الكيمياء والصيدلة > مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة
مانعات التعرق " ما هي؟ وما أضرارها؟"
تحوي مانعاتُ التَّعَرُّقِ التي نستخدمها في حياتنا اليومية كلوروهيدرات الألمنيوم كمادةٍ فعّالة، أو مركبات الألمنيوم الأخرى في بعضِ الأحيان، إضافةً إلى موادٍ مُعطرةٍ مزيلةٍ للروائحِ لتخفي و تمنعَ ظهورَ رائحةَ العرقِ الكريهة. يُحضّر كلورهيدرات الألمنيوم صناعياً بتفاعلِ الألمنيوم (غالبا هيدروكسيد الألمنيوم) مع حمضِ كلور الماء، ويُستعملُ بنسبةِ 10-25% في المنتجاتِ المضادةِ للتعرق.
كيف تعمل؟
تتوضعُ الغددُ العَرَقيّةُ في الطبقاتِ العميقةِ في أَدَمةِ الجلد، وتُفرِزُ العَرَق الذي يخرجُ إلى سطحِ الجلدِ عن طريقِ الأقنيةِ العَرَقَيّة التي تنفتحُ خارجاً بمساماتٍ دقيقة. ويعملُ كلوروهيدرات الألمنيوم (أو مركباتُ الألمنيوم الأخرى التي قد تُستخدَمُ بدلاً عنه) كمضادٍ للتعرقِ عن طريقِ إغلاقِ تلك الأقنيةِ العَرَقيّةِ بشكلٍ مؤقتٍ مما يمنعُ عبورَ العَرَقِ إلى سطحِ الجلد. كيف يتم ذلك؟
تدخُلُ شوارِدُ الألمنيوم إلى خلايا البشرةِ المحيطةِ بتلك المسامات، ويدخُل معها الماء إلى داخلٍ الخلايا مسبباً تورُمِها ( انتفاخِها ) وبالتالي تضغطُ على الأقنيةِ العَرَقيّة مما يؤدي إلى انغلاقِها بشكلٍ مؤقت. وبالتالي يتوقفُ خروجُ العرقِ الى سطحِ الجلد.
يمكنُ لكلِ خليةٍ أن تحتوي مقداراً محدداً من الماء. عندما يصبحُ تركيزُ الماءِ داخلَ الخلايا أكبرَ من تركيزهِ خارجها فإنه يبدأُ بالخروجِ منها مجدداً و يزولُ تورمُ ( انتفاخُ ) الخلايا. لذا مانعاتُ التَّعَرُّق ذاتُ تأثيرٍ مؤقت.
هل يوجدُ علاقةٌ بين مانعاتِ التَّعَرُّقِ وسرطانِ الثدي؟
إذا بحثتَ عن مركبِ كلوروهيدرات الألمنيوم في أيِ محركِ بحث، ستجدُ العديدَ من النتائجِ التي تربِطُ بينه و بين الإصابةِ بسرطانِ الثدي، وبالتالي يتحَتَمُ علينا أخذُ الحذر و تَجَنُبِ استخدامه والاستعاضةِ عنه بمركباتٍ طبيعيةِ المنشأ. ولكن في الحقيقةِ أغلبُ تلك النتائجُ تعودُ إلى دراساتٍ غيرِ مؤكدةٍ ولا يوجدُ رابطٌ واضحٌ بين مركباتِ الألمنيوم و سرطانَ الثدي. سنذكُرُ بعضَ هذه الدراسات:
- تعتمدُ إحدى هذه الدراساتُ على قياسِ مستوياتِ الألمنيوم في الثدي عند 17 شخصاً من مرضى سرطانِ الثدي. وجدتِ الدراسةُ ارتفاعاً واضحاً في تراكيزِ شواردِ الألمنيوم في خلايا الثدي القريبةِ من البشرة. ولكن لم تشملْ الدراسةُ مقارنةَ تركيزِ شواردِ الألمنيوم في الثدي مع تراكيزهِ في أنسجةِ الجسمِ الأخرى. ولم تشملْ حتى المقارنةُ مع تراكيزهِ في نُسُجِ الثدي عند غيرِ المصابين بسرطانِ الثدي، ولا توجدْ مقارنةٌ مع الحدِ المسموحِ بهِ من شواردِ الألمنيوم في الجسم .
- أشارت دراسةٌ أخرى إلى أن سرطانَ الثدي يصيبُ الجزءَ العلويَ الخارجيَ من الثدي في المنطقةِ القريبةِ من الإبط، وهو المكانُ الذي تُطَبَّقُ فيه مانعاتُ التَّعَرُّق. تمتصُّ الموادُ الكيميائيةُ الموجودةُ في مانعاتِ التَّعَرُّقِ ومن ضمنٍها الألمنيوم إلى داخلِ البشرة وخاصةً أثناءَ الحلاقة، وتزعَمُ هذه الدراسةُ أن هذه المركبات قد تتداخلُ مع الـ DNA مؤديةً إلى تبدُلاتٍ سرطانيةٍ في الخلايا، أو قد تتداخلُ في عملِ الأستروجين الذي يؤثرُ بدوره على نموِ الخلايا السرطانيةِ في الثدي. وعلى اعتبارِ أن امرأةً من أصلِ 8 نساء تصابُ بسرطانِ الثدي في إحدى مراحلِ حياتها فإن هذه المزاعِمَ قد تكونُ جدية . لكن هذه الدراساتُ مازالت غيرُ كاملة، فبالرغمِ من حقيقةِ وجودِ بعضِ المركباتِ الكيميائيةِ الداخلةِ في تركيبِ مانعاتِ التَّعَرُّقِ في نسيجِ الثدي إلا أن هذه الدراساتُ لم تُثبتْ علاقتَها بالإصابةِ بسرطانِ الثدي.
- حددتْ دراسة ٌأخرى تركيزَ الألمنيوم المُمتصَ من المستحضراتِ المضادةِ للتعرقِ المُطَبَّقةِ على البشرة. ووجدت أن الجلدَ يمتص فقط 0.012% من الألمنيومِ الموجودِ في مانعاتِ التَّعَرُّق. وجِسمُنا يمتصُّ كمياتٍ أكبرَ من الألمنيوم من خلالِ الطعامِ المتناولِ خلالَ نفسِ الفترةِ الزمنية.
بالنتيجة: لا يوجدْ أيُ دليلٍ أو إثباتٍ علميٍ يربُطُ بين المستحضراتِ المضادةِ للتعرق و سرطانِ الثدي، ولا يوجد حتى دليلٌ على علاقةِ تركيزِ شواردِ الألمنيوم في الأنسجة و بين الإصابةِ بالسرطان .
يفضَّل قبلَ إجراءِ أيةِ صورٍ شعاعيةٍ للثدي عدم استخدامِ مانعاتِ التَّعَرُّق لأن الألمنيوم سوف يظهرُ في الصورِ و يعطي نتائج َإيجابيةً كاذبة.
هل لها علاقةٌ بأمراض أخرى؟
هناك بعضُ الدراساتِ التي تقترحُ وجودَ علاقةٍ بين مانعاتِ التَّعَرُّق والزهايمر وبعض أمراض الكلية. ولكن من غيرِ الواضحِ كيف يمكن أن يُمتصَ الألمنيوم في مانعاتِ التَّعَرُّقٍ ليسببَ مثلَ هذه الأمراض. ونتائج هذه الدراساتِ غيرُ واضحةٍ وغيرُ مؤكدة . لذا لا داعي للقلق.
المصادر: هنا