التهابات اللثة وسقوط الأسنان قد تُنبئُنا بأمراضٍ مستقبلية في القلب وجهاز الدوران

تعتبر الأمراض غير السارية كأمراض القلب و السكري من مسبباتِ الوفاةِ الرئيسيةِ حول العالم.

يوجد ارتباط وثيق بين التهاباتِ اللثةِ المزمنة - والتي قد تؤدي بسبب الإهمال إلى تساقطِ الاسنان - وأمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ والسكري وحتى الوفاة، وهذا ما توصلت إليه أحدث الدراسات، منها دراسةٌ مطولةٌ أُجرِيت في جامعة هلسنكي في فنلندا بالتعاون مع المعهد القومي للرعاية والصحة. أُجريتْ تلك الدراسةُ على 8446 فردٍ تتراوح أعمارهم بين الـ 25 والـ 75 عامًا، سُجِّلت فيها بياناتُ المتطوعين للدراسةِ وأُجرِيت لهم الفحوصاتُ السريريةُ بالإضافة إلى تسجيل عدد الاسنان المفقودة خلال 13 عاما، وسُجِّلت أيضا الوفيات وعواملُ الخطورةِ التقليدية كالتدخين وأُخذَت بعين الاعتبار أثناءَ إجراءِ الإحصاءِ التحليلي.

توصلت الدراسة إلى أن فقدانَ أكثرِ من خمسةِ أسنانِ يتعلق بزيادة الإصابة بأمراض الشرايين القلبيةِ والذبحاتِ القلبية بنسبة تفوقُ الـ 140%، كما أن فقدانَ أكثرِ من 9 أسنانٍ يزيدُ من مخاطرِ الإصابةِ بأمراض القلب والجهاز الوعائي بنسبة 51% ومرض السكري بنسبة 31% والوفاة بنسبة 37%. أما عديمو الأسنان فالخطورة لديهم تتراوح ما بين 40-68%.

اقترح رئيس البحث (جون ليجي ستراند) أن سقوطَ الأسنانِ يمكن أن يكون كاشفًا جيدًا للأطباء والعاملينَ في القطاع الطبي بشكل عام، وبالأخص عندما يتم تحديد عوامل الخطورة الخاصة بالأمراض المزمنة.

وفي دراسة مطولة أخرى نُشِرت حديثًا كانت قد أُجريَت في الولايات المتحدة بالتعاون مع كلية الطب في جامعة هارفارد على 39863 شخصٍ بأغلبيةٍ من نساءٍ بيضاواتِ البشرة، أعمار الذين تقدموا للدراسة تحت الـ 45 عاما و بلا أيةِ أمراضٍ قلبيةٍ أو وعائية، ومصابين بنسبٍ متفاوتةٍ من إصابات اللثة المتفشية الدائمة في الفم بنسبة 18% والعرضية بنسبة 7.3% و بدون أمراضٍ لثوية بنسبة 74.4% من المتقدمين، بالإضافة إلى تسجيل مستوياتِ نزفِ اللثة وعلى مدى 17 عامًا ونصف من المتابعة، خَلُصَت الدراسةُ إلى أنه وحتى تلك الأمراضُ التي تصيب اللثة بشكل عرضي قد تتنبأ بأن الشخص قد يطور الإصابة بأمراضٍ قلبية.

ومن الجدير بالذكر أنه في السويد في نيسان من العام الماضي قد أجرى مركز أوبسالا للأبحاث دراسة على فقدان الأسنان وأمراض اللثة وعلاقتها بأمراضٍ مزمنةٍ مثل الكوليسترولِ وأمراضِ القلب، حيث سجل 15828 متطوعًا من عدةِ مناطقَ وأعراقٍ في البحث وتم تسجيل عددِ أسنانهم من (صفر) إلى عدد مكتملٍ من الأسنان، وخضعوا لفحوصات طبية ومخبرية كما أجابوا على استبيانات خاصة بنمط حياتهم. لقد لوحظ في الدراسة أن قلةَ تساقطِ الأسنانِ مرتبطةٌ بانخفاضِ الكوليسترولِ الخبيث وسكرِ الدم وارتفاعِ ضغطِ الدمِ الإنقباضي وقلةِ احتمالِ الإصابةِ بالسكري وقلةِ احتمال كونِ المريضِ مدخناً - لكن مع زيادةٍ في متوسط مستوى التعليم وشرب الكحول وتوتر العمل -. في حين أن زيادةَ نزفِ اللثةِ مرتبطةٌ بزيادة مستوى الكوليتسرول الخبيث وارتفاعِ ضغط الدم الانقباضي وزيادةِ احتمالِ التدخين -مع ارتفاعٍ في مستوى التعليم وشرب الكحول وتوتر العمل أيضا-.

لقد جذبت العلاقة بين أمراض الفم و الصحة العامة الانتباهَ مؤخرًا بحسب منظمة الصحة العالمية، فقد أُقِرَّ منذ العام 2005 أن الاهتمام بالصحة الفموية له دور في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، وتساقطُ الأسنانِ قد يكون مؤشرًا على التهابات لثوية سواء عرضية أو متفشية ودائمة في الفم.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا