الطب > طب الأسنان
حساسية الأسنان Teeth sensitivity
حساسيّةُ الأسنان هي ذلك الشعورُ الغريبُ والإحساسُ بالوخزِ الخفيفِ الذي قد يَصلُ إلى انزعاجٍ شديدٍ، يمكنُ أن يستمرَّ لعدّةِ ساعات وقد يكونُ جرسَ إنذارٍ مبكّرٍ لمشكلةٍ ما تُعاني منها الأسنان.
يُعاني الكثيرُ من الناس من الحساسيّة التي قد تبدأ في أيّ عُمرٍ، ولكنّها شائعةُ الحدوثِ عند الأشخاص في عُمرٍ يناهزُ (20-40) عاماً، ورغم ذلك فإنّها قد تظهرُ في مرحلةِ المراهقة المُبكّرة أو في عُمر السبعين عاماً، كما أنّ النساءَ أكثرُ عرضةً للحساسيّة السنيّة مقارنةً بالرجال.
تكون الأسنانُ أكثرَ عرضةً للحساسية عند تناول الأطعمة والمشروبات الباردة أو الحارة، أو بمجرّد ملامسةِ الهواءِ لها أحياناً، وقد يشعرُ البعض بالألم عند تناول الحلوياتِ أو الأطعمة الحمضية. ويمكنُ لهذا الألم أنْ يأتي ويذهب ولكن بدرجاتِ شِدَّةٍ متفاوتةٍ، إذ يكونُ ضِمنَ أوقاتٍ معيّنة أسوأ من أوقاتٍ أخرى.
أسبابُ حساسيَّةِ الأسنان:
تتواجدُ في الأسنانِ السليمةِ طبقةٌ تُدعى الميناء (Enamel)، تقومُ بحماية تاج السن (الجزء الظاهر في الفم فوق اللثة)، وطبقةٌ أخرى مسؤولةٌ عن حماية جذر السِّن (الجزء تحت اللثة) وتُدعى الملاط (Cementum).
تقومُ هاتان الطبقتان بحمايةِ طبقة العاج (Dentin) الموجودة أسفلَهُما، وهي طبقةٌ أقلُّ كثافةً وقساوةً من الميناء والملاط وتحوي قنواتٍ صغيرةً مجهرية، وعندما تَفقِدُ طبقةُ العاج هذه الحمايةَ فإنَّ تلك القنوات سوفَ تسمحُ للعوامل المتعدّدة (كالأطعمة الباردة أو الحمضية) بالوصول إلى عصبِ السن من خلالها وعندها يبدأ الشعور بالألم.
أما الأسبابُ الفِعليّةُ الكامنة وراء تلك الحساسية فهي:
1) تفريشُ الأسنان بقوّةٍ كبيرة (التفريشُ الساحلُ للأسنان)، واستخدامُ طريقةِ التفريشِ الأفقية (من طرف لآخر) مما يؤدّي إلى أذيّةِ الميناء، وخاصّةً عندما تُصبح طبقةُ العاج المكشوفة بتماسٍ مع اللثة، فإنَّ ذلك سوفَ يُسبّبُ الحساسيّة.
2) التآكلُ السني: وهو حالةُ فُقدانِ الميناء وانكشافِ العاج بسبب تأثيرِ الحمضِ الموجود في بعض الأطعمة والمشروباتِ الحمضية (مثل الليمون).
3) انحسار اللثة (تَراجُع اللثة): يؤدّي تراجع اللثة إلى انكشاف جذر السن وتعرُّضِه لعوامل الحفرة الفموية المتعدّدة وإصابتِه بالضرر، وذلك لأنّ سطح الجذر المكشوف لا يملِكُ طبقة الميناء لِتَحميَه.
4) أمراض اللثة: وأهمّها تراكم القَلَح (Calculus) (وهو عبارةٌ عن ترسّباتٍ معدنيةٍ نتيجةَ إهمالِ تنظيفِ الأسنان) على سطوح الأسنان والذي يؤدّي بدوره إلى تراجع اللثة ومِن ثُمَّ هدمِ وفقدانِ الدّعمِ العظمي للسن، وكذلك تَشكُّل الجيوب اللثوية والتي تَجعلُ الحفاظَ على تلك المنطقةِ نظيفةً أكثرَ صعوبةً مما يَزيدُ الحالةَ سوءاً.
5) طحنُ الأسنان (صَريرُ الأسنان): هي إحدى العاداتِ السيئةِ التي يُطبِقُ فيها المريضُ ويضغَطُ على أسنانه بشكلٍ شديدٍ، مما يؤدّي إلى سحلِ الميناء ومن ثُمَّ ظهورِ الحساسيّةِ والشعورِ بالألم.
6) الأسنانُ والحشواتُ المُرَمِّمَة المُتصَدِّعة: والتي من المِمكن أن تنكَسِرَ فيما بعد، كما يمكنُ لهذا التَصدّع أن يَنتقلَ من سطوح الأسنان الطاحِنة (سطوح الأسنان التي تَتماس مع بعضها أثناءَ العض) إلى الجذور وعندها سوفَ تؤثّر عليها درجاتُ الحرارة القصوى وخصوصاً الباردة وتسبّبُ شعوراً بعدم الراحة.
7) تبييضُ الأسنان: بعض الناس لديهم حساسيّةٌ قصيرةُ المدى للمواد المُستخدَمة في التبييض، وعليهم مناقشةُ ذلك مع طبيبهم قبل إجراءِ عمليةِ تبييضِ الأسنان.
8) النخورُ السنيّةُ المُتوضِّعة عند أعناقِ الأسنان بالقُرب من خطِّ اللثة.
9) الإفراطُ في استخدامِ الغسولاتِ الفموية : ممكن أن تُسبِّبَ الحساسيّةَ في حالِ كانت طبقةُ العاج مكشوفةً مسبقاً، عندئذٍ يجبُ الطلبُ من طبيب الأسنان وصفَ محلولٍ يتضمَّنُ مقاديرَ مناسبةً من الفلور.
أما عن كيفيّة التحكّم بهذه الحساسيّة وعلاجها، فيوجد العديد من الطرق نذكر منها:
1) استخدام تقنيّاتِ التفريشِ والخيوطِ السنيّة المناسبة بانتظامٍ للقيام بتنظيفٍ شاملٍ لكافَّةِ أجزاءِ الحفرة الفموية.
2) استخدامُ فرشاةِ أسنانٍ ذاتِ شُعَيراتٍ ناعمةٍ أو متوسِّطةِ الخُشونَة، والتفريشُ بعنايةٍ وحذرٍ قربَ خطّ اللثة حتى لا يتمّ إيذاءُ النسيجِ اللثوي.
3) ينبغي للاستخدام المتكرِّر لمعجون الأسنان الخاص بالحساسية السنيِّة أن يقلِّلَ منها، ويتوجَّبُ تجربةُ العديد من المعاجين إلى أن يتمَّ إيجادُ المعجون الذي يعمل بشكلٍ أفضلَ وأكثرَ ملائمةً لأسناننا، وهنالِكَ طريقةٌ أخرى ألا وهي وضعُ طبقةٍ رقيقةٍ من المعجون على جذر السن المَكشوف باستخدام إصبعك أو أيّ كريَّةٍ قطنية، كاستخدامِ أعوادِ تنظيفِ الأذُنِ (Q-Tip) قبل الذهاب إلى النوم. إلَّا أنَّ هذه المعاجين تستغرقُ أياماً ولغايةِ أسابيعٍ أحياناً لتعطي الفعاليّةَ والتأثير، وأفضلُ أنواعِ المعاجين هي المعاجين الفلورية.
4) استخدام المنتجات السنيّة الحاوية على الفلور كالغسولات الفموية الفلورية يومياً يُنقص من الحساسيّة.
5) الابتعادُ عن عادةِ طحنِ الأسنان (صرير الأسنان) واستخدامُ جهازٍ واقٍ للفم (جهازٌ شفّافٌ يُستخدَمُ لرفع العَضّة ومنع تَماسِ الأسنان الخلفيّة مع بعضها) عند النوم.
6) مراجعة طبيب الأسنان كل ستّة أشهر، أو المراجعة الفورية عند اللزوم.
وإذا استمرت الحساسيّة ولم تنقُص، عندها يتوجبُ على الطبيب العملُ على إيقافها من خلال إحدى الطرق التالية:
1) تَغطيةُ أو سدُّ المناطقِ المكشوفةِ من الجذر باستخدامِ الحشواتِ البيضاء (الرابطة) أو تطبيقِ الفَرنِيش المحرِّر للفلور أو المواد السَّادَّة.
2) عملياتُ التطعيمِ اللثوي (عملياتُ كسبِ أنسجةٍ لثويةٍ جديدة): عندما يكون فقدانُ النسيج اللثوي وانكشافُ الجذورِ كبيراً، فإنّ هذه العملية سوفَ تَحمِي الجذورَ وتُنقِصُ الحساسيّة.
3) وفي الحالاتِ الشديدة جداً قد يكون من الضروري معالجة السن باستئصال اللُّبِّ وحشوِ القناة اللبيّة.
المصادر المُستخدمة:
1) هنا
2) هنا
3) هنا
حقوق الصورة: