الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد
لماذا يجب علينا توجيه اهتمامنا إلى أفريقيا ؟
لماذا يجب علينا توجيه اهتمامنا إلى أفريقيا ؟
الجميع يترقب السوق التي ستكون "الصين" الجديدة - السوق الكبيرة الصاعدة المقبلة - قبل أن تنطلق فعلياً ،وفي نهاية المطاف حصل المستثمرون الأوائل في اقتصاد التنين الأسيوي على مكافآتهم المجزية نتيجة مغامرتهم في الاستثمار فيها، كما أن الدولة نمت وتطورت بسرعة فائقة على مدى العقود القليلة الماضية.
لمعرفة السوق الناشئة الكبيرة التالية، قد لا يرغب المستثمرون في توجيه أموالهم بشكل واسع النطاق نحو الأسواق الناشئة، و هم يرغبون بدلاً من ذلك في الانتظار والمراقبة من بعيد.
ونحن نتحدث في هذه الحالة عن "أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى"، والتي توفر للمستثمرين أرباحاً غير مقيدة، وإمكانية لتحقيق مكاسب ضخمة، أفريقيا التي من الممكن أن تكون عندها حدود الاستثمار الجديدة
إمكانات نمو ضخمة:
من الناحية التاريخية،كان يُنظر إلى أفريقيا على أنها بيئة بدائية للمستثمرين. لكن القارة السمراء اليوم تعج بفرص الاستثمار. وقد تم استبدال العنف والصراعات السياسية بالنمو الاقتصادي في أكثر من مكان في القارة، كما تتميز أفريقيا بالكثير من السمات التي تضعها على قدم المساواة مع العديد من الأسواق الناشئة الطليعية الأخرى مثل الصين والهند.
تنعم أفريقيا بموارد طبيعية وفيرة، بالإضافة إلى أنها قارة ضخمة تبلغ مساحتها ما يعادل مساحة كل من أوروبا والولايات المتحدة والهند والصين والأرجنتين مجتمعة! وهذا يعني وجود الكثير من الأراضي الصالحة للزراعة، فضلاً عن احتياطيات المعادن الضخمة التي لم تُستغل بعد. حيث تمتلك أفريقيا نحو 40 % من إجمالي احتياطيات الذهب في العالم، و30% من خامات المعادن.بالإضافة إلى ذلك تتميز القارة بامتلاكها لكميات هائلة من النفط والغاز الطبيعي، والتي تمثل مجرد بداية يمكن الاستفادة منها في أماكن مثل موزامبيق ونيجيريا. وقد بدأت كل هذه الثروة الهائلة من الموارد الطبيعية أخيرا في التدفق إلى سكان القارة بشكل جيد.
عدد السكان الكبير
وفي إطار الحديث عن السكان، تشاطر أفريقيا أشياء مشتركة مع غيرها من الأسواق الناشئة وهي عدد السكان الكبير. حيث تشكل القارة موطناً لأكثر من 1.1 مليار من الناس ،وهذا عدد هائل للغاية. وبالنظر إلى غالبية السكان نجدهم من الشباب؛ فحوالي 40 % من سكان أفريقيا هم أصغر سناً من السابعة عشرة. وهذه القوى العاملة التي تنافس آسيا في الحجم قادرة على تشغيلها لعقود لاحقة وتقود موجة جديدة من النزعة الاستهلاكية.
ونظراً لأوجه التشابه مع الأسواق الناشئة الأخرى، فمن السهل التطلع لأن تمثل أفريقيا مستقبلاً مكاسب استثمارية هامة.فبحسب البحث الذي أجري مؤخراً من قبل"صندوق النقد الدولي"، تبين أن سبعة من الاقتصاديات العشر الأسرع نمواً في العالم تقع في قارة أفريقيا. ويمكن أن نجد أكثر في مناطق جنوب الصحراء الأفريقية، حيث يتوقع أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي فيها حوالي 5% هذا العام، وهو أسرع بكثير من متوسط نمو الناتج المحلي في البلدان النامية. بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ انخفاض مستويات الديون وزيادة نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر،كما أن الفرص في أفريقيا ما تزال تبدو أفضل بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل.
