الطب > مقالات طبية
مخاطر بقاء الأطفال في السيارة الحارّة
كثيرٌ من الأهالي يتركون أولادهم لوحدهم في السيارة لفترة تطول أو تقصر، فهل تعلم أن هذا التصرف يمكن أن يؤدي إلى وفاة الطفل؟ قد تتفاجأ إذا عرفت بأن خمسة أطفال على الأقل قد توفوا خلال هذه السنة في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب بقائهم محتجزين في سيارات حارّة للغاية.
وقد حدثت الحالة الأخيرة في الأسبوع الماضي حين تسلّل صبي يبلغ من العمر ثلاث سنوات إلى سيارة غير مُقفلة بجانب منزله، قبل أن تعثر عليه العائلة متوفىً داخل السيارة. وقبل ذلك بتسعة أيام فقط توفيت طفلة تبلغ من العمر 18 شهراً (سنة ونصف) حين تركتها والدتها – والتي تعمل كمُدرّسة – في سيارتها المرصوفة خارج المدرسة ونسيتها هناك طوال النهار.
ولسوء الحظ، تحدث مثلُ هذه المآسي كل عام، في أشهر الصيف عادةً. وتحدث وسطياً 37 حالة وفاة سنوياً بين الأطفال في الولايات المتحدة منذ عام 1998، وذلك بسبب تركهم في السيارات تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة طويلة. وتحصل مثل هذه الحوادث عادة حين ينسى الوالدان أن الطفل متروكٌ في السيارة. ومن بين 636 حالة وفاة في السيارات الحارّة خلال العقدَيْن الماضيَيْن، فإن نصف تلك الحالات نتجَتْ عن نسيان الطفل في السيارة من قِبل البالغ المسؤول عنه.
تؤدي المسؤوليات أو الانشغال بالأعمال اليومية، أو محاولة القيام بعدة مهام في الوقت نفسه، إلى نسيان الأهل لأولادهم في المقعد الخلفي للسيارة. ويحدث ذلك خصوصاً حين يكون أولياء الأمور مشغولين بإنجاز عدة أعمال في الوقت نفسه.
وبعض الآباء قد ينسون أولادهم كذلك حين يكون هناك تغيير في برنامجهم اليومي، كأن يكون إيصال الطفل إلى الحضانة من مسؤولية أحد الوالدين، ولكن على الوالد الآخر أن يقوم بذلك بسبب ظروف استثنائية. وقد نُشرت دراسة في مجلة "الوقاية من الإصابات"Injury Prevention في عام 2005 درس فيها الباحثون 171 حالة وفاة للأطفال في السيارات المركونة. وقد وجدوا أن حوالي 19% من هذه الوفيات قد حدثت بسبب ذهاب أحد الوالدَيْن إلى العمل دون أن يُوصل الطفل إلى الحضانة.
ويمكن لمثل هذه الحوادث أن تحصل أيضاً حين يُترك الأطفال دون مُراقبة، ويتمكنون من الوصول إلى سيارة مفتوحة أثناء اللعب. وقد حدث ذلك في 27% من الحالات في الدراسة المذكورة آنفاً. وفي حالات أقل يمكن للوالدين أن يتركوا أطفالهم في السيارة دون أن يدركوا بأنها ستصبح حارّة للغاية، حيث قال بعض الآباء في الدراسة المذكورة أعلاه أنهم تركوا أولادهم في السيارة لأنهم كانوا نياماً ولم يرغبوا في إزعاجهم.
لا تحتاج السيارة أحياناً لأكثر من 10 دقائق لتصل إلى درجة حرارة قاتلة، في يوم درجة الحرارة فيه تبلغ 27 مئوية فحسب. والكثير من الناس قد لا يدركون أن درجة الحرارة داخل السيارة قد ترتفع بشكل سريع وتصل إلى مستوىً خطيرٍ على الطفل.
ويعاني الإنسان من الصدمة الحرارية حين تصل درجة الحرارة الباطنية في الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر حسب تعريف مستشفى مايوكلينيك Mayo Clinic. وقد بلغت درجة الحرارة الباطنية بشكل وسطي 42 درجة مئوية لدى الأطفال الــ 231 الذين توفوا في السيارات المركونة حسب دراسة حديثة نشرت في عام 2010.
وحتى في الأيام الباردة نسبياً حين تكون درجات الحرارة في بداية العشرينات، فإن التجارب تشير إلى أن درجة الحرارة داخل السيارة يمكن أن تصل إلى 47 درجة مئوية خلال ساعة واحدة، وذلك حسب دراسة نشرت في مجلة طب الأطفال Pediatrics عام 2005.
وللوقاية من وفاة الأطفال في السيارات المركونة فإن الخبراء يوصون باتباع النصائح التالية:
- لا تترك الطفل لوحده في السيارة على الإطلاق، حتى لو قمت بتشغيل مكيف الهواء أو تركت النافذة مفتوحة.
- استخدم طرقاً معينة حتى لا تنسى تفقُّد المقعد الخلفي للسيارة قبل النزول منها، كأن تضع الحقيبة أو الأوراق على الكرسي الخلفي.
- اطلب من الحضانة إعلامك في حال عدم وصول الطفل إلى المدرسة كما هو متوقع.
- أبعد مفاتيح السيارات عن متناول الأطفال ولا تترك السيارة مفتوحة، وحذِّر أطفالك من اللعب داخل السيارات.
المصدر: