الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد
كيف تبني سيرتك الذاتية - الجزء الأول
السيرة الذاتية
في واقع الأمر، توجد العديد من التوصيات والنصائح المتضاربة لبناء السيرة الذاتية المميزة. على سبيل المثال يتساءل البعض هل يجب إستخدام ملخص للتطلعات والأهداف في البداية ؟ هل من الممكن إضافة الإهتمامات الشخصية والخبرات التطوعية ؟
في الحقيقة، يلعب الإنطباع الأول فرصة مهمة للحصول على عمل ما، حيث أنّ الشخص الذي يقرأ السيرة الذاتية يقضي وقتاً يسيراً ، فقط ست ثوان، وهذه الثواني الست هي التي يقرر القارئ من خلالها إن كنت الشخص المناسب لهذه الوظيفة أم لا. لذلك دعنا نعزز من إمكانية الحصول على فرصة ناجحة خلال هذه المدة البسيطة !
لاتعتقد أنك ستقوم بكتابة سيرتك الذاتية بمجرد بذل القليل من الجهد والوقت، عليك التفكير ملياً بما تكتب وكيف تكتب عن نفسك؟ وبالتالي فإن القارئ سيقول "هذا هو الشخص الذي سيقوم بما نحن بحاجة إليه"
السيرة الذاتية ليست مجرد ملف تعريفي عنك أوعن خبراتك، وإنما هي وثيقة تسويقيه بامتياز.
وبالتالي، تسعى مبادرة الباحثون السوريون لتقديم ملف متكامل عن كيفية بناء السيرة الذاتية.
يتألف هذا الملف من مجموعه من الأجزاء، يستعرض الجزء الأول أهم النقاط الجوهرية التي تعتبر قواعد أساسية لبناء السيره الذاتية. أما الجزء الثاني فيشرح جميع النقاط الهامة من وجهة نظر المدراء، بالإضافة لأهمية الصورة الشخصية في السيرة الذاتية. الجزء الثالث يسلط الضوء عن الفرق بين السيرة الذاتية (Curriculum Vitae)، والسيرة الموجزة (résumé)، والرسالة الإبتدائية (Cover letter).
قواعد بناء السيرة الذاتية:
1- إفتتح بقوة
- تعتبر مجموعة الكلمات الأولى (العشرون الأولى) التي تفتتح بها سيرتك الذاتية هي الأكثر أهمية وذلك لأن هذه الكلمات هي التي تجذب إنتباه مدراء التوظيف. عليك أن تفتتح سيرتك الذاتية بملخص قصير عن أهم خبراتك المتعلقه بحاجات المؤسسة، وتجنب أن تطيل الكلام. مع العلم أنه باستطاعتك التفصيل في الأجزاء الأخرى.
- تقول Jane Heifetz -جين هيفيتذ الخبيره بمجال التوظيف والموارد البشرية، يتوجب علينا أن نجعل المقدمة مختصرة وواضحة لجعل القارئ يقتنع تماماً بقدراتنا وبالتالي تصبح فرصنا عالية جداً بالحصول على هذا العمل.
- هذه المقدمة التي تبدأ بها سيرتك الذاتية يجب أن تكون منسجمة تماماً مع التوصيف الوظيفي للعمل المطلوب.
- في حال كنت مبتدئاً ضمن المجال المطلوب، قد يكون من المفيد تسليط الضوء على المعارف والخبرات البسيطة ومحاولة تسويقها مع ما تمتلكه من خبرات أخرى.
- يتوجب عليك الإبتعاد تماماً عن الصيغ المبتذلة (كليشات)، إذ أن إستخدام هذا النمط من العبارات في مقدمة السيره الذاتية أو حتى بأي جزء منها يجعل المحتوى مبتذل وضعيف ويفتقر إلى التجانس، وبالتالي يجعل القارئ يملّ من قراءة السيرة الذاتية.
2- أنشِئ الترتيب الصحيح
- إذا كنت تنتقل بين عملين مختلفين فلا تحاول أن تبدأ بعرض خبرتك السابقة بعد المقدمة مباشرة، إنما من الهام أن تدرج فقرة تسلط الضوء على الإنجازات التي قمت بها بمسيرتك المهنية. إن ذلك يحفز مدير التوظيف على مقاربة الإمكانيات التي تمتلكها ومحاولة الاستفادة منها في العمل الحالي.
