علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
التفاعل على الفيسبوك و السمات الشخصية
اكتشف الباحثون على مدى السنوات القليلة الماضية، أن طريقة اختيار الناس لتقديم أنفسهم على موقع الفيس بوك تكشُف الكثير عن شخصيتهم، وتقديرهم لذاتهم فمراقبة نشاطك على مواقع التواصل الاجتماعي قد يُعطي فكرة عن شخصيتك، وعن نظرة الآخرين إليك. قد تعتقد أنك تُقدم نفسك بصورة مُعينة، لكن قد يرى الناس هذه الصورة بطريقة مُختلفة تماماً.
1- عدد الأصدقاء الكبير على الفيس بوك قد يُشير إلى تقدير متدني للذات: فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2012 في مجلة 'Computers in Human Behavior'، أن الأشخاص ذوي التقدير المتدني للذات ممن يشعرون بالقلق حول تصور الناس لهم، هم من يكون لديهم أكبر عدد من الأصدقاء على الفيس بوك. وقد خلُص الباحثون إلى أن الخجولين يُعوضون عن تقديرهم المتدني لذاتهم من خلال إظهار شعبيتهم عبر الفيس بوك.
2- المُنفتحون يُحدِثون حالاتهم أكثر من الانطوائيين: كما هو الحال في الحياة الواقعية، فالمُنفتحون -أي الأشخاص الاجتماعيين- يُحدِثون حالاتهم ويتفاعلون بشكل أكبر على الفيس بوك. فقد وجدت دراسة جرت عام 2012 بعنوان "سمات الشخصية و تقديم الذات على الفيس بوك" أن المُنفتحين يضغطون زر الإعجاب في كثير من الأحيان، يُحمِلون الكثير من الصور، و يُحدِثون حالاتهم أكثر من الانطوائيين.
3- النزيهون يُنظِمون صورهم بعناية: إن الأشخاص النزيهين، مُنضبطين ذاتياً، يعملُون بجد، ويقضُون وقتاً أقل في تصفح الفيس بوك.
وقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2014 في مجلة 'Computers in Human Behavior'، أنه عندما يستخدم النزيهون الفيس بوك، يستخدمونه بطريقة مُنظمة جداً. فقد يُنشؤن مجلدات أنيقة عند مشاركة الصور مع الأصدقاء والأُسرة بطريقة منهجية ومُريحة.
4- المُنفتحون يملؤون بروفايلاتهم الشخصية غالباً: فقد وجدت دراسة جرت عام 2010 تحت اسم "استخدام الشبكات الاجتماعية و الشخصية" أن المُنفتحين، و الذين يُصفون بالفنانين و المبدعين يستخدمون معظم ميزات الفيس بوك، وهم الأكثر احتمالاً لاستكمال أقسام المعلومات الشخصية. كما أنهم يميلون لنشر بوستات على الحائط عند التواصل مع أشخاص محددين.
5- النرجسيون يكشفون عن معلومات شخصية تحتوي على ترويج لذاتهم: النرجسيون هم الأشخاص الذين لديهم تضخم في فهمهم لنفسهم، وشعور قوي بالتفوق والتفرد، وهم يسعون بشكل أساسي إلى كسب اهتمام الناس وقبولهم عبر الفيس بوك. فقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2014 بمجلة 'Computers in Human Behavior'، أن النرجسيين يكتبون حالات عن أنفسهم بشكل متكرر، في محاولة منهم لحصد الاعجابات والتعليقات التي تغذي إيمانهم بأهمية أنفسهم.
6- تغلب الصور على منشورات العُصابيين: فقد وجدت دراسة جرت عام 2014، بعنوان "تحليل الشخصية من خلال صور الفيس بوك ونشاطات متعلقة بالصور" أن العُصابيين – أولئك الأكثر عرضة للإجهاد والقلق – يسعون للقبول الاجتماعي عبر نشر الصور، إذ أن العُصابيين يُناضلون للتواصل مع الناس واكتساب المهارات الاجتماعية.
كما يرى الباحثون أنهم يستخدمون الصور على الفيس بوك كوسيلة للتعبير عن أنفسهم، ذلك أن الصور أقل إثارة للجدل من التعليقات التي قد تؤدي إلى الكثير من القلق وهم ينتظرون ردود أفعال الناس.
يميل العُصابيون لأن يكون لديهم القدر الأكبر من الصور في الألبوم. ويعتقد الباحثون أن ذلك ينبُع من رغبتهم في أن يُقدموا أنفسهم بصورة إيجابية، وقد يستخدمون الصور ليظهروا بشكل أكثر سعادة، وليُظهِروا أنهم قادرين على مواكبة أصدقائهم. قد يتغير سلوك العُصابي مع الوقت، إذ أنه من المُحتمل أن يُقلِد سلوك أصدقائه على الفيس بوك في محاولة منه لكسب القبول وتقليل شعوره بالوحدة.
7- اللُطفاء يتم الاشارة إليهم غالباً في صور الناس: فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2012 بعنوان "الشخصية وأنماط استخدم الفيس بوك" أنه كُلما كان الشخص يتصف بكونه ألطف و أكثر تواضعاً، فإنه سيتم الاشارة إليه بشكل أكبر في صور نُشرت من قبل أشخاص آخرين، وذلك لأن اللُطفاء يميلون للتصرف بطريقة دافئة وودية وغير منافسة.
على الرغم من اعتقادنا أننا نُخفي نقاط ضعفنا ونصور أنفسنا بصورة محبوبة، إلا أن سلوكنا على وسائل التواصل الاجتماعية يكشف لنا أكثر مما قد نعتقده، فليس فقط ما ننشره على الفيس بوك يكشف معلومات عن شخصيتنا، لكن أيضاً ما لا ننشره قد يُعبِرعنا بشكل كبير، إذا من المحتمل أن تلعب بروفايلاتنا الشخصية دوراً أساسياً في كيفية ترويج المُسوقين لمنتجاتهم، كما قد تُساعد الشركات على اختيار موظفيها في المستقبل.
المصادر:
الدراسات: