الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
ارتفاع الكوليسترول والشحوم الثلاثية يمكن أن تمنع فيتامين E عن أنسجة الجسم
استمراراً للجدل القائم حول الكمية الكافية من فيتامين E اتجهت بعض الدراسات إلى البحث في امتصاصية هذا الفيتامين ومدى كفاءة أنسجة الجسم في الحصول على حاجتها منه أثناء تواجده في الدم. وفي هذا السياق نشرت المجلة الأمريكية للتغذية السريرية American Journal of Clinical Nutrition نتائج دراسة تقول بأن المستويات العالية للشحوم في الدم مثل الكوليسترول والشحوم الثلاثية يمكن أن تمنع هذا المكون الهام من الوصول إلى الأنسجة التي تحتاجه.
وأكدت هذه الدراسة أن قياس مستويات هذا الفيتامين في الدم بالطرق التقليدية المعتادة ليس كافياً لإعطاء صورة صحيحة حول كفايته وتلبية احتياج الشخص منه أم لا.
وتعتبر نتائج هذه الدراسة هامة كون أكثر من 90% من الأشخاص الذين لا يتناولون المكملات الغذائية يعانون من نقص فيتامين E في حميتهم المتبعة. ويعتبر هذا الفيتامين واحداً من مضادات الأكسدة القوية الذوابة في الدهون، حيث يلعب دوراً هاماً في بعض الوظائف العصبية وفي تنظيف الجسم من الجذور الحرة، إضافة إلى دوره في الأعضاء المختلفة في الجسم. ويبلغ الاحتياج اليومي منه 15 ملغ، علماً أن بعض الخبراء كانوا قد اقترحوا تخفيض مستوياته الموصى بها إلا أنها بقيت على ما هي عليه نتيجة لما تبيّن لاحقاً من مشاكل في الامتصاص.
أما عن نتائج البحث المنشور فقد كانت مثيرة للقلق بشكل خاص لدى من يعانون من البدانة المفرطة أو متلازمة الاستقلاب Metabolic syndrome، حيث يتعرض هؤلاء بشكل خاص لانخفاض امتصاصية هذا الفيتامين نتيجة ارتفاع مستوى الشحوم في الدم، علماً أن جميع أنسجة جسمهم تتطلب وجود هذا الفيتامين الضروري بسبب تعرضها للالتهابات الناتجة عن الهجمات التأكسدية، مما يزيد من حاجتهم لفيتامين E الذي يزيل الجذور الحرة المؤكسدة. ولكن، وبسبب ارتفاع مستوى الدهون في الدم، فإن هذا الفيتامين يبقى عالقاً في الدورة الدموية ويدور فيها بدلاً من الوصول إلى الأنسجة.
أُجري البحث على 41 رجلاً وامرأة من البالغين الصغار والكبار في السن، والذين حصلوا على فيتامين E من تناول الكرنب الموسوم وسماً نظيرياً Deuterium-labeled collard greens والذي يساعد في تتبع حركة المواد الغذائية في الجسم. لم تُظهر النتائج تأثيراً كبيراً للسن أو الجنس على امتصاص الفيتامين، ولكنها أظهرت تأثيراً واضحاً لمستوى الدهون في الدم على فترة بقائه في المصل، علماً أن ارتفاع الشحوم في الدم يلاحظ بشكل خاص لدى كبار السن أو من يعانون من البدانة.
وقد كانت الطريقة الجديدة المتبّعة في القياس شديدة الدقة في تتبع الفيتامين وقياسه، ووُجد بنتيجتها أن 24% منه فقط تم امتصاصها من قبل الأنسجة مقارنةً بـ81% بطريقة النظائر المشعّة المستخدمة قديماً، أي أن الكمية الفعلية التي وصلت إلى أنسجة الجسم كانت تقل عن الثلث.
تجدر الإشارة إلى أن فيتامين E المتبقي في الدم لا يضيع بشكل كامل، بل يمكنه أن يساعد في حماية نوعي الكوليسترول LDL وHDL من الأكسدة وهو أمرٌ جيد، إلا أنه لا يعوّض خطر نقصه في الأنسجة.
وفي الختام، لا بد من التنويه إلى إمكانية الحصول على فيتامين E من زيوت الطعام وبعض الخضروات. ويوضح الجدول التالي محتوى بعض الأغذية من هذا الفيتامين:
المصادر: