الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة
بسبب سورية، يُفتح قبو نهاية العالم!
تسبّب النزاع القائم في سورية بعملية السحب الأولى من "قبو نهاية العالم" doomsday seed vault؛ وهو مخزنٌ عالميٌ للبذور مبنيٌ على جزيرةٍ تقع بين النرويج والقطب الشمالي لحمايةِ مصدرِ الغذاء العالميّ في حالاتِ الكوارث العالميّة كانتشار وباءٍ ما أو حربٍ نووية.
وقد طالب الباحثون في الشرق الأوسط بسحب مجموعةٍ من بذور المحاصيل المقاومة للجفاف من القبو تتضمن القمح والشعير والكلأ، وكان من الممكن أن تُسحب هذه الكميات من البذور الموجودة في إحدى المنشآت التابعة لـ "إيكاردا" في مدينة حلبَ السورية، فعلى الرغم من أنها لا تزال موجودةً بأمانٍ في تلك المنشأة إلا أنّ العلماء باتوا غيرَ قادرين على الوصولِ إليها نتيجةَ الأضرارِ التي تعرضت لها الأبنيةُ المحيطة بالمنشأة بسبب النزاع الدائر في تلك المناطق. (يمكنك قراءة مقالنا السابق بعنوان: البنك الوراثي السوري في إيكاردا قرب مدينة حلب يتحدى الحرب وينال جائزة جريجر ماندل هنا)
ما هو قبو نهاية العالم ولم أُنشئ؟
يوجد حولَ العالم أكثرُ من 1700 بنكٍ جينيٍ يتضمنُ تشكيلاتٍ واسعةً من محاصيل الغذاء المحميّة، ولكنّ كثيراً من هذه "المخازن" تعدّ قابلةً للعطب فهي معرّضةٌ للكوارثِ الطبيعيةِ وأخطار الحروب إضافةً إلى نقصِ التمويل أو سوء الإدارة واحتمال حدوث أعطال فنيةِ بسيطةِ في المجمدات التي قد تتسبب بخسارةِ مجموعاتٍ كاملةٍ قيّمةٍ من البذور، وللأسف فإنّ خسارةً كهذه غيرُ قابلةٍ للإصلاح تماماً كانقراض الديناصورات أو أيّ نوعٍ من أنواع الحياة.
بُني قبوِ نهاية العالم على جانبِ جبلٍ متجمّدٍ على أرخبيل سفالبارد / Svalbard / في العام 2008 وهو مصمّمٌ خصيصاً لحفظِ بذور المحاصيل بأمانٍ كي تكون جاهزةً للاستخدام بعدَ أيّ كارثةٍ يمكن أن تخطر على بال، ويمكن أن يبقى هذا المخزن الآمن مغلقاً ومجمّداً لمدةِ 200 عامٍ حتى عند غياب الطاقةِ عنه ولكنّ الحرب السورية تسببت في حدوث أوّل عملية سحبٍ للحبوب من هذه المنشأة.
تقدّمَ المركز الدولي للأبحاث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) بطلبٍ سحب هذه الكميات من البذور. اتّخذ هذا المركز في السّابق من حلبَ مقرّاً رئيساً له لكنّه اضطرّ إلى الانتقال إلى بيروتَ في لبنان في العام 2012 بعيداً عن أماكن النزاع، وبذلك فقدَ قدرته على الوصول إلى مخزونه من البذور ممّا جعل المركز يطالب بسحب 130 صندوقاً من أصل 325 صندوقاً كان قد أودعها في القبو قبل بدء النزاع.
ذكرت المنظّمة المسؤولة عن إدارة القبو /Crop Trust/ أن الطّلب الذي تقدمت به إيكاردا سيُلبّى حال انتهاء الأعمال الورقية اللّازمة. وتبعاً لـلمتحدّث باسم إدارة القبو براين لاينوف فإنّ "حماية التنوّع الحيوي العالمي بهذا الأسلوب يمثّل تماماً الغرض من قبو البذور العالمي في سفالبارد Svalbard "
يتضمّن القبو حالياً أكثر من 860 ألفاً من عيّنات البذور؛ مأخوذةٌ تقريباً من كلّ بلدان العالم وستجري عمليّة السحب المزمعة لنحو 116 ألفاً من هذه العينات. لكن وفي الوقت نفسه يوجدُ سنوياً عمليات إيداعٍ جديدةٌ تجري في القبو أي ليس هناك خطر من نفاذ كمية البذور. وكذلك لا داعي للقلق فبلدان إيكاردا ستستخدام البذور بأفضل شكلٍ ممكن؛ إذ إن هدفَ المركز هو المساعدةُ في التخفيف من مشكلتي الفقر والجوع حول العالم عن طريق الأبحاثِ الزراعية وإنماءِ ونشرِ المحاصيلِ الأكثر قدرةً على النموّ في المناطق الجافة.
هذه الأهداف تبدو الآن أكثرَ أهميةً من ذي قبل ومع وجود نحوِ ثلثِ سكان العالم في المناطق الجافّة فإنّ عمل المركز يمكن أن يطعم أعداداً أكبر من البشر. من الرائع أن يكون قبو نهاية العالم قادراً على مساعدة هذه البلدان لمتابعة البحث على الرغم من الحرب الدائرة.
المصادر:
الخبر الأصلي على رويترز
معلومات عن قبو نهاية العالم من الشركة المسؤولة عن إدارته