الفركتوز المضاف للأغذية سبب رئيسي لمرض السكري نوع 2

يعد مرض السكري من أمراض العصر حيث يشكل المصابون بأنواعه المختلفة نسبة كبيرة في وقتنا هذا فعلى سبيل المثال فإن شخصا من كل عشر أشخاص بالغين في جميع أنحاء العالم يعاني من مرض السكري نوع 2 ، حيث يعاني مرضى هذا النوع من متلازمة مقاومة الأنسولين Insulin resistance ، والتي تسبب الأمراض القلبية والوعائية بالإضافة إلى خطر الموت. ويلعب المدخول الغذائي المستهلك في الحميات المتبعة وبشكل خاص نسبة استهلاك السكريات دورا هاما في الوقاية من هذا المرض أو الإصابة به.

حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن السكريات المضافة للأغذية، وخاصة الحاوية على الفركتوز fructose (سكر الفاكهة)، يعتبر سببا أساسيا لمرض السكري diabetes ومقدمات السكري pre-diabetes ، حيث انتقد الخبراء التوجيهات الغذائية الحالية التي تسمح باستهلاك ما نسبته 25% من مجموع السعرات الحرارية اليومية على شكل سكريات مضافة، كما اقترحوا إجراء تخفيضات جذرية في كمية السكريات المضافة، وخاصة الفركتوز والذي يسبب في حالة استهلاكه بشكل زائد اضطراب الاستقلاب الكلي ومقاومة الأنسولين.

من جهة أخرى فإن السكريات الغذائية الأخرى التي لا تحوي على الفركتوز تبدو أقل ضرراً من هذه الناحية، حيث أظهرت العديد من التجارب أنه بالمقارنة مع الغلوكوز والنشاء، فإن التبادل المتساوي للسعرات الحرارية لدى تناول الفركتوز أو السكروز (السكر الأبيض المكون من الفركتوز والغلوكوز معا) يؤدي إلى زيادة في مستوى اختبارات تشخيص مقاومة الأنسولين حيث أدى تناول الفركتوز والسكروز مقارنة بتناول الغلوكوز والنشاء إلى زيادة في مستوى صيام الأنسولين fasting insulin ومستوى صيام الغلوكوز fasting glucose، وزيادة في استجابة نسبة الأنسولين/الغلوكوز لكمية السكروز، وهذا يشير إلى أن السكروز (ولا سيما مكونه الفركتوز) يعتبر أكثر ضرراً بالمقارنة مع غيره من السكريات.

تشير البيانات الناتجة عن التجارب أن استهلاك الفركتوز (الموجود في السكروز) بدلا من الغلوكوز (الموجود في النشويات) ينتج عنه ضرر كبير لعملية الاستقلاب، وتزداد هذه الآثار السلبية بزيادة مقاومة الأنسولين، وبزيادة نسبة الفركتوز المضاف إلى النظام الغذائي.

كما يجب التنويه إلى أن استهلاك الفركتوز الموجود بشكل طبيعي في بعض الأغذية كالفواكه والخضار لا يشكل خطراً على صحة الإنسان. بل إن تناول الخضار والفواكه يعتبر حماية ضد مرض السكري وخلل الاستقلاب، لكن الباحثين يركزون على ضرورة اعتماد توجيهات غذائية تشجع الناس على استبدال الأغذية المصنعة الغنية بالسكريات المضافة وخاصة الفركتوز (مثل شراب الذرة عالي الفركتوز وسكر المائدة) بالخضار والفواكه.

وتسمح المبادئ التوجيهية الغذائية لعام 2010 2010 Dietary Guidelines باستهلاك ما يقارب 19% من السعرات الحرارية على شكل سكريات، كما يسمح معهد الطب الأميركي the Institute of Medicine بنسبة 25% . بالمقابل توصي منظمة الصحة العالمية بألا تشكل السكريات المضافة للوجبات الغذائية أكثر من 10% من السعرات الحرارية المستهلكة في يوم كامل، مع اقتراح تخفيض هذه النسبة إلى 5% أو أقل لصحة أفضل. التوصيات الحالية لجمعية القلب الأمريكية (American Heart Association AHA) تسمح باستهلاك ما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة (24 gr) من السكر يومياً للنساء، وما لا يزيد عن 9 ملاعق صغيرة (36 gr) من السكر يومياً للرجال.

المصدر:

هنا

المقال الأصلي:

هنا