علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
هل من يسهر ليلاً أذكى ممن يستيقظ باكراً؟
دراسة جديدة تظهر أن من ينامون ويستيقظون في وقت متأخر هم أكثر نجاحاً في سوق العمل. وجدت دراسة إسبانية أن مُحبي السهر والاستيقاظ في وقت متأخر يتفوقون في حل المشكلات بشكل إبداعي ويحصلون عادة على مدخول مادي أكبر بالإضافة لنمط حياة يتسم براحة أكبر.
قام باحثون في جامعة مدريد بمتابعة حوالي الألف مراهق ووجدوا أن محبي السهر قد تفوقوا على محبي النوم باكرا فيما يتعلق بالذكاء العام والذكاء الاستقرائي، كما أظهروا قدرة أكبر على التفكير على المستويين المفهومي والتحليلي، غير أنهم أشاروا إلى أن المراهقين الذين ينامون ويستيقظون باكرا أحرزوا علامات أفضل في الامتحانات مُرجحين أن يكون السبب في توقيت الامتحانات التي تتعارض مع الساعات البيولوجية لنظرائهم الذين ينامون ويستيقظون في وقت متأخر.
وكما أن التحصيل العلمي قد يكون حليف مُحبي الاستيقاظ باكرا، فإن المرتبات العالية والوظائف المرموقة قد تكون من نصيب مُحبي السهر والاستيقاظ في وقت متأخر، ومن أشهر الأشخاص الذين يُعرفون بالنوم والاستيقاظ باكرا العالم توماس أديسون والشاعر أرنست همنغواي.
يقول البروفسور "جيم هورن" من جامعة "لوفبرا" تعقيباً على هذه الدراسة " يميل مُحبي السهر ليكونوا أكثر انفتاحا وإبداعاً وهم في العادة الشعراء والفنانون والمبتكرون في حين أن نظرائهم ممن يحبذون الصباح الباكر هم من البارعون في التحليل الاستنتاجي وكثيراً ما يعملون في الخدمة المدنية أو المحاسبة، كما أن الاختلافات في الشخصية أيضا واضحة للعيان فالأولى تميل للحياة الاجتماعية وتكوين علاقات وصداقات عديدة، وهم عادة يبرعون في حل لعبة الكلمات المتقاطعة، بينما تبرع الثانية في الأمور التي تتطلب إعمال المنطق.
ووجد الباحثون في إسبانيا أن ما يُقارب الـ 32% من مجموع الأشخاص الذين خضعوا لهذه الدراسة هم من مُحبي السهر وما يُقارب الربع هم من مُحبي الاستيقاظ الباكر وما تبقى هم من الذين لا يندرجون تحت تصنيف مُعين.
وبالرغم من أن هذه الدراسة هي لصالح مُحبي السهر وبالرغم من أن هؤلاء ينعمون بميزات نسعى دائما لامتلاكها إلاَ أن السعادة هي من نصيب نظرائهم من مُحبي الصباح وذلك حسب دراسة لـ Emotion Journal والتي تعزوا ذلك إلى ساعاتهم البيولوجية الأكثر تناغما وانسجاما مع إيقاع الحياة الذي نعيشه هذه الأيام.
المصادر: