البيولوجيا والتطوّر > التطور
الوردة الزرقاء تنضم للكائنات المعدلة وراثياَ
أول وردة زرقاء في العالم
ظلت الطبيعة حتى العام 2004 مفتقدة للون الأزرق بين ورودها على الرغم من وجود حوالي 25000 نوع مختلف منها، لكن ألوانها بقيت محدودة بالأحمر و الأصفر و الأبيض و الوردي.
و نظراً لغياب هذا اللون في الطبيعة فقد أصبحت الورود الزرقاء في بعض الثقافات رمزاً للغموض والشوق لتحقيق المستحيل كما صورها الكثير من الشعراء في قصائدهم و أظهرها آخرون في أفلامهم و رسومهم المتحركة كرموز لأشياء صعبة المنال.
في الحقيقة إنّ الورود الزرقاء متوفرة عند الباعة منذ عدة سنوات , فقد كانوا يصبغون الورود البيضاء بطرق مختلفة باللون الأزرق ولكن وبعد مايقارب الثلاثة عشر عاماً من الأبحاث العلمية التعاونية بين شركتين أسترالية و أخرى يابانية أزيح الستار عن أول وردة زرقاء حقيقية في العالم , فقد توصل الباحثون لابتكار وردة معدلة تحتوي على الجين المسؤول عن إنتاج المادة الكيميائية الـ delphinidin و المسؤول بدوره عن اللون الأزرق.
واشتملت عملية التعديل هذه على ثلاث مراحل:
في البداية قام الباحثون باستنساخ الجين المسؤول عن إنتاج الصباغ الازرق الـ delphinidin من زهرة البينسه Pansy و إدخاله في وردة الـ كاردينال ذات اللون الأحمر.
ثم عملو على تقليل إنتاج باقي الألوان في الوردة عن طريق تثبيط بروتين يدعي dihydroflavonol 4-reductase (DFR) والذي يلعب دوراً هاماً في انتاج الألوان و ذلك باستخدام تقنية التداخل للحمض النووي الـ RNA (RNAi)
و أخيراً أضيفت نسخة معدلة من ذلك البروتين تستطيع السماح للون الأزرق بالظهور.
من الناحية النظرية , اذا سارت هذه العملية بشكل مثالي عندئذ سنحصل على وردة ذات لون أزرق صافي لكن عملياً لم يستطع العلماء تثبيط نشاط الـ DRF بالشكل المطلوب و بالتالي بقيت الوردة تنتج بعضاً من لونها الأصلي، إضافة إلى ذلك فقد وجد أن درجة حموضة بتلات زهرة البينسه التي استنسخ منها الجين المستخدم أقل من حموضة بتلات الزهرة المعدلة، وهذا أثر على جودة عمل الـ delphinidin ، وبالنتيجة ظهراللون الأزرق مشوباً بالأحمر وليس أزرق صافياً !!!
ومع أن الصحافة وصفتها على أنهاوردة زرقاء إلا أنها في الواقع ذات لون بنفسجي باهت أو أرجواني.
و الجدير بالذكر أن العرب كانو سباقين في هذه الفكرة ففي كتاب الفلاحة لابن العوام الشبلي والذي كتب في القرن الثاني عشر أشار ابن العوام إلى ورود ذات لون أزرق سماوي تم الحصول عليها بوضع صبغة زرقاء في لحاء جذور تلك الورود، و قد شرح هذه العملية بالتفصيل في كتابه، كما قام العالم الفرنسي جوريت بتأكيد هذه النتائج ولكنها لم تكن أيضا زرقاء صافية بل و بدقة اكبر ارجوانية اللون.
وقد تم طرح هذه الوردة للبيع في اليابان عام 2010 وبيع منها مايقارب ال10000 بسعر يتراوح بين الـ22 و الـ35 دولار للوردة الواحدة، وتهدف الشركة لفتح سوق عالمي للورود الزرقاء تقدر قيمته بثلاثين بليون ين ياباني.
Source : هنا