المعلوماتية > عام
كيف تتبعك الإعلانات على أجهزتك الإلكترونية؟
يتزايد استخدام شركات الإعلان للتكنولوجيا لاستهداف المستخدمين عبر أجهزتهم المختلفة، وقد نجحت الشركات العاملة في هذا المجال خلال السنة الماضية بتكثيف وتكرار عملية الإعلان التي تستهدف الشخص نفسَه من خلال كومبيوتر العمل والهاتف المحمول والجهاز اللوحي بشكل كبير.
تقول Drawbridge، وهي إحدى الشركات المختصة في مطابقة المستخدمين عبر مختلف الأجهزة التي يستخدمونها، أنها قامت بربط 1.2 مليار مستخدم عبر 3.6 مليار جهاز حول العالم في عام 2015، وذلك بزيادة قدرها 1.5 مليار جهاز عن السنة السابقة.
إحدى الطرق المستخدمة من قِبل الشركات المختصة في عملية مطابقة الأجهزة هي إرسال ملفات الـCookies إلى مختلف الأجهزة الموجودة في منطقة جغرافية واحدة، إذ تستطيعُ كل شركة الوصول إلى الـcookies التي أرسلتها.
تبدأ ملفات الـCookies بكشف أنماط السلوك على هذه الأجهزة عن طريق مراقبة المواقع التي يزورها المستخدم واهتماماته، وتقوم بتخزين هذه المعلومات. تستطيع الشركات التي زرعت هذه الملفات أن تسترجع منها المعلومات ومن ثم تقوم بمعالجتها والربط بين الأجهزة التي تم زرع هذه الملفات ضمنها (أي أن هذه الأجهزة تتبع لمستخدم واحد)، وتخزن المعلومات لاستخدامها فيما بعد.
على سبيل المثال، إذا كان هناك جهاز محمول وجهاز لوحي يدخلان إلى عنوان الـIP نفسه، قد يكون هذا دليلاً على أنهما للشخص نفسِه. كذلك البحث عن منتج واحد من عدة أجهزة قد يكون دليلاً آخ، فقد تبحث عن نوع معين من السيارات بواسطة هاتفك ومن ثم تستخدم الحاسب المحمول للوصول إلى المعلومات نفسها. كما أنّ تطابق الموقعِ الجغرافي لعملية البحث خلال زمن قصير -بالإضافة إلى معلومات أخرى- قد يشير إلى أن المستخدم لهذه المجموعة من الأجهزة هو شخص واحد.
يجب الانتباه الى أن هذه الطريقة هي لمطابقة الأجهزة فقط وتختلف عن الاستهداف الإعلاني الذي يتم باستخدام أنواع أخرى من الـCookies، فنحن كمستخدمين نقوم بالتنقل بين صفحات الإنترنت غير مدركين لوجود الـCookies الخاصة بالتتبع، والتي يتم زرعها في أجهزتنا من خلال هذه الصفحات. على سبيل المثال، نقوم بتصفح المواقع الخاصة بتنظيم حفلات الزفاف لنتفاجأ بعد قليل بظهور إعلانات لخواتم الزفاف على صفحات عشوائية نقوم بزيارتها. عندما تقوم بزيارة أحد المواقع تقوم بتحميل Cookie في جهازك، وعندما تقوم بزيارة موقع آخر يحوي على مساحة إعلانية، حتى لو كان موقع لا علاقة له بالسلعة، فإن الصفحة ستتعرف على الـ Cookie الخاصة بالتتبع وستقوم بعرض الإعلان لك.
تقول هذه الشركات أنها قد زادت بشكل حاد دقة المطابقة الاحتمالية في الستة أشهر الماضية تقريباً، حيث تقول دراسة لشركة «نيلسن» حول بيانات Drawbridge، والتي صدرت في شهر نيسان/أبريل من عام 2015، أن نسبة الدقة في الربط بين جهازين أو أكثر قد بلغت 97.3 %. يمكنكم الاطلاع على الدراسة من هنا. هنا
أما بالنسبة لموقع Tapad فقد بينت دراسة لشركة «نيلسن» أيضاً بأن الدقة بلغت 91.2%. يمكنكم الاطلاع على الدراسة من هنا. هنا
تقوم هذه الشركات وشركات مشهورة أخرى مثل «غوغل» و«فيس بوك» ببيع هذه المعلومات فيما بينها وللشركات التسويقية المهتمة.