الرهان على إمكانات النمو في أفريقيا :
نظراً لإمكانات أفريقيا المرتفعة، يرغب بعض المستثمرين في الرهان على النمو في القارة مستقبلاً. بعض الشركات الأفريقية مثل - مجموعة الاتصالات المحدودة ( MTN ) ، و شركة الطاقة التجارية لمحدودة (SSL) تتداولان الأسهم في البورصات الأمريكية. ومع ذلك، فالأغلبية تتجنب هذا. و نظراً لتنوع الأمم الأفريقية، و احتمالات الفرص والمخاطر فإن إتباع إستراتيجية واسعة النطاق في الاستثمار يمكن أن يكون أفضل.
فأحد الأمثلة عن هذه الاستراتيجيات واسعة النطاق، هي صناديق ا لمؤشرات المتداولة في البورصة ( ETF) - المترجم: يمكنك التعرف على آلية عمل هذه الصناديق من هنا- و مثال ذلك الصندوق الخاص بسوق ناقلات أفريقيا (AFK) الذي يبلغ حجمه 126 مليون دولار،حيث يتتبع (AFK)مؤشرات113 شركة من الشركات المختلفة التي تتخذ من أفريقيا مقراً رئيسياً لها أو تأتي غالبية إ إيراداتها من أفريقيا. وتشمل عدداً من الدول مثل جنوب أفريقيا و كينيا و تنزانيا ونيجيريا
وتنتشر( ETF) – صناديق المؤشرات المتداولة - من خلال القطاع المالي و السلع الأساسية، حيث يشكل هذان القطاعان 75 % من حجم أصول هذه الصناديق.
لم تتضرر عائدات AFK) ) بشكل مباشر حتى الآن، كما أنها تمكنت من توليد عائد سنوي يصل تقريباً إلى7% على مدى السنوات الخمس الماضية. و كانت الخسارة الوحيدة التي لحقت بها هي ارتفاع المصروفات بنسبة 0.81%. ومع ذلك، يتميزAFK) ) أنه يضم مجموعة أوسع من الأصول الأفريقية مقارنة مع الصناديق المنافسة الأخرى مثل SPDR S&P Emerging Middle East & Africa (GAF).
أما بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن زيادة لعائداتهم، فهناك عدة دول أفريقية تمثلها صناديق مؤشرات متداولة(ETF)يبلغ أكبرها590 مليون دولار و هو " iSharesمورجان ستانلي "جنوب أفريقيا المعروف اختصار ب. (EZA)
حيث يسمح (EZA)للمستثمرين في أفريقيا بالمراهنة عن طريق تتبع مؤشرات (( 51 شركة من شركات جنوب أفريقيا المختلفة. و الجميل في شراء هو أن غالبية هذه الأسهم هي الرائدة في جميع أنحاء أفريقيا كلها."
ويشمل ذلك الشركات العملاقة مثل شركة الإعلام "ناسبيرس المحدودة"،و شركة استخراج الذهب" أنغلوغولد أشانتي المحدودة"، مما يمنح EZA) ) مجالاً واسعاً للحركة.
يمكن للمستثمرين الأكثر مغامرة استخدام مؤشر((ETF الخاص بسوق ناقلات مصر، والمؤشر Global X Nigeria Index ETF (NGE) للرهان على مفاجآت "أفريقيا الكبيرة" القادمة. و تشير أبحاث شركة (ماكينزي أن كو)إلى أن الاقتصاد النيجيري يمكن أن ينمو بنسبة 7.1 % كلا الصندوقين متقلبين،ولكن يمكن أن يحقق أرباح ضخمة على المدى الطويل
وحين تضيق سبل الاستثمار الحالية في أفريقيا، هناك الكثير من الأموال الجديدة وصناديق المؤشرات المتداولة والمتوافرة من خلال مجموعة متنوعة من الشركات المصدرة التي تغطي مجموعة متنوعة من النواحي في أفريقيا. و قريباً سيكون المستثمرون قادرين على التركيز أكثر على اكتشاف أفريقيا.
خلاصة القول:
بالنسبة للمستثمرين،سيكون الشيء الكبير المقبل في العالم الناشئ هو " الأسد الاقتصادي الإفريقي"، حيث تتميز بالعديد من الصفات عن غيرها من النجوم النامية،و لدى أفريقيا القدرة على أن تكون الرابح الأكبر على المدى الطويل. و ينبغي على المستثمرين من خلال جداول زمنية بعيدة المدى إضافة اكتشاف القارة لمحافظهم الاستثمارية.
المصدر: