الطب > السرطان
سرطان الثدي و علاقته بالوراثة
السرطان هو مجموعة واسعة من الأمراض يللي ممكن تصيب أي جزء من الجسم. أحياناً منستخدم مصطلحات متل الأورام الخبيثة neoplasms أو الخَباثات malignancies للدلالة على المعنى نفسه. رح يعرّفنا هاد المقال على السمات المميّزة للسرطان، وبالتحديد على سرطان الثدي وعلاقته بالوراثة ونمط الحياة.
إنّ أحد السمات المميّزة للسرطان هو الإنتاج السريع لنمط شاذّ من الخلايا في الجسم، يمكنه النمو والتكاثر بمعدّل يتجاوز بمراحل المعدّلَ المعتاد لنمو الخلايا الطبيعية، وتشكل مجموعة الخلايا سريعة التكاثر هذه ما ندعوه بالكتلة الورمية أو السرطانيّة، التي قد تغزو بعد ذلك أجزاء مجاورة لها في الجسم شيئاً فشيئاً وتمتدّ إلى أعضاء أخرى. يُشار إلى هذه العمليّة باسم النَّقيلة metastasis. و تُعَدّ النقائل metastases السبب الرئيسي للوفاة الناتجة عن السرطان.
سرطان الثدي هو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي. أكثر أنواعه شيوعاً هو ما يعرف بالسرطانة داخل القنوات ductal carcinoma (ويظهر في قنوات الأنابيب التي تحمل الحليب من الأنسجة المنتجة له في الثدي إلى الحلمة). هناك نوع آخر يدعى السّرَطانة الفُصَيصِيّة lobular carcinoma، وهو يبدأ بإصابة فُصَيصات الثدي (الغدد الحليبيّة). كما يمكن أن ينتشر سرطان الثدي، شأنه شأن السرطانات الأخرى، في النسج المجاورة إلى أنحاء الجسم (invasive).
يصيب هذا المرض كلاً من الرجال والنساء، إلا أنّ نسبته في الرجال نادرة.
يعدّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين النساء في الولايات المتحدة، حيث يصيب واحدة من كل ثماني نساء. ولا تزال أسبابه غير معروفة بالكامل، وإن كان قد عُرف عدد من العوامل التي تزيد من احتمال إصابة بعض الأشخاص دون سواهم (عوامل الاختطار risk factors).
علاقة سرطان الثدي بالوراثة:
يُعتقد أنّ حوالي 5٪ إلى 10٪ من حالات سرطان الثدي وراثيّة، يسبّبها انتقال المورّثات (الجينات) غير السويّة من الوالدين (غالباً الأم) إلى الأطفال.
ترتبط معظم الحالات الموروثة من سرطان الثدي بوجود مورّثتين شاذّتين هما: BRCA1 (الاسم مأخوذ من أوائل الكلمتين BReast Cancer gene one أي المورثة رقم 1 لسرطان الثدي) و BRCA2 ؛(المورثة 2 لسرطان الثدي).
إنّ المورّثتين BRCA1 و BRCA2 موجودتان عند جميع الأشخاص. وتتجلّى وظيفة الجينات BRCA في إصلاح تلف الخلايا الثدييّة والحفاظ على نموّها الطبيعي. ولكن عند حدوث شذوذات أو طفرات قابلة للانتقال عبر الأجيال في هاتين المورّثتين، فإنهما تفقدان القدرة على أداء وظيفتهما الطبيعية، وتزداد بذلك احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. وتكون المورّثتان BRCA1 و BRCA2 مسؤولتين عمّا تصل نسبته إلى 10% من جميع حالات سرطان الثدي؛ أي 1 من كل 10 حالات.
يمكن أن يصل خطر تشخيص سرطان الثدي خلال الحياة إلى 80٪ لدى النساء إذا كانت لديهن واحدة على الأقل من المورّثتين المذكورتين آنفاً بحالة شاذّة.
المصادر: