الكيمياء والصيدلة > كيمياء
المواد العشرة الأكثر شدّة!
المقال:
10- المادة المُظلمة الأشدُّ المعروفةُ للإنسان:
علامَ تحصلُ عندما تُكوّم أنابيبَ الكربونِ النّانويّة على نهاياِتها وتلّفُّها معاً؟
على مادّةٍ تمتص 99.9% من الضّوء الّذي يلمسها، فالسّطحُ المجهريُّ للمادةِ خشنٌ وغيرُ منتظم، مما يكسر الضّوء ويجعلُ سطحَ المادة عاكساً ضعيفاً، ومن ثمّ أضِف لتلك الأنابيب النّانويّة من الكربون ما يعمل بمثابة موصلاتٍ فائقةٍ في ترتيباتٍ معينة، ما سيجعلها ماصّاتٍ ممتازةً للضّوء، وستحصل على عاصفةٍ من اللّونِ الأسود. ويبدو أن العلماءَ متحمّسون بشدّةٍ للتطبيقات الممكنةِ لهذه المادة، لأنّها تكاد لاتهدر أيّ مقدارٍ من الضّوء، فقد تُستخدم لتطويرِ أجهزةٍ بصريّةٍ كالتلسكوب أو حتّى تستخدم لصنعِ ألواحٍ شمسيّةٍ بكفاءةٍ تقارب 100%.
9- المادةُ الأكثرُ قابليةً للاشتعال:
تُعتبر الكثيرَ من الأشياء الّتي تحترقُ بكثافةٍ عاليةٍ كالستايروفوم Styrofoam، والنابالم napalm هي البداية فقط. ولكن ماذا لو كان هنالك مادةٌ يمكن أن تجعلَ الرّمل يحترق؟
من الواضح أنّ ذلك كان سؤالاً احتماليّاً، ولكنّه كان تحضيراً ضروريّاً، حيث يمتلكChlorine triflouride ذلك الشّرف المريب ليكون قابلاً للاشتعال بشكلٍ مخيف. لدرجة أن النّازييّن، في التّاريخ اعتبروا استخدامه خطراً. وعندما يمتنع أشخاصٌ يعتبرون الإبادة الجماعيّة هدفاً لحياتهم عن استخدامِ شيءٍ لأنّه قاتلٌ بشدة فإنّه يُحبَّذ التّعاملُ معه بشيءٍ من الحذر!
هنالك قصةٌ أنّ طنّاً من هذه المادة سُكِبت مرةً واشتعلت بها النيران، فاشتعلت عبر 12 إنش من الخرسانة ومترٍ آخرَ من الرّمل والحصى قبل أن تخمد.
أكره أن أقول ذلك، ولكن في هذه الحالة فإنّ النّازييّن كانوا على حق.
8- السّمُّ الأكثر سميّة:
بسرعة، ما هو آخرُ شيءٍ تريد أن تحقنَ به وجهك؟
وبصرف النّظر عن الأشياء التي تحترقُ عبرَ الخرسانات، وأسوأ حمضٍ في العالم، أعتقد أن "السّم الأكثر إماتة في العالم" سيكون في المرتبةِ الثّالثة معها. رغم ذلك، لا بد وأنّك قد سمعت في المجتمع الطبيِّ عن البوتوكس، وبلا شك، فإنّ كونَها "السّمَّ الأكثرَ إماتةً" هو سبب تلك الشهرة.
يستخدِم البوتوكس سمَّ botulinum المُنتَجَ من بكتيريا Clostridium botulinum وهو قاتلٌ للغاية. فكميةٌ تساوي حبةَ ملحٍ منه كافيةٌ لقتلِ رجلٍ بوزن 90 كغ تقريباً. وفي الحقيقة، يُعتقد أنّ 4 كغ منها كافيةٌ لقتل كلِّ شخصٍ على الأرض.
ووفقاً لهذا المقياس قد يكونُ من الأفضل لو تعالجُ هذه التّجاعيدَ حول عينيك بأفعى مجلجلة!
7- المادةُ الأكثرُ سخونةً:
هناك أشياءٌ قليلةٌ معروفةٌ للإنسانِ أكثرَ سخونةً من داخل وعاءٍ أُخرِجَ من المايكرويف للتّو. ولكنَّ هذه المادة تستطيعُ كسرَ هذا الرقم القياسي. تُدعى هذه المادة المصنوعة من تصادمِ ذرات الذّهب مع بعضِها بسرعةٍ قريبةٍ من سرعةِ الضّوء، حساء الكوارك-غلوون quark-gluon soap، وتصل حرارتُها إلى 4 تريليونات درجة مئوية. وهي بذلكَ أكثرُ سخونةً من جوف الشّمس ب250000 مرة. وكميّةُ الطّاقةِ المنطلقةُ أثناءَ الاصطدام كافيةٌ لإذابة البروتونات والنترونات، والتي يمكنُ أن تكونَ نفسَها على قائمةٍ من الأشياء التي لا تستطيع أن تُدرك أين يمكن أن تكون.
يَظنُّ العلماء أنّ هذه المادة يمكن أن تعطينا فكرةً عمّا كان عليه ميلادُ كونِنا، فمن الجيد العلم بأنّ العلماء لا يصنعون نجوماً متفجرةً للمتعة فحسب. على كلِّ حالٍ، الخبرُ الجيدُ أنّ هذه المادة لم تكن إلا جزءاً من التريليون من السّنتيميتر وبقيت لفترةِ واحدٍ من تريليون من واحدٍ من تريليون من الثانية.
6- الحمضُ الأكثرُ حموضةً:
الحمضُ من الأشياء المخيفة، حتّى أنّهم أعطوا لأحدِ أكثرِ وحوشِ الأفلامِ رعباً "The Alien" دماً حمضيّاً لجعله أكثرَ رعباً من كونه آلةَ قتلٍ بسيطة. ويبدو أنَّ لدينا خوفاً متأصّلاً في أنفسنا من أنّ ننحلّ أو نذوب! فإذا ما مُلئ هذا الـ "الكائن الغريب" بحمض الفلوروأنتيمونيك fluoroantimonic acid، فلن يقعَ فحسب على الأرض حتى يصلَ إلى نقطة الصّفر، بل حتّى أن الأبخرةَ المُنبعثة من جسده الميتِ ستقتل أي شخصٍ حوله!
إنّه أقوى بـ21019 مرةً من حمض الكبريت sulfuric acid وينفجرُ عندما يلامس الماء. وعندما يتفاعلُ، فإنه يعطي أبخرةً سامّةً يمكنها أن تقتل كلّ من في الغرفة.
وقد يكون من الأفضل لو توقفنا عن الحديث عن هذا الشيء!
5- المادةُ المتفجّرةُ الأكثرُ انفجاراً:
هذا الشّرف الخاص في الواقع مشتركٌ بين مركبين، HMX وHeptanitrocubane.
ويتواجدُ الهيبتانوتروكوبان غالباً في المختبر، وهو يشبه الـ HMX ولكنه يمتلك بنيةً كريستالية أكثرَ كثافةً، ما يعطيه إمكاناتٍ تدميريةً أكبر.
من الناحية الأخرى يتوفرُ HMX بكمياتٍ كبيرةً تكفي لتكون مهدِّدةً مادياً. ويتم استخدامه في وقودِ الصّواريخ الصّلب، وصواعقِ الأسلحةِ النووية. وهذا الأخيرُ هو الأكثرُ رعباً، لأنه بغض النّظر عما تُظهره الأفلام عن سهولتِه، فإنّ بدءَ التفاعل الانصهاري/الانشطاري الّذي يصنع الغيومَ ذاتَ شكلِ الفطرِ المتوهج ليست كالكرةِ سهلة التّدحرج، ولكنّ HMX جاهزٌ ليكونَ على قدر التحدي لهذه المهمة الصعبة.
4- المادةُ الأكثرُ إشعاعاً:
بالحديث عن الإشعاع، فمن الجديرِ بالذّكرِ أنّ القضبانَ الخضراءَ المتوهّجةَ للبلوتونيوم في مسلسل سمبسونز The Simpsons خياليةٌ للغاية، فكون الشيء مشعّاً لا يعني بأنّه يتوهّج! ذكرنا ذلك لأنّ البلوتونيوم 210 مشعٌّ للغايةِ ويتوهّج باللون الأزرق. وقد خُدِع الجاسوس الرُّوسي السابق Alexander Litvinenko باستهلاك بعضه دون علمه، ومات بالسرطان بعد ذلك بوقت قصير. وهو ليس من الأشياءِ الّتي ترغبُ أن تخطئ بها. ويحدث التّوهّج نتيجةً لتهيّجِ الهواء حولَها بفعل الإشعاع، ويمكنها بالفعلِ تسخينُ الأشياءِ حولَها.
