التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
الأيدز والميول الجنسي، هل هناك علاقة مباشرة؟
من المفيد أن نفهم أولاً الفرق بين مبدأين هامين في تحليل النتائج العلمية والبيانات لاستخلاص الحقائق منها، و هما مبدأ السببية والتوافق.
فعند دراستنا لظاهرة ما تبعاً للمنهج العلمي، فإن هذه الظاهرة ولتكن Y قد تكون متعلقة بعدة عوامل مختلفة وتتغير تبعاً لتلك العوامل.
السببية هي قولنا أن الظاهرة Y سببها العامل X. أي أن X في هذه الحالة هو السبب المباشر والواضح لحدوث Y.
و أما التوافق، فهو يعني وجود عوامل عديدة مساعدة أو مشاركة في حدوث الظاهرة Y بشكل غير مباشر أو غير واضح الآلية. أي Y مرتبط بعوامل عديدة منها A و B و C..
مثال على السببية المثبتة هو قولنا سبب سرطان الرئة المباشر هو حدوث طفرة للحمض الجيني DNA لخلايا الجسم في الرئتين.
و اما التوافق، فهو القول بأن سرطان الرئة مرتبط بعدة عوامل بيئية و جينية منها التدخين على سبيل المثال.
إذا ما عدنا إلى موضوعنا الرئيسي، فإن انتشار فيروس ال HIV سببه المباشر هو ببساطة انتقال أو اختلاط دم حامل الفيروس أو سوائله الجنسية مع شخص سليم من خلال أي نشاط يؤدي لتبادل الدم بينهما.
تشارك الإبر غير المعقمة، بتعاطي المخدرات على سبيل المثال، والأدوات الحادة كشفرات الحلاقة، والممارسات الجنسية غير الآمنة، كعدم استخدام وسائل الحماية الجنسية، وأهمها الواقي الذكري أو الأنثوي (يمكنكم قراءة تفاصيل أكثر عن الواقي من هنا ) وتعدد الشركاء الجنسيين في الوقت ذاته هي جميعها أمثلة عن الممارسات التي تضع الأشخاص في احتمال أكبر لانتقال العديد من العدوات والأمراض الجنسية منها أو غيرها، و في طليعتها مرض الإيدز (AIDS).
ملاحظة: ال AIDS هو المرحلة النهائية من الاصابة بال HIV، وبإمكانكم قراءة مقالنا المفصل عن فيروس عوز المناعة المكتسب من هنا
في حالة الأشخاص المثليين، و بالأخص الرجال المثليين، فإن عدة عوامل تضعهم في خطر الإصابة بفيروس الـ HIV، أهمها:
- طبيعة الممارسة الجنسية: إن طبيعة الممارسة الجنسية لدى الرجال المثليين هي عامل أساسي في تعرض الشريكين، فممارسة الجنس الشرجي دون استخدام الواقي يعد أكثر خطورة لانتقال الأمراض الجنسية من الجنس المهبلي. فالجنس المهبلي غير المحمي أقل خطراً بـ 18 مرة للإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسبة، وأحد أهم الأسباب هو غياب التزليق lubrication الطبيعي في الشرج، مما يسبب زيادة احتمال تبادل الدم من الأغشية المخاطية نتيجة الاحتكاك.
- الاضطهاد الاجتماعي: الذي يعاني منه المثليون بشكل واسع حتى في البلدان الغربية، والذي يترتب عليه محدودية الوصول للنظام الصحي والأدوية ووسائل الوقاية الجنسية والفحوصات الدورية التي ينعم بها مغايرو الجنس، و ذلك بسبب خوف المثليين من التنديد والتشجيب بهم من قبل العاملين في مجالات الصحة، والمجتمع المحيط على حد سواء.
- الترابط الاجتماعي القوي: في أوساط مجموعات المثليين بسبب طبيعتهم الاجتماعية كأقلية مهمشة في معظم المجتمعات، مما يعني ضيق الدائرة الاجتماعية العاطفية والجنسية المتاحة لهؤلاء، و بالتالي خطراً أكبر لنقل العدوى الجنسية بينهم إحصائياً.
- وهناك عوامل عديدة أخرى سنتناولها في إطار مقالات التوعية الجنسية في سلسلة عن الميول والخيارات الجنسية التي سننشرها قريباً.
لقراءة مقالنا عن كيفية الوقاية من الأمراض المنتقلة بالجنس من هنا
كما بإمكانكم البحث هنا عن مقالات الأمراض المنتقلة بالجنس بشكل تفصيلي من قسم التوعية الجنسية.
يمكنك أيضاً مشاهدة هذا الفيديو (باللغة الإنكليزية) عن السببية والتوافق هنا
المصادر: