البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي
إنسان نياندرتال استخدم عيدان الأسنان للتخلّص من آلام التهاب اللثّة
كلنا منعرف أنه من الطرق الحديثة لتنظيف الفم و الأسنان هو استعمال الفرشاة و الخيوط السنّية بشكل منتظم .. لكن ما حدا فينا بينكر أنه بفترة من الفترات كنا نستعمل عيدان خشبية أو بلاستيكية لتنظيف الأماكن بين السنية... بس بدراسة حديثة من إسبانيا، تم العثور على بقايا عظم وجه وبالخصوص فك علوي للإنسان القديم (Neanderthal)، والملاحظ أنه أيضاً استعمل عيدان بنفس الأسلوب لتنظيف أسنانه وذلك بحسب مقالنا التالي:
"من المعروف أنّ أعواد الأسنان التي تستعمل لإزالة بقايا الطعام العالق بين الأسنان تساهم عموماً بصحة ونظافة الفم بشكل جيد. وقد وُثّق استعمال هذه العيدان من قبل جنس الإنسان Homo، منذ أيام نوع الإنسان الماهر Homo habilis الذي عاش قبل 1.6 إلى 1.9 مليون سنة.
أظهر بحث جديد، يعتمد على مستحاثّة إنسان نياندرتال (وهو إنسان بدائي) في منطقة Cova Forada، أنّ ذلك السّلَف البشري hominid قد استعمل العيدان أيضاً للتغلّب على الألم الناتج عن أمراض الفم، مثل التهابات اللثّة (أمراض دواعم السنّ Priodontal diseases). تعتبر هذه أقدم حالة موثّقة للمعالجة الملطّفة لأمراض الأسنان.
نُشِر البحث في إسبانيا، وأظهر أنّ البقايا المستحاثّية (بقايا الإنسان التي اكتشفت) تتميّز بوجود صفة مساميّة في الفك العُلوي، مما يشير إلى وجود مرض دواعم السنّ، كما لوحظ فقدان للعظم السنْخي (العظم الذي تنغرز فيه الأسنان) مع إنخفاض بكتلة العظم حوالي 4 - 8 ملم، كاشفاً بذلك جذور الأسنان، عادةً ضمن الأسناخ. ووفقاً لأحد الباحثين فقد حاول هذا الشخص تخفيف انزعاجه الذي سبّبه مرض اللثة (مرض دواعم السنّ)، الذي غالبا ما يؤدّي إلى لثّة ملتهبة ونازفة، وتمكّن بالاستعمال المنتظم لأعواد الأسنان من تخفيف التهاب اللثة.
إنّ الأمثلة كثيرة عن استخدام البشر البدائيين لهذه العيدان، وظهور الأثلام أو الأخاديد التي تدل على استعمالها، وهي ليست بالضرورة مرتبطة بمرض سنّي. ولكن في الحالة محلّ الدراسة لم يكن استخدام العيدان فقط من أجل النظافة الفموية، بل أيضاً بهدف تخفيف الألم المرتبط بالأمراض اللثّة والأسنان؛ الأمر الذي يجعل ذلك الاكتشاف مميّزاً و فريداً من نوعه.
يسترسل أحد الباحثين بشرحه بأنّه لدينا الآن مثال عن العلاجات الملطّفة والمخفّفة لألم الأسنان بواسطة العيدان الفموية، والتي تعتبر الأقدم الموثّقة عبر التاريخ. ومنه تدل هذه الدراسة على مدى التكيّفات الواسعة التي تبنّاها الإنسان القديم البدائي مع بيئته ذات المصادر المتنوّعة، حتى في مجال ندعوه اليوم بطب المعالجة الملطِّفة palliative medicine".