هذا الربط يجعل المدير يأخذ إنجازاتك المهنية بعين الإعتبار وعليه تزيد فرص دعوتك للمقابلة، ليس فقط بناء ً على من تكون، وإنما بناءً على الإنجازات السابقة التي قمت بها
- بعد أن تضيف فقرة الإنجازات المهنية، من الهام إِدرِاج تاريخك الوظيفي. حيث يجب إدراج التاريخ الوظيفي وفق الترتيب الزمني من الأحدث إلى الأقدم مع مراعاة وضع التواريخ الدقيقة قدر الإمكان.
تجنب أن تضيف أي خبرات إضافية غير متعلّقة، سيتم إعتبارها خارج السياق، وبالتالي تشتت القارئ بماهو غير مهم.
- بعد إضافة الخبرات المهنية، يمكنك إضافة تاريخك الأكاديمي. البعض يضع التاريخ الأكاديمي في البداية، وهذا يعتبر صحيح فقط في حالات التقدم للأعمال الأكاديمية، أما في الأعمال الأخرى فهذا يعتبر ضعف في ترتيب الفقرات، فمدير التوظيف يبحث عن خبرات عملية أولاً ومن ثم يبحث عن التاريخ الأكاديمي.
- فيما يتعلق بالمهارات العامة، فلاتضيف هذا النوع من المعلومات بشكل فقره مستقلة. على سبيل المثال، إذا كان التوصيف الوظيفي لعمل ما يتطلب المعرفة ببرنامج Excel، فمن الأفضل إضافة مهاراتك بهذا البرنامج ضمن مقدمة السيرة الذاتية، أو ضمن فقرة الخبرات المهنية المكتسبة.
3- كن إنتقائياً
- من المغري والمقنع أن تضيف كل إنجاز وخبرة ومهارة وعمل تطوعي قمت به بحياتك ولكن، هذا جيد من وجهة نظرك !!
أما من وجهة نظر مدير التوظيف، فهي عبارة عن محتوى إنتقائي بحت، وليس سرداً عاماً ليشمل كل ماتعرفه بحياتك سواءً العملية أو العلمية. إذا كانت سيرتك الذاتية تحتوى على بعض المعلومات الغير مهمه لإقناع مدير التوظيف، فمن المستحسن أن تغفلها من هذه النسخة من سيرتك الذاتية.
من جهة أخرى، هذا الكلام ينطبق على خبراتك بالأعمال التطوعية، فإذا كانت متعلقة بمتطلبات العمل الجديد، عليك إدراجها كما لو أنها عمل سابق مدفوع الأجر، وإذا لم تكن متعلقة، فعليك إغفالها.
- ماذا عن هواياتك وجوانب حياتك الشخصية؟
- إن إضافة هذا المحتوى تعتمد بكل بساطة على طبيعة المؤسسة التي تنوي التقدم للعمل فيها، فإذا كانت المؤسسه بالفعل تهتم بالتوازن مابين الحياة الخاصة والعمل، فمن الأفضل أن تضيف هواياتك واهتمامتك الشخصية.
أما إذا كانت المؤسسة تعتمد على التعامل الرسمي ولاتهتم إلا بالمقومات العملية، فعليك حقاً أن تغفل كل ماهو متعلق بالجوانب الشخصية الخاصة بك.
4- شارك الإنجازات، وليس المسؤوليات
عندما تود التحدث عن دورك في عملك السابق، يتوجب عليك الحديث عن إنجازاتك ونتائج هذه المهمة وليس عن مسؤولياتك.
على سبيل المثال، عندما تقول (توليّت إدارة فريق من عشرة أشخاص) فإن هذا التوصيف لايعطي الكثير من المعلومات لمدير التوظيف، يجب عليك أن تتحدث عن الإنجازات التي حققتها مع هذا الفريق: هل حصلوا على ترقيات؟ هل وصلوا إلى الأهداف المحددة أو تجاوزوها؟ .... الخ.
وبناءً على ماسبق، من الأفضل أن تعطي تلميحات واضحة عن إنجازاتك في المهمات الموكلة إليك مسبقاً، وإن استطعت إدراج أرقام أو مؤشرات فإن سيرتك الذاتية ستحظى باهتمام أكبر من قبل مدراء التوظيف.
5- إجعلها مقروءة ومعبرة
- لطالما كانت السيرة الذاتية مختصرة ، وكانت تقتصر على كتابة المعلومات الأساسية في صفحة واحدة. ولكن هذا النموذج تم إستبعاده من النماذج الحديثة، في حين الصيغة المتداولة في أيامنا هذه تعتمد ثلاث صفحات كمتوسط لكتابة السيرة الذاتية.
بالإضافة إلى ماسبق، حتى لوكنت خريجاً جديداً من الجامعة، فلا تبنِ سيرتك الذاتية بطريقة مختصرة تفتقر إلى الدعم المرجعي - موقع الجامعة على الويب والأعمال التطوعية ... الخ) وبنفس الوقت، لا تقوم بمجرد نسخ الرابط، وإنما بنبغي أن تقدم شرحاً مختصراً عن الرابط المذكور.
- أما فيما يتعلق بنمط الخط المعتمد والمسافات بين السطور، عليك أن تعتمد أكثر أنواع الخط المتداولة، وتأكد من أن كل صفحات سيرتك الذاتية تحتوي على المسافات البيضاء الكافية لجعل مدراء التوظيف مقتنعين أكثر، ويستمرون بقراءة ملفك.
- إن مدى تقبل السيرة الذاتية من قبل مدراء التوظيف لايعتمد بالمطلق على مدى الزخرفة المضافة، وإنما على مدى وضوحها وبساطتها. فمجرد الوصف البسيط والواضح لمعلوماتك، سيعطي سيرتك الذاتية المستوى المطلوب من الأناقة لإقناع مدير التوظيف بمهاراتك.
6- إحصل على المساعدة
- من المحتمل أن تبالغ أو أن تكون ضعيفا بتوصيف خبراتك وإنجازاتك، أو أن تغفل بعض النقاط الجوهرية بهذا التوصيف. وبالتالي ننصحك عزيزي القارئ بأن تقوم بمراجعة صياغة العبارات الجوهرية والنقاط المهمة مع شخص لديه الخبرة بالإختصاص الذي تنوي التقدم للعمل به.
- ومن منبر الباحثون السوريون، نرحب باستفساراتكم لمراجعة النقاط الجوهرية الخاصه بكم، وذلك من قبل خبرائنا المنتشرين في جميع أقسام المبادرة.
7- إجعلها قابلة للتعديل
- هل تتوقع أن تقوم بإعداد سيرة ذاتية واحده لجميع الوظائف؟ إذا كان جوابك نعم أو لا أعرف، فعليك أن تدرك أنك تقوم بحصر خياراتك وفرصك بالحصول على العمل الذي تتقدم إليه.
لاشك عزيزي القارئ أنك ستقوم ببناء سيرتك الذاتية مرة واحدة، ولكن بكل مرة تتقدم بها للحصول على عمل جديد أو مختلف، عليك أن تقوم بتعديل النص بالشكل الذي يتناسب مع متطللبات العمل الجديد.
كما يعتبر التواصل مع أشخاص يعملون ضمن نفس المؤسسة (إن أمكن) من أفضل الطرق للحصول على المعلومات الكافية لبناء النص بالشكل الصحيح والذي يناسب معايير تلك المؤسسة.
8- نظم سيرتك الذاتيه بشكل متزامن مع حسابك على Linkedin
وبالتالي وبناءً على النقاط الثمانية الجوهرية لبناء سيرتك الذاتية، نقدم اليك "إختصاراً" مجموعة النقاط التالية:
- إبدأ سيرتك الذاتية بملخص يختصر معلوماتك الكاملة، ولماذا يتوجب على مدراء التوظيف أخذ طلبك بعين الإعتبار.
- أكد على الإنجازات التي قمت بها خلال مسيرتك العملية، أكثر من تأكيدك على المناصب التي شغلتها مسبقاً.
- عدّل سيرتك الذاتية في كل مرة تتقدم بها الى طلب توظيف جديد، وذلك بشكل يتناسب تماماً مع متطلبات العمل الجديد.
- إبتعد عن إستخدام الصيغ المبتذلة،وحاول أن تشرح مايجعلك المؤهَل الأقوى بكلمات معبّرة ومحدّدة.
- إبتعد عن الحشر: حشرالكلمات في السطر الواحد، والسطور في النص الواحد، والنصوص في الصفحة الواحده.
- لا تحاول أن تنسخ سيرتك الذاتيه الى ملفك الشخصي على linkedin