علم النفس > القاعدة المعرفية
عشر دراسات في علم النفس للأهل!
إنّ أحد الأسباب التي تجعل من الابوّة أمراً صعباً هو أن كل شخصٍ يقدّم لك نصيحةً مختلفة و معظم هذه النصائح مجرد هراء .. في الحقيقة إنه لأمرٌ رائع أن نتجاوز كل ذلك و نخالف تلك الخرافات و التُرّهات و الميول العشوائية و ذلك بمعرفة عشر دراسات جديدة أُقيمت مؤخّراً ألا وهي:
1) الأزواج المنجبون أكثر سعادةً من غير المنجبين : وفقاً لبعض الدراسات في السنوات الأخيرة فإنّ متعة انجاب الأطفال تفوق الألم ، و أن الآباء الذين يمتلكون أطفالاً هم أكثر سعادةً من غيرهم و يكتسبون متعةً من خلال عنايتهم بأطفالهم أكثر من اكتسابهم لها من خلال قيامهم بالنشاطات الأخرى ، كما أنهم يستمدّون مستويات عالية من العواطف الايجابية من أطفالهم.
2) طفلك يستحقّ اهتمامك : توصّلت الأبحاث الى أن ممارسة التربية المتمركزة حول الطفل كانت أكثر جدوى و أكثر فائدة و أكثر متعة ؛ حيث وجدت دراسة تمّت من قبل " Ashton-James " أن الآباء الذين تربوا تربيةً ذكيةً كانوا أكثر سعادةً و استمدوا معنىً أفضل للحياة ، و لطالما كان أداء نشاطات العناية بالطفل مرتبطاً بمضمونٍ أعمق و مشاعرَ سلبيةٍ أقل ...
إن هذه المعطيات تشير الى أن الأناس الذين يقدّمون الرعاية والاهتمام للآخرين هم أكثر الناس شعوراً بالسعادة و النشوة لامتلاكهم تلك التجربة _ حسب رأي Ashton _ ومن هذا المنظور .. كل ماهو جيدٌ بالنسبة لأولادك جيدٌ لك أيضاً.
3) التحكّم بأطفالك قد يصيبهم بالاكتئاب : كما الكثير من الأشياء في الحياة ؛ هناك خيط دقيق يفصل ما بين رعاية الأطفال و “خنقهم”! خاصّةً عندما يبدأ الأطفال بالنمو .. قام " Schiffrin “ باستبيان آراء ( 297 ) طالباً جامعياً حول سلوك آبائهم و مشاعرهم اتجاههم و استشفَّ من ذلك الاستجواب بأن هنالك ارتباطٌ بين سيطرة الأبوين و المستويات العالية من الاكتئاب ، اضافةً الى المستويات المتدنية من الاستقلالية و الكفاءة ؛ حيث يجب على الآباء أن يتعلموا ملائمة أساليبهم التربوية مع تغيرات أبنائهم النمائية، و كيف يُكيِّفون نمطَ تربيتهم عندما يشعرون بأن أبناءهم بدؤوا بالابتعاد .
4) تجنّب الانضباط الحازم : إنّ حوالي 90 % من الآباء الأمريكيين اعترفوا باستخدامهم -لمرةً واحدة على الأقل - ألفاظاً قاسية مع اطفالهم مثل تحريف أسمائهم أو شتمهم .. و لكن انتبه و كن واعياً أثناء تعنيفك لأولادك المراهقين علاإبقائهم لى الطريق الصحيح لأن ذلك بإمكانه أن يفاقم المشكلة
- أُقيمت دراسةٌ ل ( 967 ) عائلة أمريكية عن استخدام مفردات الانضباط القاسية في عمر ( 13 ) سنة و تنبأت بسلوكيات أسوء للأطفال في السنة المقبلة .. و ذلك لن يساعد الآباء في بناء روابط متينة مع أولادهم ، و قد أوضحت دراسة المؤلف " Ming-Ti-Wang " مايلي:
" إن فكرة فرض الالتزام الصارم على الأطفال هي فكرة بدون نتيجة ، و الايمان بأن المراهق سيفسر لاحقا هذا النوع من معاملة أبويه بأنهم يحبونه هي فكرة مضللة أيضاً ؛ ذلك لأن حماسة الأبوين لن تعوض آثار الألفاظ القاسية و التي ستغدو مؤذيةً لهم في كل الأحوال.
5) تنظيم مواعيد النوم : تعدُّ مواعيد النوم المنتظمة أمراً ضرورياً حقاً لنمو أدمغة الأطفال ؛ حيث أُقيمت أبحاث جديدة تابعت ( 11 ) ألف طفلٍ و ذلك من عمر ( 3 ) سنوات و حتى عمر ( 7 ) سنوات لقياس تأثيرات ميعاد النوم على الوظيفة المعرفية لديهم ، تلك الأبحاث استنتجت ما يلي :
" مواعيد النوم الغير منتظمة في عمر ( 3 ) سنوات ارتبطت بنتائج متدنّية في كل من القراءة .. الرياضيات و الوعي المكاني و ذلك لدى الفتيان و الفتيات على حدٍّ سواء و التأكيد على أن تلك الفترة الزمنية من العمر حساسة جداً للتطور المعرفي لديهم "
إذاً .. بقدر ما جعلنا تلك المواعيد منتظمة بشكل أبكر بقدر ما حصلنا على أداء معرفي أفضل.
