الطب > طب الأسنان
صحة الفم والأسنان - الحلقة الأولى
صحة الفم والأسنان - الحلقة الأولى
إنّ صحة الفم والأسنان لا تقل أهمية بتاتا عن صحة أي جزء آخر من الجسم، فإهمال الصحة الفموية قد يؤدي إلى فقد الأسنان بطريقة أو بأخرى وعلاوة على ذلك فإنه قد يؤدي إلى حدوث التهابات وأضرار في العظم والأعصاب، وقد تتفشى الالتهابات في حال إهمال علاجها إلى أجزاء أخرى من الجسم وقد تكون ذات نتائج كارثية وربما تنتهي في بعض الحالات بالوفاة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• ما هي أكثر أمراض الفم والأسنان انتشارا؟
إن الأمراض الفموية ذات تنوع هائل مما يجعل من حصرها هنا أمرا صعبا، بيد أن بإمكاننا التحدث عن البعض الشائع منها:
• التسوس:
ما يحدث في التسوس هو أن نوعا من البكتيريا التي تعيش في البيئة الفموية بشكل طبيعي، تنتج فضلات ذات طبيعة حامضية حينما تتغذى على السكر، تؤدي الحموضة إلى انحلال المادة السنية مما يجعل الأسنان ذات بنية منهكة وعرضة للتلف. يعني ذلك أن السكر بمختلف مصادره (الحلويات، النشويات...) هي أخطار تواجهها الصحة الفموية، هذا بالإضافة إلى أن مادة ذات حموضة مرتفعة هي أيضا قادرة على لعب دور فضلات البكتيريا. ويمكن ذكر القليل منها : المشروبات الغازية (حاوية على حامض السيتريك) ، عصائر الحمضيات كالبرتقال والجريب فروت والليمون، النبيذ، المخللات، القهوة .. التقيؤ (العصارة المعدية ذات حموضة مرتفعة) .. إلخ. ما يؤدي إلى حصول الأذى في النسيج السني جرّاء ما سبق ذكره هو تواتر التعرض لها مع إهمال العناية الفموية. ينصح بعدم تفريش الأسنان مباشرة بعد التعرض لهذه المواد، فذلك يؤدي إلى إيذاء سطوح الأسنان. أعط للعاب الفرصة ليعيدpH البيئة الفموية للحالة الطبيعية، ويمكنك أيضا مضغ العلكة الخالية من السكر فهي تساعد في إعادة توازن pH بالإضافة إلى أنها تحفز إفراز اللعاب.
يشكل انحلال المادة السنية في الطبقة السطحية (الميناء) مدخلا للجراثيم باتجاه الطبقة الأعمق (العاج) وهو أسهل اختراقا من الميناء، الألم في هذه المرحلة يحدث أثناء تناول الطعام وخاصة الأطعمة الحلوة. إن عد اتخاذ إجراء علاجي في هذه المرحلة يؤدي لأن تخترق الجراثيم طبقة العاج وصولا إلى لب السن الغني بالأعصاب والأوعية الدموية؛ عند هذه النقطة يصبح الألم نابضا ويحدث بشكل عفوي ويزيد أثناء النوم. السن في هذه الحالة هو بحاجة للعلاج اللبي المسمى بـ "سحب العصب". إن إهمال العلاج في هذه المرحلة والاعتماد على المسكنات قد يؤدي على المدى الطويل إلى توقف الألم، يعني ذلك أن السن قد تموّت ولكنه لا يزال بحاجة للعلاج اللبي. فاللب المتموت مادة قابلة للتفسخ وإحداث الخراجات، والإبقاء على هذا الأمر دون تدخل طبيب الأسنان سيؤدي إلى نتائج وخيمة.
• التهاب اللثة والنسج الداعمة للأسنان:
ربما يجب علينا أولا توضيح مصطلح اللويحة أو البلاك plaque : إنها عبارة عن الجراثيم الفموية ضمن قالب من البروتينات السكرية، تتراكم بشكل دوري مع الوقت وخلال ساعات على سطوح الأسنان. يجب إزالة طبقة البلاك عبر تنظيف الأسنان بشكل دوري أيضا، فبقاؤها لفترات طويلة يؤدي إلى تمعدنها بسبب الأملاح المعدنية الموجودة في اللعاب، مما يؤدي لتشكل القلح tartar الذي يحتاج لتدخل طبيب الأسنان لإزالته. إن البلاك هو السبب في حدوث التهابات اللثة والنسج الداعمة للأسنان (العظم والأربطة التي تثبت جذور الأسنان إلى العظم)، وهي أمراض ذات انتشار واسع وتعد من الأسباب الرئيسية لسقوط الأسنان. اللثة المؤلمة أو المتورمة أو النازفة أو المحمرة هي لثة ملتهبة وبحاجة للعلاج. إن إهمال علاج التهاب اللثة يؤدي إلى تفشي الالتهاب ليصل إلى النسج الأعمق مثل العظم المحيط بالسن ويعمل على امتصاصه (تآكله) وبدء تراكم القلح بجوار الجذور. هذا يعني فقد السن للدعم المثبت له وتعرضه للسقوط بالإضافة إلى تعرض الجذور للتسوس والتهدم. توجد عوامل ترفع من خطر هذه الأمراض (وليست سببا أساسيا) كالتدخين والتبدلات الهرمونية في الحمل والدورة الشهرية. تعالج الحالات البسيطة من التهاب اللثة باستخدام المعاجين والمضامض الخاصة بالتهاب اللثة. تقدّم الحالة أو عدم تحسنها يعني إن عليك مراجعة طبيب أسنانك لاتخاذ التدبير المناسب.
المصادر:
• هنا
• هنا
• هنا