المسرح الروماني بين التقليد والتغيير

الإمبراطورية الرومانية هي الإمبراطورية الوحيدة التي امتدت من قبل ميلاد المسيح إلى مابعد الميلاد. فبدأت كإمبراطورية وثنية واستمرت إلى أن انتشرت المسيحية.

بعد سقوط أثينا بيد الإمبراطورية الرومانية، أخذ الرومان من حضارة اليونان الكثير، فتعلّموا الدراما اليونانية وحاكوا كتابات اليونانين لمدة طويلة من الزمن إلى أن استطاعوا كتابة الدراما الخاصة بهم. (المسرح الروماني هو أفضل مثال للدراما الرومانية في سوريا).

انتشر المسرح غرباً عبر أوروبا وحول البحر المتوسط إلى أن وصل إلى انكلترا، وكان ذلك عبر الامبراطورية الرومانية. فقد كانت الدراما اليونانية محلّية والرومان هم من نشروها وجعلوها عالمية. كما أنهم استخدموا اللغة اللاتينية عوضاً عن اليونانية. وبنوا مسرحاً كبيراً ليس للتعبّد، ولكن للتمثيل فقط. فكان أكثر رقياً وتنوعاً من أي مسرحٍ من الحضاراتِ الأخرى.

غيّروا الدراما من الوعظ إلى الترفيه، واستغنوا عن الأقنعة، وعن دور الكورس بشكل كامل، وهم أول من قسّم المسرحيةَ إلى فصول.

بدأت الدراما تأخذ الطابع المهني، فهي بدأت كتراجيديا وكوميديا بشكلٍ منفصل، ثم أصبح الجنسان متمازجان. ركز اليونانيون على التراجيديا، بينما ركّز الرومان على الكوميديا. فأحضر الرّومان الموسيقا والرقص والتسلية إلى المسرح. وكان أول نوع من أنواع هذه الدراما Fabula Palliata (اسم لاتيني بمعنى كوميديا معتمدة على مواضيع يونانية). ومن أشهر كتّاب هذا العصر Seneca (مؤسس الفلسفة الرواقية) وPlautus وTerence.

أما الممثلين، فقد كانت سمعتهم سيئة للغاية، وكان أداؤهم المسرحي فاسقاً جنسياً وهجومياً ومنتقداً للوضع السياسي، وكانوا يظهرون عراةً على المسرح. مما اضطر بعض الأباطرة الرّومان إلى اتخاذ الإجراءات لحد تأثيرهم. كالامبراطور جوليان (Julian) الذي منع الكهنة الوثنيين من حضور العروض لكي لا يمنحوا الاحترام لمثل هذا النوع من المسرح. كما منع بعض الأباطرة الممثلين من التّماس مع الشخصيات ذوي الطبقة الرفيعة. وعلى الرغم من أنّ النساء مُنعوا من التمثيل من مبدأ أنها غير مناسبة لهم، إلا أنّ عدداً من النساء الممثلات عُرفوا في تلك الفترة، فكسبوا سمعةً سيئةً كالتي اكتسبها نظراؤهم الممثلون.

المصادر:

هنا

هنا