الكيمياء والصيدلة > صيدلة
الانتباذ البطاني الرحمي والخصوبة، هل من علاج؟!
يُعتبر الإنتباذ البطاني الرحمي Endometriosis حالةً شائعةً تقريباً، تنتقل فيها الخلايا التي تنمو بشكل طبيعيّ في الرحم فقط إلى جوف البطن، حيث تشكل آفات lesions وكيسات cysts مسبّبة تندّب الأعضاء مثل المبيضين، قناتي فالوب، المثانة والمستقيم. كما تؤدي هذه الآفات إلى حدوث التهابٍ ونموٍّ عصبي ينتج عنه ألمٌ بطنيّ.
تسبب هذه الحالة العقم لدى حوالي 50% من النساء المصابات.و قد يخفّف استئصال الآفات والندب جراحياً الألم بشكل مؤقت، إلا أنها تعود لتنمو من جديد. ويتمثل الحل طويل الأمد بتقليل مستويات الأستروجين Oesrtogen عبر الجسم.
وبشكل مماثل لنسيج بطانة الرحم الصحيّ، تعتمد الآفات والكيسات في نموها واستمرارها بشكل كبير على الإستروجين. ولكن تقليل مستوياته عبر الجسم يسبب آثاراً جانبيةً مؤسفة، مثل أعراض انقطاع الطمث (الإياس) والعقم، فالنساء المصابات اللواتي يردن الإنجاب عليهن أولاً معالجة حالتهن ليحملن، لكن هذا العلاج الهرموني يجعلهن عقيمات، وقد تعود الخصوبة عند إيقافه إلَّا أنَّ الآفات ستعود أيضاً.
لكن قد يكون هناك حلٌ آخر، حيث اكتشف فريق من الباحثين من جامعة إلينوي، أن مستقبلات الأستروجين الموجودة في الآفات تختلف عن تلك الموجودة في النسيج الطبيعي للجهاز التناسلي. ولذلك، تمكن الفريق من تطوير دوائين يؤثران فقط على هذه المستقبلات.
عندما أُعطي الدواءان المسميان كلوروإيندازول Chloroindazole وسلفونات أوكسابيسكلوهيبتن Oxabicycloheptene Sulfonate، قلّلا من حجم آفات بطانة الرحم الموجودة وأوقفا نمو آفات جديدة. حيث يعتقد الفريق أنَّ الدوائين يعملان جزئياً بالتداخل مع مسارات الالتهاب. ومنعَ هذان المركبان تطوُّر أعصابٍ جديدة داخل الآفات وبالتالي قلّلا الألم. كما أنهما بشكل قطعي لم يُغيّرا من خصوبة القوارض التي أُجريت عليها التجارب، أو من صحة صغارها.
وكان للدوائين تأثيرٌ مشابهٌ على نسيج بطانة الرحم البشري المأخوذ من كيسات تم استئصالها من مرضى.
يأمل الباحثون وانطلاقاً من هذين الدوائين أن يتمكنوا يوماً ما من مساعدة الـ 10% من النساء في سن الإنجاب اللواتي يعانين من هذه الحالة والتي يمكنها التسبب بالعقم والألم المزمن، وتُكلّف الولايات المتحدة 20 مليار دولار سنوياً.
يقول العلماء أن البحث مشجعٌ جداً، فمن الجيد إيجاد دواء يجنب المرضى الجراحة، ويأملون أن يبرهن هذان المركبان على فائدتهما للنساء اللواتي يعانين من هذا المرض الشائع. لكن قد يكون علينا الانتظار لسنوات عدة قبل أن تبدأ التجارب على البشر.
المصدر : هنا