3- المادةُ الأكثرُ قساوةً:
إذا كنت تعتقد أنّ أقسى مادةٍ على الأرض هي الماس، فقد كان ذلك تخميناً جيداً ولكنّه غيرُ دقيق. إنّ المادةَ الأكثرَ قساوةً مصنوعةٌ من النّاحية التقنيّة من قضبانٍ نانويةٍ مُجمَّعةٍ من الماس. وتشكل تلك المجموعةً من الألماسات من الحجمِ النّانوي أقسى مادةٍ معروفةٍ للإنسان، وأقلّها قابليّةً للانضغاط.
وهي ليست طبيعيّة، مما يجعلها شيئاً رائعاً في الواقع، لأنّ ذلك يعني أنّنا سنستطيع يوماً ما أن نغطي بها سياراتنا ونشغّلها إذا اصطدمَ بنا قطارٌ ما (ليس حقيقةً).
طُوِّرت هذه المادة في ألمانيا عام 2005 ومن المرجح أن يتمَّ استخدامُها بنفسِ مجالات الماس الصّناعي. إلا أنّها ستكون أكثرَ مقاومةً للاهتراءِ من الماس العادي.
2- المادةُ الأكثرُ مغناطيسيةً:
إذا كان Magneto الشخصية الشهيرة من سلسلة X-MENكتلةً سوداءَ صغيرة، فهذا سيكون هو.
طُوِّرت هذه المادة في 2010 من الحديد والنتروجين وهي أكثرُ مغنطةً ب18% من صاحب الرقم القياسي السابق، وقويّةٌ جدّاً. لدرجة أنّها أجبرت العلماء على إعادةِ النّظر في كيفيةِ عملِ المغناطيس. ولقد بذل الرّجل الذي اكتشفَ المادة جهداً كبيراً ليضمن أنّ عمله يمكن أن يُعادَ إنتاجه من قبلِ علماء آخرين، لأنّ مركباً مشابهاً سُجّل تطويره في اليابان سابقاً في 1996، لكنّ فيزيائييّن آخرين لم يتمكّنوا من إعادةِ إنتاجه، ولذلك، لم يُقبل بشكلٍ رسمي.
فإذا ما تمّ إعادةُ تصنيعِه قد يكون ذلك إيذاناً بعصرٍ جديدٍ من الكترونيّاتٍ ومحرّكاتٍ مغناطيسيّةٍ فعّالةٍ، وربّما فعّالة أكثرَ بعشر مرّات.
1- المادةُ الخارقةُ الأكثرُ ميوعةً:
الميوعةُ الفائقةُ حالةٌ للمادة كالصّلبةِ أو الغازيّة، والتي تحدثُ في درجاتِ الحرارةِ المنخفضة بشدّة، ولديها درجةٌ عاليةٌ من التّوصيليّة الحراريّة (لكلّ جزءٍ منها درجةُ الحرارةِ المماثلةُ تماماً للبقيّة) ودون أيّ مقدارٍ من اللّزوجة.
الهيليوم 2 هو المثال الأوضحُ لها. فكوبٌ من الهيليوم 2 سيتسربُ بشكلٍ عفويٍّ ليخرج من الوعاء كما لو أنّه فقط قرّرَ المغادرة. كما أنّه يتسرّب من مواد صلبةٍ أخرى لافتقاره التام للاحتكاك، ممّا يسمح له بالتّدفق من ثقوبٍ غيرِ مرئيّةٍ لا تسمح بمرور الهيليوم العادي أو الماء في هذه الحالة.
و الهيليوم 2 هو الموصلُ الحراريُّ الأكثرُ كفاءةً على الأرض، أكثرَ بعدة مئاتٍ من المرّات من النّحاس، حيث تنتقل الحرارة بسرعةٍ كبيرةٍ عبر الهيليوم 2 بشكل موجات، كالصوت (ومعروفةٌ في الواقع باسم الصّوت الثّاني) بدلاً من التّشتّت، فهي تنتقلُ من جزيءٍ إلى آخر.
وبالمناسبة، فإنّ القوى التي تعطي الهيليوم 2 قدرةً على تسلّقِ الجدران تدعى "الصّوت الثّالث". وهكذا لا يمكنك الحصولُ على مادةٍ أكثرَ غرابةً وتطرفاً من المادة التي تتطلب تعريفين جديدين للصّوت!
المصدر: