العمارة والتشييد > التصميم المعماري
أرابيسك ... 200 مليون سطح ... طابعة !!!! 3D.
لم تتوقف طابعات ال 3D عن ادهاشنا بقدراتها منذ اختراعها وحتى الآن، لكن عندما نمزج بين قدرة هذه الطابعات والفكر المعماري المميز، لا بد أن تكون النتيجة مذهلة، لنتابع معاً في هذا المقال:
بارتفاع ثلاثة امتار يتربع حائط الأرابيسك بكتلته المهيبة والمعقدة المصممة من قبل Benjamin Dillenburger و Michael Hansmeyer. هذا التصميم الذي استغرق أربعة أيام لطباعته من ملف بحجم 50 Gigabyte، هو إثبات جديد لما يمكن تحقيقه من أشكال باستخدام التصميم الخوارزمي والطابعات ثلاثية الأبعاد، كما أنه بتصميمه المعقد امتحان لقدرة الانسان على إدراك هكذا نوع من الأشكال.
يقول المصمِّمان: على المعماريين أن يتفاجؤوا، يتحمسوا، أن يشعروا بالإثارة، باعتبارها محاولة فكرية وظاهرة جديدة، لا تقتصر على مخاطبة العقل فحسب، بل تلامس جميع الحواس بشكل غريزي، لذا علينا أن نحكم عليها من خلال التجربة التي تقدمها والأحاسيس التي تولدها فينا.
التصميم هو نتيجة لتعاون المصمِّمان مع Design Exchange في مدينة Toronto للمشاركة في معرض 3DXL. يزن الحائط 0.8 طن، وهو مؤلف من 12 كتلة رملية مطبوعة باستخدام 3D Printer. استغرقت عملية التصميم أربعة أشهر، إضافة لأربعة أيام للطباعة، وأربع ساعات لتجميع القطع !!.
التصميم مستوحى من الأرابيسك المستمد من الفن الإسلامي، هو عبارة عن سطح مزخرف بتوضعات وخطوط متداخلة وفق قواعد رياضية محددة، لتعطي الإيحاء بالتدفق. استخدم المصمِّمان برنامج معدل خصيصاً، وخوارزمية مكرَّرة لخلق شكل يحوي 200 مليون سطح، بدقة 0.2 ميلليمتر. يكمل المصمِّمان: إنَّ نقل عملية التصميم إلى هذه المرحلة المختصرة له أثر دراماتيكي من ناحية خلق تفاصيل غنية ومعقدة، والتي بدونها يصبح من شبه المستحيل على المصمم تحديدها أو حتى تصوُّرها.
إن استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد أظهر أنَّ خلق مثل هذا النوع من التصاميم المعقدة لم يعد مكلفاً، يوضح المصمِّمان: إن جدار الأرابيسك هو مقدمة لتصميمات معمارية متباينة ومعقَّدة فراغياً، من ناحية الزخرفة أو غيرها من التصميمات التي كانت تعد رفاهية... فَبتَحرُّرنا من محددات مادة التصنيع، نعود لنركِّز على التصميم بحد ذاته، فأمامنا الفرصة الآن لنعيد تحديد ما الذي نريده فعلاً.
إن الخيارات التي تقدِّمها الطابعات الثلاثية الأبعاد نقلت عملية التصميم إلى مستوى آخر تماماً، يمتزج فيه الخيال بالواقع، لتترجم أكثر التصاميم تعقيداً وتطرفاً إلى حقيقةٍ ملموسةٍ بين أيدينا. في انتظار المزيد مما سيأسرُ ألبابنا ويسحرُ قلوبنا.
المصدر: