيراتها على المدى البعيد.

الحياة بوجود الـ OCD:

"لا أستطيع القيام بشيء بدون الطقوس،فهي تغزو كلّ دقيقة في حياتي،احتاج لغسل شعري ثلاث مرات بدلا من مرة واحدة لأن الرقم 3 هو رقم الحظ وليس 1، حتى أنني أقوم بضبط المنبه في المساء على توقيت يكون مجموع أرقامه قابلاً للتقسيم على ثلاثة حتى أبدأ يومي بتفاؤل."

"يشكل ارتداء الملابس صباحاً رعباً لديّ، لأن له طقوسه الخاصة،فإذا لم أقم به بالترتيب الصحيح سأحتاج إلى إعادته بدءاً من الصفر، لأنني أعتقد أنني إن لم أفعل ذلك بالطريقة الصّحيحة سيعرّض والديّ للموت

أنا أعلم أنّه غير منطقي ولا علاقة لارتداء الملابس بالموت، لكنّ هذه الفكرة تلاحقني بشكل مستمرّ وتسبّب لي التّوتر والخوف، وهي تلازمني أكثر يوماً بعد يوم، وتدفعني أكثر فأكثر للقيام بالمزيد من الأعمال اللامنطقية ، وهو مايعيقني عن القيام بواجباتي بشكل متزايد."

علمت أن هذه الطقوس غير منطقية،وشعرت بالخجل الشديد منها ولكنني لم أستطع التغلب عليها حتى خضعت للعلاج"

هل يمكن أن أصاب بالوسواس القهري؟

تكمن مشكلة الـ OCD في عدم القدرة على التنبؤ بحدوثه او إيقافه بشكل عفوي، لكن التشخيص المبكر والمباشرة بالعلاج بأبكر وقت ممكن يمكن أن يخفف من المدة التي سيعاني منها المرضى لاحقا. وكما تحدثنا سابقا فإنه يصيب الذكور والإناث على حد سواء، ويصيب الأطفال والبالغين في جميع الأعمار، وهو ما يجعل المشكلة صعبة التفادي.

المصادر:

هنا

هنا