ستندهش من عدد الشركات التي تقوم بعملية جمع البيانات! لمعرفة هذه الشركات، ما عليك سوى زيارة هذا الموقع هنا واتباع التعليمات لتحصل على الموقع الذي غالباً ما تزوره ممثلاً بنقطة رمادية، والمواقع التي تجمع معلوماتٍ عنك من خلاله باللون الأحمر، لتحصل في النهاية على شبكة كبيرة من المواقع التي تراقبك. كما بإمكانك تثبيت أداة من هذا الموقع إلى متصفح Firefox للحصول على معلومات أكثر بخصوص المتتبعين لك.
هناك موجة أخرى تغذي النمو السريع لمنصة الإعلان عبر الإنترنت وهي زيادة استخدام الأجهزة المحمولة. ففي الشهر الماضي أعلنت «غوغل» أن أكثر من نصف عمليات البحث التي يقوم بها المستخدمون على الإنترنت في الولايات المتحدة واليابان وثمان دول أخرى تتم باستخدام الأجهزة المحمولة. ووفق تقارير من شركة «سيسكو» هنا ، فإن حركة الاتصالات النقالة قد ارتفعت في الولايات المتحدة بنسبة 63% في عام 2014 فقط.
يقوم العديد من الزبائن بالبحث عن السلع باستخدام الهاتف المحمول، ولكن الشراء يتم باستخدام الأجهزة ذات الشاشات الكبيرة مثل الحواسيب، حيث يسمح ذلك بمعاينة أفضل للسلعة، مما يعطي المعلنين حافزاً أكبر لتتبع الزبائن على مختلف أصناف الأجهزة. كما تقوم وكالات الإعلان بصياغة نهج أكثر ترابطاً للتسويق من خلال استخدام الفيديو والإعلانات المعروضة وغيرها.
على سبيل المثال، قامت وكالة Turn بحملة دعائية لشركة تأمين السيارات، بدأت بفيديو إعلاني على إحدى المنصات، ومن ثم تم الانتقال إلى الإعلانات المعروضة على الأجهزة الأخرى. كانت النتائج واعدة جداً. كما قامت Drawbridge بحملة دعائية للأحذية النسائية في فصل الشتاء لمتاجر الأزياء الكبرى وحققت استجابة أكثر بثلاث مرات من الإعلان التقليدي عن طريق الإنترنت.
يمكن للأشخاص الذين يفضلون ألّا يتم تعقبهم اتخاذُ بعض الإجراءات المضادة، وبشكل خاص ضد ما يسمى بالتعقب الحتمي، حيث أن عملية تسجيل الدخول إلى مواقع مثل الـ«فيس بوك» و«غوغل» أو التطبيقات التي تستخدم هذه الحسابات مثل الكثير من الألعاب تؤكد ملكية الشخص لجهاز ما، لذا بالإمكان التوقف عن تسجيل الدخول إلى هذه الحسابات، واستخدام عناوين مختلفة للبريد الإلكتروني على أجهزتك كي تقوم بالتشويش على المسوقين.
كما يمكن التخلص من ما يسمى بـ«التتبع عبر الإنترنت» أيضاً باستخدام برامج معينة مثل برنامج AdChoices (هنا أو اسخدام برامج إخفاء مثل برنامج Blur (هنا).
يؤكد المعلنون أنهم يقومون بمطابقة أجهزة المشترين عبر المنصات المصممة دون جمع أسمائهم أو بياناتهم الشخصية.
حيث يقول «رولان كوتسولينو»، وهو الرئيس التنفيذي التقني في MediaMath وهي شركة إعلانات رقمية: " يفزع الناس من عمليات الاستهداف، ويعتقدون أن أحدهم يقوم بمراقبتهم. لا أحد يراقب أحد، فالأجهزة لديها أرقاماً فقط". ويتابع قوله "أنا لا أعرف من أنت، ولا أعرف أيّة معلومات شخصية عنك. كل ما أعرفه أن هذه الأجهزة يتحكم بها الشخص نفسه". ويؤكد هذا الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة Drawbridge أن عملهم لا ينتهك خصوصية المستخدم، وأن الشركة لا تصل إلى أي معلومات خاصة، بل أن التقنيات تعتمد على المكان والزمان والسلوكية في الأجهزة مثل المواقع التي يزورها المستخدم باستخدام جهازٍ ما ومواعيد الزيارة ومكان اتصال الجهاز بالإنترنت، وهذه التقنية تصعب من مهمة المطابقة ولكن تحافظ على خصوصية المستخدمين.
أمّا بالنسبة إلى الإعلان عبر مواقع التواصل الإجتماعي فالموضوع مختلف، حيث يستهدف الإعلان حساب شخص معيّن بالتالي لا يهم الجهاز الذي يقوم باستخدامه.
----------------------------
المصادر:
------------------------------