رحلة بالداسار لأمين معلوف

تدور أحداث الرواية قبل عام 1666 وهو العام المدعو بعام الوحش، وسيخبرنا الكاتب سبب هذا وقت حصوله.

تنقسم الرواية إلى 4 كتب، كل كتاب يشير إلى حقبة معينة يعيشها بالداسار، تاجر التحف الجنوي الأصل، في مدينة معينة، باحثاً عن الكتاب الذي اشتراه من متجره موفد البلاط الفرنسي مارمونتيل، وهو كتاب الاسم المئة للمازندراني، والذي قد يحمل في طياته سراً من أسرار الحياة.

يخرج بالداسار من جبيل مدينته التي ترعرع فيها، مدفوعا بحماس ابن أخته من أجل البحث عن الكتاب المفقود والذي يشير إلى أحداث نهاية الزمان في عام 1666 ولكن تجري الأحداث بطريقة غير متوقعة، حيث تخرج معهم في الرحلة السيدة مارتا من جبيل باحثة عن صك من السلطان العثماني يعفيها من غياب زوجها غير المعروف لتصبح إمرأةً حرةً، ولكن بالداسار يقع في شباكها فتساهم هذه العلاقة في اللعب في مجرى الأحداث.

كعادته يسحرنا أمين معلوف بأجواء رواياته و ينقل لنا تفاصيل مدن وأناس من الشرق والغرب بمتعة وصفية لا متناهية، فهو ينتقل بنا في هذه الرواية من جبيل في لبنان إلى اسطنبول في تركيا ماراً بالعديد من مدن بلاد الشام، ثم إلى جنوة في إيطاليا و لندن في إنكلترا. ومع كل انتقال، يغرقنا في عالم ذاك المكان، فكأننا نعيشه مرة أخرى، ليخلق فيه أجواء عَبَقُها من الماضي. ينتقل بنا مع بطل روايته بين هذه المدن من أجل الحصول على كتاب ولكن ما هذا الكتاب الذي يسعى بالداسار امبرياكو للحصول عليه و يجوب القارات للحصول عليه؟

"يا صديقي، لن نفهم كيف يسير العالم إذا تخيَّلنا أن الناس يتصرفون دائما بتعقُّل. الخَرْق هو المبدأ الذكوري للتاريخ." لعل هذه الجملة تلخص فعلاً سير الأحداث هنا، إذ أن بالدسار سيغامر، وقد يجد هذا الكتاب وقد لا يجده، ولربما يكون الحظ حليفه في كثير من الأحيان، بينما يكون الشؤم شريكه في بعض الحالات الأخرى. ولكن ما يجعل الرواية تحفةً حقاً هو إبداع الكاتب في رواية التاريخ من وجهة نظره الخاصة، والتي لشدة روعة تفاصيلها تكاد تفوق الواقع جمالاً.

سردت الرواية بشكل يوميات يقوم بالداسار بتدوينها في نهاية النهار، ناقلاً لنا دائما شعوره في بداية التدوين، لينتقل بعدها إلى قصة اليوم. تمتاز الرواية بلغتها الجميلة وأوصافها الدقيقة وهو ما اعتاد معلوف على القيام به في رواياته ذات الطابع التاريخي، والتي كتب معلوف منها الكثير.

الرواية: رحلة بلدسار

اللغة الأصلية: الفرنسية

الكاتب: أمين معلوف

المترجم للعربية: روز مخلوف

عدد الصفحات: 453 صفحة

الطبعة الأولى: 2001

دار النشر: دارالفارابي

الرقم الدولي: 996190334X