6) تشاركوا الأعمال المنزلية : إنّ التنشئة السعيدة للأطفال تصبح أسهل إذا كانت علاقة الأب و الأم هادئة و غير محتّدة و لسوء الحظ فإن إحدى النزاعات المتكررة بين الأزواج هي من أجل الأعمال المنزلية و ليس هناك من حيلةٍ لتحقيق الرضا الزوجي أفضل من القيام بتلك الأعمال سوّيةً ; عندما ينجز الزوجان الواجبات المنزلية في نفس الوقت _ بغض النظر عن طبيعة تلك الواجبات _ فكلاهما سيكونُ راضياً عن تقسيم العمل.
7) تحديد مشاهدة التلفاز للأطفال : توصي أكاديمية طب الأطفال الأمريكية بتنظيم زمن مشاهدة التلفاز للاطفال بحيث لايزيد عن ساعتين خلال اليوم و ذلك في عمر السنتين و لا يُسمَح لهم بمشاهدته قبل ذلك العمر و إليكم السبب :
قامت
دراسةٌ جديدةٌ بمتابعة حوالي ألفي طفل كندي منذ ولادتهم و توصلت الى أن مشاهدة التلفاز لساعات تفوق القدر المنصوح به في عمر السنتين و نصف ستعود عليهم بأداءٍ أسوء عندما يلتحقون برياض الأطفال لاحقاً ، و الأطفال الأكثر تجاوزاً لهذه المدّة هم الأدنى مستوى في القراءة .. الرياضيات .. و المهارات الحركية عندما يصبحون في عمر 5 سنوات.
8) تحسن التمارين الرياضية من الأداء المدرسي للطفل : إن تدريبَ الطفل و جعله يمارس التمارين الرياضية باستمرار هي طريقة رائعة لتعزيز و تقوية الطاقة العقلية لديه بالإضافة إلى الكثير من الفوائد الأخرى ; حيث توصلت دراسة جديدة الى أن التدريب المعتدل الشدة إلى النشيط في عمر( 11 ) سنة قد ارتبط بتزايد الأداء الأكاديمي في كل من اللغة الانكليزية و الرياضيات و العلوم ، و هذه المكاسب المحصودة من التدريب المستمر ستلاحظ بوضوح في الامتحانات المُقامة في عمر ( 16 ) سنة ومن المثير للإهتمام حقّاً أن نتائج الفتيات في العلوم جاء معظمها كنتيجةٍ للممارسة و التدريب الزائد.
9) مخاطر الأمومة الزائدة : العديدُ من النساء يجدن أن العناية بالأطفال أكثرُ إجهاداً من أي عمل آخر ، كما أن هناك خيوطاً دقيقة تفصل بين تربية الطفل و بين الضغط عليه و الاحساس بالذنب ... فكيف بإمكاننا الربط بين فكرة التعب في تربية الأطفال و بين نتائج الأبحاث التي أكدت بأن الأطفال يملؤون حياتك بالمتعة و المعنى ؟ و الجواب هو الاختلاف في مواقف الآباء و خصوصاً لكون اهتمام الأم المكثّف بتربية ابنها سيعود عليها بالضرر !!
في دراستهم السابقة ل ( 181 ) أم ، أولادهُنّ في عمر أصغر من ( 5 ) سنوات وجدوا أن الأمهات اللواتي أيّدن فكرة " أن الأطفال مقدسون و النساء هنَّ أفضل في التربية من الرجال " كُنَّ أكثر الأمهات المعرضات للإحباط و الشعور بعدم الإكتفاء والرضا في الحياة ..
إذاً .. ربٍّ أطفالكِ جيداً لكن لا تضحي بصحتك العقلية .
10) سبب اختلاف الأخوة و الأخوات : أي شخص لديه أكثر من ولد سيلاحظ شيئاً غريباً ألا و هو عدم التشابه بين شخصيات الأبناء اذا قد تجد تشابها اكثر بين اشخاص لا تربطهم اية قرابة عما تجده من تشابه بين الاخوة! ، في الحقيقة ؛ و وفقاً لدراسة " Plomin and Daniels “ بالرغم من ان 50 % من شيفراتهم الوراثية متطابقة و التفسير بأن ذلك لا يعتمد على الجينات فحسب بل على البيئة التي ينمو فيها الطفل ..
بعيداً عن البيئة المتشابهة فإن كل طفل لدي:
1- علاقة مختلفة مع آبائهم
2- علاقة مختلفة مع اخوتهم 3- أصدقاء و تجارب مختلفة في المدرسة
و نستنتج من كل ذلك بأن استراتيجيات الأبوين التي تنفع مع أحد الأخوة قد لا تنفع مع الآخر .. إنه تحدٍّ جديد لكونك أباً !
المصادر: