الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
تلوث البروبيوتيك بالغلوتين!
تحدثنا في مقالات سابقة عن الداء الزلاقي وحميته (المقال: هنا ، الحمية: هنا)، عندما يتناول مريض الداء الزلاقي celiac disease الأغذية الحاوية على الغلوتين (وهو بروتين موجود في القمح والشعير)، فإن الجهاز المناعي في الجسم يهاجم الزغابات المعوية المنتشرة في الأمعاء الدقيقة ويخربها، مما يؤدي إلى معاناة الشخص من سوء امتصاص المواد الغذائية. و العلاج الوحيد في الوقت الحالي هو اتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين، كما يلجأ بعض الأشخاص في الوقت الحالي إلى استعمال المكملات الغذائية الحاوية على البروبيوتيك لاعتقادهم بأنها تخفف من شدة الأعراض. هذا و يعتبر الداء الزلاقي من الأمراض صعبة التشخيص حيث يعاني بعض الأشخاص من الإسهال والآلام البطنية والنفخة في حين يعاني البعض الآخر من التعب وفقدان الوزن.
وفقاً للدكتورة Samantha Nazarethاختصاصية أمراض المعدة والأمعاء في المركز الطبي في جامعة كولومبيا في نيويورك (CUMC) وزملائها، فإن الأبحاث السابقة وجدت بأن أعراض الداء الزلاقي قد تكون أشد عند المرضى الذين يتناولون البروبيوتيك، لذلك حاول الباحثون التحري عن تلوث هذه المنتجات بالغلوتين.
قام فريق من الباحثين باستخدام إحدى تقنيات الكشف الحساسة وهي الكروماتوغرافيا السائلة المرتبطة بطيف الكتلة liquid-chromatography-mass spectrometry. حيث طبقت هذه الطريقة لاختبار 22 نوع من البروبيوتيك المنتشر في الأسواق، وبينت النتائج أن 12 نوعاً من هذه المنتجات (أي بمعدل 55%) تحتوي على كميات قليلة جداً من الغلوتين يمكن اعتبارها كميات مهملة لدرجة أن منظمة الغذاء والدواء FDA تسمح باعتبار هذه المنتجات خالية من الغلوتين.
إلا أن النتائج بينت أيضاً احتواء نوعان من منتجات البروبيوتيك على كميات كبيرة من الغلوتين على الرغم من أنها كانت معنونة "خالية من الغلوتين". يرى الدكتور Peter Green (أستاذ في الطب ومدير مركز الداء الزلاقي في CUMC) أن هذه النتائج مثيرة للقلق لمرضى الداء الزلاقي وأنه يجب متابعة المنتجات التي كُتب عليها أنها خالية من الغلوتين بدقة.
كما يؤكد الباحث المشارك في الدراسة الدكتور Benjamin Lebwohl (أستاذ مساعد في الطب وعلم الأوبئة في مركز الداء الزلاقي) أنه من غير الواضح ما إذا كانت كمية الغلوتين الموجودة في منتجات البروبيوتيك كافية لتلحق الضرر عند مرضى الداء الزلاقي، فمن المعروف أن أعراض الداء الزلاقي لا تتطور إلا عند استهلاك أكثر من 10 ملغ من الغلوتين يومياً، ومن غير المرجح أن منتجات البروبيوتيك الملوثة يمكن أن تؤدي الى ظهور الأعراض إلا عند تناول المرضى لجرعات كبيرة.
المصدر:
المقال الأصلي: